الاثنين، 30 مايو 2016

حديث الإثنين | الحلقة 135 (التحفيز الرباني):
يتدارك الرب جلّ في علاه عباده المخلصين عند عقبات تعوق مسيرهم بكرامات لا يحضى بها إلا آخذ بالأسباب متوكل عليه، هدفه رضى ربه، ولا ينكر هذا إلا عاق للروح الإيمانية، المحروم من المراتب اللدنية{ وإنا لنعلم أن منكم مكذبين}، ومن العجب أن يكذب بهذا القرآن رغم وضوح آياته، ومن ذلك التكذيب بكرامات أتت ظاهرة فيه كإكرام الله لمريم بالرزق، وإكرامه لأصحاب الكهف بالنوم ثلاثمئة سنين واذدادوا تسعا.
ويكون التدارك في حق الأنبياء (إعجازا) لخرقه المعتاد والمألوف، وفي حق الأولياء (نعمة استثنائية)، غير أن ما يشبهه من توفيق ظاهر إنما يبطن (استداجا) في حق العصاة فهو نقمة عليهم {فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين}. 

حديث الإثنين | الحلقة 135(التحفيز الرباني):

حديث الإثنين | الحلقة 135(التحفيز الرباني): 
و التحفيز الرباني في الحياة الدنيا فيه استيقان للذين آمنوا أن الله معهم وأن قدرته المطلقة التي تفوق كل منطق لتداركهم بالنصر فتثبت أرجلهم على الحقّ وتسن سيوف تقدمهم في شق غبار الباطل، و أما التحفيز الأخروي فهو الأفضل والأدوم{ والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوِّئَنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون}، وإليكم نماذج من التحفيز الرباني هي للتمثيل لا للحصر: 1.في معركة الخندق أحيط بالمسلمين من فوقهم ومن أسفلهم بجمع لم يسبق له مثيل من قبائل العرب وغدر بني قريضة {إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}، وهذا وصف الله تعالى لذروة الخوف وشموخ الرعب أن شق على قلوب المسلمين من أن يُبادوا ويباد الإسلام معهم في مهده حتى بلغت نبضات قلوبهم حناجرهم، فكان شغلهم الشاغل حفر الخندق، حتى أُرهقوا من الجوع والتعب، فرأى جابر بن عبدالله من حال رسول الله ما رأى من الإعياء، فأراد مشفقا أن يولم له بشاته الهزيلة الوحيدة، فهمس في أذن النبي بذلك لكي لا يسمعه أحد فالوليمة لا تكفي، فوافق النبي ونادى في المسلمين أن غداءهم مع جابر، فوقع في نفس جابر من الحرج ما وقع، كيف لشاة هزيلة لا تكفي لثلاثة أن تغذي جيشا؟، فصابه الهم ولكن زوجه المؤمنة (الموقنة) بأمر الله ورسوله واسته بيقينها أن في الأمر شيئا ربانيا ما دام رسول يعلم بحال أمرك. وفعلا حدث الإعجاز أن جيشا بكامله تغدى على مائدة جابر المتواضعة، فكان كل عشرة منهم يتعاقبون على المائدة وهي تتجدد عليهم كلما دخول من يلونهم كما لو أحضرت أول مرة. 2.كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخطب في الناس، فتكشفت له الحجب عن جيش سارية بن زنيم ورأى الأعداء يكمنون له من كل صوب، وليس لهم منفذا من مأزقهم إلا الانحياز لجبل قربهم، فقطع خطبته ونادا فيهم: يا سارية الجبلَ الجبلَ. فتعجب الناس عن فعلته، فأخبرهم بما شاهد، ولما جاء رسول سارية إلى عمر بعد أسابيع أخبره بما حدث لهم وأنهم انتصروا على أعدائهم، فسأله الناس كيف انتصروا؟، فأجابهم أنهم سمعوا صوتا يأمرهم بالالتجاء إلى الجبل فحاربوا عدوهم من مكان واحد فانتصروا… هذه مكرمة من الله وتحفيز رباني لعمر وأتباعه، وإلا فكيف يراهم عمر وكيف يسمعونه وبينهم مسير شهر.
3.عندما أقيمت الدولة الرستمية الإباضية في شمال إفريقيا اختاروا أن تكون (تايهرت) عاصمة لهم، ولكن وجدوا أن تايهرت مليئة بالسباع والضراري والهوام، فأرسل إمامهم مبعوثه إلى ساحتها، فنادى فيها أيتها السباع والضراري والهوام إننا نريد إقامة عاصمتنا في هذه الأرض فارحلي عنها، وقد شُهِد من اليوم التالي رحيلها وهي تحمل ذراريها معها... إنها مكرمة ربانية وتحفيز لا يناله إلا من التصقت روحه بربه.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي  

للنشر رحمكم الله


لمتابعة حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية




(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)

الاثنين، 23 مايو 2016

حديث الإثنين | الحلقة 134 (التشجيع والتحفيز):

تسلسلنا سابقا في أبجديات القيادة وقطفنا معنا أزهار التعريفات القيادية وخزامى الركن الأول منها وهو الرؤية المستقبلية، وها نحن نعود بكم إلى باقة المزهرية، فإلى الركن الثالث وهو (التشجيع والتحفيز)، وسنرجي الركن الثاني( الاتباع المخلصون) عندما يحين وقته، لغاية في نفس يعقوب.

حديث الإثنين | الحلقة 134 (التشجيع والتحفيز):  
حديث الإثنين | الحلقة 134 (التشجيع والتحفيز):
 
  • أصبح التحفيز فنًّا يدرس ويعلم، ولم يعد قضية ترتبط بالنوايا الطيبة والاحتساب، فإن وجد فلا يقل من شهادة شكر، ولربما أرسلت عن طريق بريد، أو من ينوب.
  • التحفيز هو الوصول بالعاملين في مؤسسة ما إلى حالة الشغف والتلهف بأعمالهم ذاتيا دون رقيب خارجي. ولا يتحقق أثره إلا من الأعماق( الصدق)، ولا تكون غايته الفرد فتخسر المؤسسة ولا المؤسسة فيخسر الفرد وإنما كلاهما معا.
  • مهمة القائد الناجح هي المساعدة والاحتضان واكتشاف القدرات والمواهب والحفاظ عليها وتسخيرها لمصلحة الفرد ثم مصلحة العمل. ومن المحبط أن ينسب القائد النجاح لنفسه.
  • تعتمد طبيعة التحفيز على( حسب طبيعة الفرد والعوامل المؤثرة على فاعليته وطبيعة المؤسسة):
  • البعض عن طريق إلهاب الحماس بالرؤية المستقبلية، لذلك ينبغي للقائد أن يذكر أتباعه بها وينوع في طريقته. 
  •  البعض ماديين وهذ طبيعة بشرية{ وتحبون المال حبا جما} 
  • البعض بالإيمان.
  • البعض بالألقاب المهنية وهذه تمتاز بديمومة العطاء، فالله تعالى يخاطب القائد العظيم المعروف بذي القرنين، ونبيه القائد يوزع ألقابا تحفيزية غنية الدعم (سيف الله، الفاروق، الصديق، أمين الأمة…). كما استخدم النبي أنواعا من التحفيزات: -المعنوية: (لا أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بعودة جعفر). -المادية: من توزيعه للغنائم، ومنها غنائم حنين. -الفخر والشهرة: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن). -العقاب أحيانا يحمل فيه تحفيزا ولا يدرك ذلك إلا لبيب سامق، فقد عزل النبيُ سعدَ بن عبادة يوم فتح مكة لما توعد من سفك الدماء، ثم عين عنه ولده، فإن عين غير ابنه لخرب التحفيز. وأخيرا تمعنوا في هذا التحفيز الرباني: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا}.
 
>> القائد الفعال الذي يحسن اختيار طريقة التحفيز( المناسبة)، لأنه أدرى برجاله ومفاتيحهم. في الحلقة القادمة نذكر أمثلة على التحفيزات الربانية من السيرة النبوية. 

✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي  

للنشر رحمكم الله


لمتابعة حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية




(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)

الاثنين، 16 مايو 2016

حديث الإثنين | الحلقة  133 (سور الشفاء):
حديث الإثنين | الحلقة  133 (سور الشفاء):
يقول الله -عز وجل- : {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}، فبعد (الإيمان الخالص بالله وعبادته بإتقان، والاستقامة الخيرة على الإسلام، والاستعانة بالله وحده وذكره بمنهج دائم) يتسنى لك أن تشفي نفسك بكلمات القرآن التي  خلقها شفاء وهداية، 

حديث الإثنين | الحلقة  133 (سور الشفاء):

وإليك ما تيسر منها:                            
1.سورة الفاتحة: شفاء لكل شيء لأنها أم القرآن فهي تحوي شفاؤه، فهي للآلام والملدوغ والمريض وطرد الشياطين... تكتب محوا وتشرب. 
 2.سورة يس: هي لما تُقرأ له، فالخائف يأمن، والسقيم يشفى وهكذا.
3.آية الكرسي: للتحصّن من الشياطين والخوف، وهي لطرد الجان من جسد الملتبس، وهي الأقوى عليهم على الإطلاق.
4.سورة الواقعة: لجلب الرزق، دفع الفقر.
5.سورة الحاقة: تكتب حرزا لحفظ الجنين من الإجهاض، وتكتب محوا لتسهيل الولادة.
6.سورة الجن والقدر والمجادلة: للحفظ والفهم… بالمحو.
7.سورة المؤمنون: تكتب عن الإدمان.
8.سورة الأنبياء والطارق: تقرأ عن الأرق.
9.أواخر سورة الكهف: منبه لصلاة القيام وللفجر.
10.سورة البينة: للمحبوس عن الجماع، بالمحو.

11.سورة آل عمران: للحمل بالمحو، و لإيناع الثمر، تكتب لتعلق المرأة، أو على الشجرة للثمر، أو تقرأ على ماء( ملك يوم الدين) 7مرات فترش بها الشجرة.
13.سورة الإنشراح: لضيق الصدر، وللهداية وللإسلام لغير المسلم.
14. سورة إبراهيم: عن فزع الأطفال وبكائهم.
15.سورة الحجر: لإدرار اللبن، بالمحو.
16.سورة النور: للبهائم المريضة، تمحو لتشرب ماءها.
17.سورة الفرقان: عن حشرات الأرض.
18.سورة القصص: عن المبطون والمطحول والأكبد، وعن الزنى حشاكم.
19.سورة فصلت: تكحل بماءها عن الرمد، ويغسل به عن البلص، والجروح والقروح، وكذلك لتسهيل الولادة. 
20.سورة المعارج: عن الفزع عند النوم، ولعدم الاحتلام.
21.سورة القيامة: تشرب لتقوية القلب.
22.سورة التكوير: لقوة النظر. 
23.سورة الناس: للموسوس .

ملحوظة/ أغلب ما سبق إنما هو اجتهاد من العلماء الأفاضل لما رأوه من مناسبة بعض السور أو بعض الآيات لما قد يعتري الإنسان من أعراض -وإن كان القرآن إجمالا هو شفاء لما جعل له - .
والله الموفق .
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله


لمتابعة حلقات حديث الانثين على مدونة الأبجدية 
http://www.alabjadiah.net/search/label/حديث%20الاثنين?m=0 


(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)

الاثنين، 9 مايو 2016

حديث الإثنين | الحلقة 132 (عالج نفسك بنفسك، في خمس خطوات):
حديث الإثنين | الحلقة 132 (عالج نفسك بنفسك، في خمس خطوات):     

تجنبا للحرج الذي وقع فيه الكثير جراء معالجتهم من أناس ليسوا أكفاء أو أن غايتهم المال والمكر، مما زاد المبتلى رهقا ونصبا ـ فالأفضل والأستر أن تعالج نفسك بيدك ما دمت تؤمن بالله تعالى، فالنبي محمد -عليه الصلاة والسلام - هو قدوتنا الحسنة يعلمنا ذلك فكان يأمر زوجته عائشة أن تقرأ عليه المعوذات وهو نبي الله وخليله، فلنعد إلى ما يغنينا عما سوى الله، ولنعد إلى القرآن الذي نزل منه ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا... 


حديث الإثنين | الحلقة 132 (عالج نفسك بنفسك، في خمس خطوات):


وإليك خطوات العلاج:   
1. (الإيمان الصحيح بالله): بداية علينا تصحيح الإيمان مع الله، والإيمان هو التصديق، فعلينا التصديق الجازم بأن ما أصابنا كله بأمر من الله ولم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا كله من الله و لم يكن ليصيبنا، وكل ذلك بتقدير الواحد القهار المتصرف في الوجود فهو مدبر الأمور والمسيطر على عرش ملكه أكبر خلقه والمهيمن على عماليق مخلوقاته {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}، فلا تقل لي إنس ولا جن ولا شياطين ولا سحرة ولا أي مخلوق فكلهم ضعفاء لا يحركون ساكنا ولو اجتمعوا جميعا ولا يسكنون متحركا ولو اجتمعوا جميعا إلا بإذن الله…  إذن علينا الاعتصام بمن بيده ملكوت كل شيء، فنتخلص تماما من كل العوالق التي سببت في انتكاسنا وضعفنا وتسلط الأفاكين علينا. واحذر من كل عمل إن خالطه شرك فمصيره البطلان {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين}،{ولقد أُوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
2.الاستقامة: بالتخلص من المحرمات والحفاظ على الطاعات والذكر وقراءة القرآن، لتنال درجة العبودية لله، ومن نالها أبعد الله عنه الشيطان وأسقامه، {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين}، فاحذروا الفتن والأغاني والتبرج خاصة النساء…
وعموم الاستقامة تمنحك عموم الفرج{ ومن يتق الله يجل له مخرجا}.
3.الدعاء: تستخدم الدعاء للعلاج، والدعاء لا يُستجاب إلا أن يكون مطعمك حلالا وكذا مشربك، والله سميع مجيب الدعاء {إنما يتقبل الله من المتقين}.
4.اليقين بالله: عليك أن توقن بأن الله ناصرك ومجيب دعائك ولو بعد حين {أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السّوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون}،{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.
5.الاستشفاء بالقرآن الكريم: لقوله تعالى:{ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}،
>> وإليك بعضا من آيات الشفاء:
1.(الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات): هي شفاء لكل شيء، فتقرأها ثم تنفث على كفيك وتمسح على جسدك… هكذا باستمرار، أو تكتبها (محوا) في صحن بماء الورد والزعفران ثم تشرب ماءها.

2.(كل مرض على حسبه من الآيات):  
 > فالصداع وألم الضرس والمفاصل وغيرها من الآلام تقرأ (أو بالمحو) آيات السكينة مثل: {وله ما سكن في الليل والنهار}، {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا}.
> العظام والمفاصل{ قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم}.
> حصى الكلى{ وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار…}...                  
> بالإجمال:  توكل على الله الحي القيوم الذي لا يموت وقوي علاقتك به واستعن به يمددك من قوته ويحرزك بكلمته  وينصرك بأمره فله الأمر كله فتكن من المحروزين بحوله وإرادته جل جلاله… ولعلي أكمل لكم آيات الشفاء الأسبوع القادم بإذن الله.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي  

للنشر رحمكم الله


لمتابعة حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية




(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)

الاثنين، 2 مايو 2016

حديث الإثنين | الحلقة 131 (طرق معرفة البصّار):
حديث الإثنين | الحلقة 131 (طرق معرفة البصّار):

لم يكن حديثنا في هذه الحلقة والحلقة الماضية يخص علماءنا المعروفين بعلم الأسرار من أهل التقوى والورع والعلم الرباني الصحيح كالعلامة سعيد بن خلفان الخليلي والعلامة أبو مسلم البهلاني والعلامة خميس بن جاعد الخروصي وغيرهم، ولا يمت لهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد، وإنما يتسلط ضوؤه على طائفة أخرى ضالة مضلة تحاول تقليدهم أو السطو على علم السلوك وهم منه بمنأى لا يفرقون بين المشرق والمغرب إن كان ثمت مقارنة، فهؤلاء ليس لهم قاعدة إيمانية فقهية ولا تقوى، والإيمان والفقه والتقوى هما العمد الذي يتكئ عليه القاصد، وهؤلاء من ذلك خواء.
ولم أكن لأشهر حالهم لولا اشتهارهم و خطورة ما هم عليه و بداية تفشي حالهم في المجتمع المسلم، وانحراف بعض الشباب بسببهم عن جادة الصواب، و وقوع نساء في شباكهم العفنة.   
            
حديث الإثنين | الحلقة 131 (طرق معرفة البصّار):
                     
تعرفت على أحد أعمدتهم وهو يحاول أن يكبر نفسه في عيني كلما التقينا ومما قاله أنه رأى في منامه أن رسول الله ألبسه عمامته فأخفيتها في نفسي ولم أبدها له وقلت أنت شر مكانا والله أعلم بما تصف به نفسك، وفي مرة تهاوشت معه بشدة لأنه لم يتورع عن فعل استنكرته عليه حتى افترقنا...فهذا حال من تولى كبرهم فما حال من دونه.
ولم اكتف بذلك فحاولت انتشال رفيقي عنهم ومناقشتهم عن طريقه في أمورهم المستنكرة، وقد خلصت من أفعالهم خلاصة أبينها لكم لتتخلصوا من شرهم وهي في النقاط الآتية:
1.نيتهم: لا تخلو من شرك، فمنهم من يريد التسلط، ومنهم من يريد الشهرة والتكبر، ومنهم من يريد كسب المال للعلاج، سألت أحدهم لماذا تأخذ مبالغا كبيرة على علاجك( وأقول علاج تجوزا)، فأجاب وهو يحك مؤخرة رأسه ويبتسم في خلسة: لأن الديزل غالي.
2.ذكرهم: الذكر إما يكون باللسان دون القلب وهذا لا فائدة منه، وإما باللسان مع حضور القلب وهذا أفضل، والأفضل منهما هو الذكر مع الشعور بمحبة الله وقربه، وهؤلاء لم يتجاوزوا الأولى، بل نزلوا لأقل منها، فيأتي الواحد بمسابيح طويلة ويفرها وهو يذكر على أنه اختصر عددا كبيرا في ذكره.
3.قصدهم من الذكر: لأجل الحصول على "روحاني"، ولأجل رؤية الكرامات والأنوار… وكل ذلك شرك والعياذ بالله، فعبادة الله لا تزاحم بهذه النوايا وغيرها، فلا بد أن تكون خالصة لله وحده... {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء… وذلك دين القيمة}.
4.الروحاني: سألتهم ماذا يقصدون به، فأجابوا أنه خلق بين الجن والملائكة، فأجبتهم أنه لم يذكر في القرآن غير الجن والإنس والملائكة، فمن أين لكم هذا العلم الغيبي؟، فأجابوا: أنه مذكور في القرآن من قوله تعالى: {تنزل الملائكة والروح}، فقلت ذلك جبريل لقوله تعالى{ نزل به الروح الأمين}. لكني اكتشفت أن الذي يعنونه هو مجرد (جني)، فمال هؤلاء المغفلون بذلك؟ !.
5.يستعينون بجنيهم في كشف أشياء يبهرون بها أتباعهم ومرضاهم ويستقطبون به آخرون، ويدّعون بذلك أنهم يعلمون الغيب، ولا يعلم الغيب إلا الله بل يدّعون أنهم يعلمون ما تكنه الصدور، ولا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور إلا الله، والقرآن صريح بذلك، فمال هؤلاء ينازعون الله في ملكه وصفاته كذبا وافتراء؟!...ولا هم ولا جنهم يعلمون من الغيب شيئا، فلو كان الجن يعلمون الغيب لعلموا بموت نبي الله سليمان غير أن دابة الأرض دلتهم بأكل منسأته فكانت دابة الأرض أقوى من الجن.
6.وانظروا إلى الأقبح من ذلك… سألتهم لم تستحضرون شيخكم قبل بدء الذكر ولم تستأذنونه رغم أن الذكر لا يحتاج استئذان من أحد… (وشيخهم من دولة إفريقية)، فأجابوا: لكي يحمينا من تعرض الشياطين، قلت: سبحان الله!  وهل يحميكم غير الله؟، وشيخكم هذا أحوج منكم لحماية الله، ثم سألتهم كيف يحميكم؟، فأجابوا جوابا كاد يقتلني غمّا: أن شيخهم يرسل ملائكة يحموهم... أظن بهذا تكون الصورة واضحة فهم يؤلّهون شيخهم والعياذ بالله.                         
7.وتوجد في معالجيهم أخلاق فاسقة، فلا يتورعون عن ملامسة النساء أثناء القراءة عليهن، وفيهم علامات النفاق كالكذب وإخلاف الوعد، ويهتمون بنافلة الذكر أكثر من الفرائض، فلا جماعة ولا صلاة فجر ولا ورع .

🔷 وبالجملة فإني أحذر من مغبة هؤلاء المضلين، وأحذر من فخاخهم المضللة وأتأسف كل الأسف على من يطلبون علاجا منهم، وكيف تطفؤ النار نارا واقدة إلا زادتها اشتعالا؟! هذا وقد حذر منهم المشايخ كالدكتور كهلان...وما ذكرت عنهم إلا بعضا مما هم عليه وأعرضت عن بعض،
والله المستعان. 
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله


لمتابعة حلقات حديث الانثين على مدونة الأبجدية 
http://www.alabjadiah.net/search/label/حديث%20الاثنين?m=0 


(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)