حديث الإثنين | الخلقة 89 (الصوم والصحة):
من بديع الحكمة والرحمة الإلهية أن يتعبّدنا ربنا بما فيه خيرنا في الدارين ، فتكون العبادات سببا في العافية وصحة البدن و سلامته. و هذه حقائق توصل إليها أهل الطب وهم يوصون بها للعلاج، غير أنها من الفوائد (التابعة) فالأصل أن يتمثل الصوم تعبدا لله خالصا لوجهه وطاعته حتى وإن جردت من أذهاننا الحكمة من وراء تعبدنا. يقول الإمام نور الدين السالمي - رحمه الله - :" تعبدا علينا الامتثال… وما لنا التنقير والجدال".
من بديع الحكمة والرحمة الإلهية أن يتعبّدنا ربنا بما فيه خيرنا في الدارين ، فتكون العبادات سببا في العافية وصحة البدن و سلامته. و هذه حقائق توصل إليها أهل الطب وهم يوصون بها للعلاج، غير أنها من الفوائد (التابعة) فالأصل أن يتمثل الصوم تعبدا لله خالصا لوجهه وطاعته حتى وإن جردت من أذهاننا الحكمة من وراء تعبدنا. يقول الإمام نور الدين السالمي - رحمه الله - :" تعبدا علينا الامتثال… وما لنا التنقير والجدال".
 |
| حديث الإثنين | الحلقة 89 (الصوم والصحة) |
ولا شك أن في الصيام فوائد عديدة للجسم لقوله - صلى الله عليه وسلم- : (صوموا تصحوا)، ويتضح ذلك فيما يلي :
1. الصوم يوقف عملية امتصاص المواد المتبقية في الأمعاء ، ويعمل على طرحها ، والتي يمكن أن يؤدي طول مكثها إلى تحوّلها لنفايات سامة ، كما أنه الوسيلة الوحيدة الفعالة التي تسمح بطرد السموم المتراكمة في الجسم .
وهذه الفائدة هي الغناية الأساسي عن كل ما سنورده لاحقا من فوائد صحية. ومن الإعجاز الطبي النبوي نجد أنه - صلى الله عليه وسلم - يمارس رياضة المشي باصطحاب أصحابه في رمصان قبل المغرب، واكتشف الأطباء أن تلك الفترة هي المناسبة التي تؤدي إلى الحرق التام للمواد السامة المتبقية في الجسم.
2. بالصوم يستطيع الجسم تحليل المواد الزائدة والترسبات المختلفة داخل الأنسجة المريضة.
3. الصوم أداة يمكن أن تُعيد الشباب و الحوية إلى الخلايا والأنسجة . ولقد أكّدت أبحاث علمية أن الصوم سبب فيه إعادة الشباب الحقيقي للجسد.
4. الصوم يضمن الحفاظ على الطاقة الجسدية ، ويعمل على ترشيد توزيعها حسب حاجة الجسم.
5. الصوم يُحسّن وظيفة الهضم ، ويُسهل الامتصاص ، ويسمح بتصحيح فرط التغذية .
6. الصوم يفتح الذهن ، ويُقوي الإدراك ، وقديما قيل : البطنة تُذهب الفطنة. فمن أراد الحفظ فعليه بالصوم.
7. الصوم علاج شاف – بإذن الله – لكثير من ((أمراض العصر)) ، فهو يُخفف العبء عن جهاز الدوران ، وتهبط نسبة الدسم وحمض البول في الدم أثناء الصيام ، فيقي البدن من الإصابة بتصلب الشرايين، وداء النقرس ، والكوليسترول، وغيرها من أمراض التغذية .
9. وفي الصيام فائدة عظيمة لكثير من ((مرضى القلب)) ، فيحميه من وأيضا الجلطة وكذا يحمي المخ منها، وذلك لأن 10 % من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم ، وتنخفض هذه الكمية أثناء الصوم حيث لا توجد عملية هضم أثناء النهار ، وهذا يعني جهدا أقل وراحة أكبر لعضلة القلب.
10.يعالج((آلام المفاصل)): وهو مرض يتفاقم مع مرور الوقت، و يصيب الإنسان بين الثلاثين والخمسين، وقد عجز الطب الحديث علاج ذلك، إلا أن التحارب العلمية في روسيا أثبتت دوائية الصيام لهذا المرض، والعجيب أنهم حددوا مدة الصوم ألا تقل عن ثلاثة أسابيع متتالية لتكون ملموسة الفائدة من خلال تجاربهم.
11.((الأمراض الجلدية)) بالصوم تقوى مناعة الجلد، فهو يقلل نسبة الماء في الجسم فتقل في الجلد وذلك سبب في مقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية، ومنها الصدفية، وبالصوم تحد مشاكل البشرة الدهنية.
11.((الأمراض الجلدية)) بالصوم تقوى مناعة الجلد، فهو يقلل نسبة الماء في الجسم فتقل في الجلد وذلك سبب في مقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية، ومنها الصدفية، وبالصوم تحد مشاكل البشرة الدهنية.
وهكذا.. وبعد أن يُنظف الجسم من سمومه ، وتأخذ أجهزته الراحة الكاملة بسبب الصوم ؛ يتفرّغ إلى لأم جروحه ، وإصلاح ما تلف من أنسجته ، وتنظيم الخلل الحاصل في وظائفها ؛ إذ يسترجع الجسم أنفاسه ، ويستعيد قواه لمواجهة الطواريء .. بفضل الراحة والاستجمام اللذين أُتيحا له بفضل الصوم .
وإذا ما التزم الصائم بغذاء معتدل، وتجنب الإفراط في الدهون والنشويات ، وجد في نهاية شهر رمضان انخفاضا في معدل الكولسترول عنده ، ونقص وزنه ، ووجد في رمضان وقاية لقلبه ، وعلاجا لمرضه .
ولو اتبعنا النظام الدقيق في غذائنا ، ولم نكثر من الإفطار والسحور فوق طاقة الجسم تتم الفائدة ، ونحصل على المقصود من حكمة الصيام . ولكن – للأسف الشديد – فكثير من الصائمين يقضون فترة المساء في تناول مختلف الأطعمة ، ويحشون معدتهم بألوان عدة من الطعام ، وقد يأكلون في شهر الصيام أضعاف ما يأكلون في غيره ، أمثال هؤلاء لا يستفيدون من الصوم الفائدة المرجوة.
بقلم | أبوعبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي
للنشر رحمكم الله
http://dlibrary.mediu.edu.my/
ردحذفتمثل المكتبة الرقمية لجامعة المدينة العالمية من أبرز الصور الداعمة للبحث العلمي للدارسين والمتخصصين والباحثين في شتى فروع المعرفة؛ حيث تضم أكثر منخمسين ألف مرجع، تغطي كافة التخصصات الأكاديمية، وتقوم بالتحديث المستمر لهذا المحتوى؛ مما يحقق تراكمًا معرفيًا ضخمًا على المدى البعيد.