الأحد، 17 يوليو 2011

الصديق الوفي-رب أخي لم تلده أمك-

 الســــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.::. رب أخ لم تلده أمك .::



أحبتي جأتكم بموضـــــوع شيق ومتميز لما له من أهمية وفائدة في الدنيــــا والآخرة،فقد روي عن لقمان (عليه السلام) أنه قال: ( اطلبنّ أول شئ تكسبه بعد الإيمان بالله خليلاً صالحاً فإنمامثل الخليل كمثل النخلة:
فإن قعدتَ في ظلهاأظلّتك ..
وإن احتطبتَ من حطبها نفعتك ..
وإن أكلتَ من ثمرها وجدته طيباً...

** وفي هذا يقول الشاعر:
همومُ رجالٍ في أمورٍ كثيرةٍ ** وهمي من الدنيا صديقٌ مساعدُ
نكون كروحينِ في جسمينِ قُسّمت ** فجسماهما جسمانِ والروحُ واحدُ

- فإن أغضبته ولم يخرجه غضبه عن الحق إلى الباطل فاتخذه صديقاً وأخاً.
قال الإمام الصادق:
( من غضب عليك من أخوانك ثلاث مرات ولم يقل فيك مكروهاً فأعدّه لنفسك )

** وفي هذا يقول أبوتمام :
من لي بإنسانٍ إذا أغضبتهُ *** وجهلتُ كان الحلمُ ردّ جوابهِ
وإذا صبوتُ إلى المرامِ شربتُ من*** أخلاقهِ وسكرتُ من آدابهِ
وتراه يصغي للحديث بطرفهِ ***ولسانهِ ولعله أدرى بهِ

- وسعيه في قضاء حاجة لك ووقوفه معك في النوائب والبلايا. وما أكثر ما روي في ذلك، فقد ورد عن أمير المؤمنين علي أنه قال: ( في الشدة تتبين مودة الصديق)

** وقال الشاعر :
كم من أخٍ لك لو نابتك نائبةٌ ** وجدته خيراً لك من أخ النسبِ
وما أكثر الأخوان حين تعدهم *** ولكنهم في النائبات قليلُ





وهنا نصل إلى الصفات التي يجب أن تتواجد في الصديق الصدوق الذي تتخذه أخاً وصديقاً فنورد منها ما يأتي :
1. أن يكون مرآة لك تعكس صفاتك الإيجابية والسلبية على حدٍ سواء، إذيقول أمير المؤمنين ( صديقي من أهدى إليّ عيوبي )
2. أن يكون معك في الشدة والرخاءوالسراء والضراء.

** يقول الشاعر:
إن أخاك الحق من كان معك ** ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك ** شتت فيه شمله ليجمعك
 
** وقال شاعر آخر :
وليس أخي من ودّني بلسانهِ** ولكن أخي من ودّني في النوائبِ

الصداقة في هذه الأيام محدودة ونادرة، فمن لم تكن فيه تلك الحدود فلا تنسبه إلى كمال الصداقة، ومن لم يكن فيه شئ من تلك الحدود فلا تنسبه إلى شئ من الصداقة :
1. أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة.
2. وأن يزينه زينك ويشينه شينك.
3. وأن لايغيره مال ولا ولاية.
4. وأن لا يمنعك شيئاً مما تصل إليه مقدرته.
5. وأن لا يسلمك عنداالنكبات.

فإن وجدت - أخي المؤمن/أختي المؤمنة -أخاً/ أختاً بهذه الصفات فشد عليه / فشدي عليها فلربما لا تجد غيره/غيرها..
واعلموا بأن أفضل ما تقابله به هو ( الإبتسامة) فإنها تجلو الكرب وتزيل الهم، وما أروع ما قال الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ذلك: ( تبسمك في وجه أخيك صدقة)(رواه الترمزى )..

وقال عبد الله ابن الحارث:
( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم)

** وقال شاعر :
وكن مثل طعم الماء عذباً وبارداً ** على الكبد الحرى لكل صديقِ

وكما يقف أخوك إلى جانبك في ساعة الشدة، فجازه بالمواساة حينما يقع في نائبة أوشدة ( أحسن الإحسان مواساة الأخوان) .
(أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم، فطالما إستعبد الإحسان إنسان)
وفي الختام.. أسأل الله العلي القدير أن يمن ويرزق كل واحد منا أخواناً متصافين، وهنيئاً لمن لديه أخُ إجتمعت فيه هذه الصفات..
..فطوبى للمتحابين في الله..
(منقول بتصريف)

الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: