الاثنين، 29 فبراير 2016

حديث الإثنين | الحلقة 122 (التحدي الأكبر بين إبراهيم الخليل والملك النمرود):

#حديث_الإثنين | الحلقة 122  (التحدي الأكبر بين إبراهيم الخليل والملك النمرود):

قال الله تعالى{ ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك، إذ قال إبراهيم ربّي الذي يحيي ويميت، قال أنا أحيي وأميت، قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب، فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين}، [البقرة: 258] 
حديث الإثنين | الحلقة 122  (التحدي الأكبر بين إبراهيم الخليل والملك النمرود):

يخبر الله تعالى نبيه الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - ويخبرنا عن مناظرة كبيرة حدثت بين خليله إبراهيم، والنمرود الذي امتحنه الله تعالى بأن آتاه ملكا فكيف يوظفه؟ .
و ذلك التحدي حدث مع موسى الكليم وفرعون، وهو يتكرر مع النبي الخاتم وقومه والنصارى واليهود، وما زال المجاحدون يعاندون إلى يومنا و غدنا.
في جمع غفير وجماهير مهيبة استخدم النمرود فسطائيته التي استخف بها عقول أتباعه ليثبت ربوبيته الكاذبة عليهم، فسأل النبي ٱبراهيم في ربه، فأجاب: رب الذي يحيي ويميت. فأحضر النمرود أناسا مسجونين، فحكم على بعضهم بالإعدام، وعفى عن الآخرين، يعني أنه أحيا هؤلاء وأمات أولائك.
لكن ولي الله إبراهيم رمى بقنبلة أودت بفكر النمرود و كانت سببا في نهايته، فتجاوز تلك الفسطائية بحجة داحضة لا تقبل التأويل ولا يتاخمها اللبس، فقال: إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب، والنتيجة: بهت النمرود وأتباعه الكفرة، فجهز جيوشه لتحدي الله، فأرسل له الله أصغر مخلوقاته وهي البعوض، فتجمعت من أرجاء الدنيا نصرة لله ربها، ومن كثرتها غطت عين الشمس، فدخلت في الجيش فافترسته حتى العضام، وأما النمرود فكفته بعوضة دخلت في منخره، فنخرت مخه الذي فتن به الناس، وكان يأته صداع لا يهدأ إلا باللطم على رأسه… إذلال وتحقير لمن تحدى جبار السماوات والأرض، ولله الأمر كله.

1.تدل الآية على جواز المحاجة في الدين للملحدين؛ لإظهار الحق ودحض حجة الباطل، على أن يكون المحاج متسلحا بالعلم والإيمان، وسرعة البديهة، ومن لم يملك ذلك فلا يؤمن منه.

2.لا تتعمد المبادأة في المحاجة، إلا إن أوقعك الخصم في واقعها، فالآية تدل على أن المتقدم هو النمرود{ ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم}، وللمسلم أن يتجنب المناضرات مع إخوانه؛ تحرزا من الوقوع في البغضاء بينهم. 

3. لكن مما يؤسف له أنك تجد من يحاج في شرع الله من المسلمين أنفسهم، خصوصا إن تعرض أحدهم لهزّة ابتلاء، أو لبس في فهم، أو ما شابه ذلك. 

4.هنالك من يؤتيهم الله الملك في الدنيا، فإن استغلوه لخير حازوا على خيري الدنيا والآخرة، ومن استغله لشر أو فساد خسر الآخرة وارتكس في الدنيا، فمثله كالنمرود . 

5. استخدم الخليل بداية كلمة (رب) في الشوط الأول، وفي الشوط الثاني استخدم كلمة (الله)؛ ففي الأولى أخذ النمرود شيئا من معانيها، وأما كلمة (الله) في التي لا يمكن أن يشترك في تسميتها غير الله -جل جلاله- .

6.من مفهوم المخالفة من قوله تعالى: {والله لا يهدي القوم الظالمين} هو أن الله يهدي المؤمنين إلى الحجة البالغة، وخصوصا أولياءه. 

7.التجرؤ على الله وأمره ودينه أو على أوليائه هو أذن بالحرب، وعاقبته لطم الرأس في الدنيا، وعض اليدين في الآخرة .

✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
- للنشر رحمكم الله -

لمتابعة حلقات حديث الإثنين على مدونة الأبجدية

(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: