بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي جأتكم بموضوع حساس بعنوان:::
بينَ وارُن بوفيت .. والذينَ لا تعرفُ شمالهُم ما أنفقت يمينهُم
المقــــال:
مقال لعائشة السيفية
22-06-2011 إذنْ لا يزَال وَارن بوفيت متبرعاً على عرش التاريخ منذ أعلنَ عام 2006م
عن تبرعهِ ب30مليار من ثروتهِ للأعمال الخيريّة وهو أعلى تبرّع على كوكَب الأرض
وهوَ ما دفع نيُويورك تايمز لتصدِير صفحَتها في اليوم التالي من إعلانهِ ذاك :
"الأمرُ جنونيّ ، ولكننا بحاجَةٍ إلى مزيدٍ من المجانِين" ! ..
نعَم ربّما ظنّ الآخرُون أنّ رجلاً مثل وران بوفيت قد جنّ فعلاً بتبرعه ذاك وفي الوقتِ الذي أزَاح وارن بوفيت آنذاك غريمَه اللدود بيل غيتس عن المركز الأوّل متربعاً لعامين في المركز الأوّل لأثرى أثرياء العالم يليهِ بيل غيتس ثمّ سليم الحلو ، لكنْ كان من الواضحِ جداً أنّ بوفيت لم يكن مكترثاً كثيراً بترتيبهِ بقدرِ ما كانَ مؤمناً بقضيّة معيّنة هيَ أنّه عندَ نقطةٍ معيّنة فإنّ ازدياد الثروَة لا تجلبُ للانسان الرّاحة النفسيّة . .
بوفيت عملاق العقارات والاستثمار الضّخم الذيْ يمتلك صافي دخل يتجاوز 50مليَار دولار وأصولاً تتخطّى المائة مليَار دولار موزّعةً بين عشرات المجالات الاستثماريّة التي يمتلك فيها 10مليار فقط في أصول شركَة كوكا كولا كمَا يمتلك حصّة تقدّر بثلاثَة مليَار من شركَة جنرال إليكترك العالميّة .. بوفيت لم يجد حرجاً حينَ سئل: لماذا تبرّعت بالثلاثين مليار لمنظّمة بيل غيتس الخيريّة ولم تُنشئ منظمة خيريّة خاصّة بك؟ فأجابَ أنهُ –أي بوفيت- يرى نفسهُ جيّداً في جمع المال ويرى بيل جيتس جيّداً في إنفاقها! في إشَارةٍ منهُ إلى ثقتهِ ببيل جيتس الذيْ تدير مؤسستهُ الخيريّة استثمارات خيريّة مليَاريّة لا تشمل الولاياتِ المتّحدة فحسب بل مئات المنظمات العالميّة في كافّة أقطار العَالم . .
لماذا هذهِ المقدّمة القصيرة عن وَارن بوفيت؟! حسناً سوفَ أحكِي ما شاهدتهُ قبلَ أسبوعين. .
قبلَ أسبوعين كنتُ أشاهدُ نشرَة الأخبَار في قنَاة عربيّة ، وبثّت القنَاة تقريراً عن إقامَة مؤتمر خيريّ عالميّ لجمع الأموَال لتوفير لقَاحات مجانيّة للأطفَال الفقرَاء حول العَالم خاصّة مع انتشَار الدرَاسات التي تؤكّد أنّ 3أطفَال يموتون كلّ ثانيَة مصابينَ بأمرَاض كانَ يمكن تجنبها لو منحُوا اللقاحات بشكلٍ منتظم، في هذا المؤتمر الذي أقيم بتنظِيم منظمّة بيل جيتس الخيريّة وبإشرَافٍ من بيل جيتس نفسهُ خرجَ المؤتمر ب3..7مليار دولار ، ووحدهُ بيل جيتس تبرّع بمليَار دولار لدعمِ اللقاحات، وتبرعّت حكُومة المملكَة المتحدَة بقرَابة مائة مليُون دولار وشاركت حكومَات ومليونيرات العَالم من كلّ مكان لدعم أهدَاف ذلك المؤتمر ، وفي نهَاية التقرير استضَاف المراسل الذي أعدّ التقرير بيل جيتس طارحاً عليهِ عدّة أسئلة كان آخرها!
وأظرفهَا!
وأكثرهَا خجلاً!
سؤال المراسل لبيل جيتس حول حضُور العرب ومشاركتهم في التبرع فردّ بيل جيتس "بنصف ابتسامَة" قائلاً:
أنّ أياً من أثرياء العرب وحكوماتهم لم يشاركُوا في التبرَع سوَى ولي عهد أبوظبي محمّد بن زَايد!
في اليَومِ التاليْ .. كنتُ أجري على الانترنت بحثاً لأطوال اليخوت المتعارف عليها بحرياً لإعداد تصميم مرَاسي يخُوت أعكف عليهَا مؤخراً وكم كانت دهشتيْ كبيرَةً حينَ قادني البحثُ لدخُول موقع ويكيبيديا لأشاهد قائمَة أعدّها الموقع بأكبر يخُوت العَالم وأسماءِ ملاّكها وكانَ من الطريف أنّ القائمة امتلأت بأسماء الأثرياء العرب فبين كلّ اسمينِ أو ثلاثَة وردَ اسمُ ثريٍ عربيّ بينَ حكامٍ عربٍ ومليارديرات وأمراء فأينَ اختفَى كلّ هؤلاء من قائمَة المتبرعِين البارحَة؟!
سأقولُ لكم أن أكثَر ما يثيرُ لديّ الضحكَ حينَ أتحدّث عن المليونيرات والهوَامير لدينا في السلطنة عن معرفتنا بثرواتهم الضخمَة وجهلنا في الجَانب المقابل عن مشاركتهم الخيريّة في مجتمعهم فإنّ أكثر جوابٍ يثيرُ لديّ الضحك هوَ أن يقولَ أحدهم:
لا تعرفُ شمالهُم ما أنفقتْ يمينهُم!
هذهِ القاعدَة التيْ تنطبق على النّاس العاديين الذين "على قدّ حالهم" ولكنّها لا تنطبق على الشخصيَات العامّة ، القدوَات..
الأمثال العليَا التيْ نتداول أنّهم تبرعُوا بكذا وكذا ..
لنفعلَ مثلهم ونسخّر أنفسنا كما سخرّوا أنفسهم للعمل الخيريّ ..
ونتداول قصصهم وأخبارهم كما تداولنا قصص الرسول الكريم والصحابة الذين كانُوا يهبُون كلّ ما يملكون للصدقة وتناقلت قصصهمُ الألسن للحثّ على الصدقَة وضربَت بهِمُ الأمثَال .. واتخذناهم قدوَة ً لهم .. ونحنُ نعرفُ تماماً ما أنفقت يمينهُم!
هذهِ القاعدَة التيْ لا تنطبقُ على هوسِ مليونيراتنا في جمع الريال حتّى ولو تحتَ البحر لكنّها تردُ كثيراً حينَ يأتي الأمرُ في مشاركتهم الخيريّة، أيعقل على ثرَاء هؤلاء واستحواذهم على الأخضر واليابس ألا نسمع عن زكاتهم!
دعونا من الصدقَة فقد أصبحتِ اليَوم أمراً اختيَارياً جداً في الزمن الذي توقّف كثيرٌ عن إخراج زكاتهم الواجبَة ولكن لو أنّ هؤلاء الهوامير يخرجُون زكاتهم التيْ تتخطّى مئاتِ الآلاف لكنّا سمعنَا ولو لم نرَ!
أيعقلُ أننا لا نعرفُ عن تبرعَات أيّ مليونير عمانيّ سوَى بهوَان!؟
اليَوم ونحنُ نعيشُ هذهِ الثورة التكنولوجيّة الضخمَة لم يعُد العمَل الخيريّ "عملاً سرياً" ..
نغطّي عليه ونحَاولُ إخفاءه بل أصبحَ مسؤوليّة علنيّة جماعيّة نحثّ فيها الآخرين على التبرع والتطوّع وأصبحَ "أمراً إلزامياً" على كبَار رجالات الأعمَال الذين يستثمرون في هذا الوطَن ويستثمرُون في شعبهِ وفي دولَة لا "تأكلهم فيها الضرَائب أكلاً كالولايات المتحدَة" وعليهِم –كما يأخذُون- أن يعطُوا في المقابل وأن يعلنُوا عن ذلك وأن يروّجوا لمشاريعهم الخيريّة وأن يتيحُوها للجميع لا لأقاربهم وأبناء قبيلتهم وأبناء عشائرهم ..
أصبحَ العمَل الخيريّ اليوم جزءاً من الوَاجهة الاجتماعيّة للشركَات الكبرى وأصبحَ جزءاً من تواصلها مع المجتمعِ الذي تستثمرُ فيهِ مواردها..
وأصبحَ جزءاً من المنافسَة في السّوق وجزءاً من كسبِ العمِيل الذي سيتجهُ للشركَة الأكثر انخراطاً في الأعمال الخيريّة إذ سيمثلُ احترامي لجهُود بيل جيتس الخيريّ جزءاً من انجذابي لسوق مايكروسوفت ومنحهِ الأفضليّة كزبُون حينَ تكُون هناك شركَة منافسة تمنح نفس المنتجات المقاربَة لمنتجات مايكرُوسفت في السّعر!
ونحنُ في عُمان لا نزَالُ نعيش هذهِ العقليّة التيْ "يضحكُ" علينَا بها "حيتَاننا" بدعوَى سريّة عطائهم الخيريّ في الوقتِ الذي يشكُو قطاع التعليم لدينَا من توفير الجوّ والمناخ الملائم للطلاب بدءاً من دراستهم في أجواء مرتفعَة الحرارَة ، أنقذهم بهَا بهوَان منذُ وفّر لهم مكيّفاتٍ قبلَ 10سنوَات ولم يأتِ بعدهُ متبرّع آخر ليقدّم التبرّع نفسه ..
وفي الوقتِ الذي لا زالَ آلاف الطلابُ في السلطنَة يستلمُون معونة يوميّة لشراء الطعام وقت الفسحَة من مؤسسة بهوَان الخيريّة فإنّ عشرات المدارس لا تزال تجمع التبرعات من أولياء أمور الطلبَة لتوفير مظلات لهُم أثناء الطابور لم يكلّف أي مليونير من مليونيراتنا العمانيين "بقصّ ظفر" من ثروتهِ والإقدام على التكفل بتظليل كلّ مدارس السلطنة ..
وفي الوقتِ الذيْ يوَاصل هواميرنا العمَل على مضاعفَة أرقام حسَاباتهم فإنّ أياً منهُم لم يفكّر حينَ أصدَر صاحب الجلالة توجيهاتهِ برفع مقاعد التعليم العالي ل28ألف و400مقعَد لطلاب الثانويَة العامّة تمنينا في سيناريُو أن يقوم أحد هواميرنا من سباتهم ويتبرّع كل واحد منهم بمائة بعثَة استجَابة ً لتوجيهَات السلطان وحرصهِ على توفير أكثر عدد من المقاعد لطلاب السلطنة لإكمال درَاستهم العليا ..
لم يحدث هذا أبداً فهواميرنا الذي نرَى ثرواتهم وقصُورهم وأساطيل سيَاراتهم كانوا مشغولين برفع أسعار منتجاتهم في السوق بعد زيادة روَاتب القطاع الحكومي وبعض القطاعاتِ الخاصّة ..
فيمَا لا نزَال حتّى اليَوم نعوّل على الحكُومة والحكُومة فقط في دعم مشاريع البنيَة التحتيّة كرصف الطريق وتطوير الخدمَات الصحيّة ..
دونَ أن يكلّف أي هامُور نفسه بالتكفل برصف طرقِ هذه الولايَة أو تلك أو بناء توفير منح علاج طبيّ لمئات العائلاتِ العُمانيّة العاجزَة عن تحمّل تكاليف سفر علاج مرضَاها..
وارتفاع أسعار العلاج الطبيّ الخاصّ المحليّ ناهيكَ عنْ أسعَار السفر للخَارج ..
هوَاميرنَا "الذينَ لا تعرفُ شمالهُم ما أنفقت يمينهُم ولا حتّى شمَالهُم" ... لا يعرفُون قطعاً العمل الخيريّ لدعم التكنُولوجيا ، القطاع الأوسع مستقبلاً وتوفير معاهد لتطوير التكنُولوجيا في السلطنة ورفع مستوَى الوعي التكنولوجي بين الأجيال الجديدَة ..
لا يعرفُون مثلاً عن آلاف الطلبَة الذي يمضُون 3أشهر سنوياً "لا شغلَة ولا عملَة" سوَى التسكع في ملاعب كرَة القدَم دونَ أن يجدُوا مراكز صيفيّة تقدّم لهُم الثقافَة والمعرفَة والعلُوم وتدربهُم "مجاناً" على المهنِ الحرفيّة والأعمَال اليدويّة أو معاهد لغَات تطوعيّة وتقنيّة..
هوَاميرنا لا يعرفُون عن مراكز الدرَاسات التي لا تزَال في بلدنَا حكراً على الدعم الحكُوميّ فحسب ..
لا يعرفُون مثلا عن جوَائز تخصص لحلّ المشاكل التيْ يعاني منها المجتمع مثل توفير جوائز لدرَاسات حول تقليل حوادث المرور ، بحُوث عن مرض السكريّ الذي أصبح يصيب الكبير والصغير ، عن انتشار الجلطات القلبيّة والسرطانات في قلب المجتمعِ العُمانيّ ..
هوَاميرنا "مشغُولون بالإنفاق الذي لا تعرفُه شمَالهم" ..
في الوقتِ الذي لا يخلُو أسبوعٌ من صورٍ لعائلات محتاجَة وقصص مأساويّة تنشرها الصّحف ومنتديَات الانترنت..
قبلَ أسابيع طالعتنا الصّحف ببيع شقق فاخرَة في مجمّع سكني بمدينَة السلطان قابُوس كلّ شقَة تبدأ ب270ألف ريال ..
هذا المجمّع المملوك لأحد وزرَائنا المليارديرَات المخلُوعين ..
وحينَها تساءلتُ لو أنّ هذا الرجل تبرّع بسعر شقة واحدَة فقط وأعلنَها لدعم بعثات لعُمانيين كم عمانياً كان ليستفيدَ من 270ألف ريَال!
غيرَ أنّ الإجَابة جاءتنيْ سريعَة ً حينَ قيلَ لي: "ما أدراكِ أنهُ لا يتبرّع!"
وهكذا إذنْ لا نزالُ نبررُ لهواميرنا بأنّهم ينفقُون حتّى لا تعرفُ شمالهم ما أنفقتْ يمينهُم.
ليستْ مشكلة ً على الإطلاق أن يكبرَ حيتَان السوق .. أن يستثمرُوا في هذا الوطن فهم في النهَاية أبناؤه .. لكنّها تصبحُ مشكلة ً كبيرَة حينَ يصبح العمل التطوعيّ والخيريّ "خيَاراً"!
وحينَ يصبح العملُ الخيريّ ثقافَة شعب..
حينَ يكُون 95%من سكّان كندا منخرطين بشكلٍ أو بآخر في الأعمال الخيريّة بكافَة عرقيَاتهم وأديانهم .. بينمَا تغيبُ ثقافة العمَل الخيريّ وهي ثقافَة واسعَة جداً بالمال ، بالجهد العضلي، بالكتَابة ، بالموهبَة ، باللغَة ، بالمعرفَة ، بالتخطيط عن ثقافَة شعُوب لا يتحرّك العمل الخيريّ فيها بصفَة ثقافَة وإنّما بإلهَام وحثّ وترغيب وترهِيب من دينها الحنيف الذيْ وردتْ كلمَة الصدقَة في قرآنهِ 12 مرّة وكلمَة الزّكاة 32مرّة ونحنُ لا نزَالُ بعدَ قرنٍ ونصف لا نزَال في أولَى مراحل فهمنا لأهميّة الصدقة والزكاَة في المجتمع أثرها ، أشكالها ، مظاهرها ، قدسيّتها! في أولى مرَاحل التأسيس للعمَل الخيريّ الجماعي ونحنُ ..
نحنُ أبناءُ هذا الدين الذي يقولُ قرآنهُ: "لنْ تنالُوا البرَّ حتى تنفقُوا مما تحبّون" .. ونحنُ من نحنُ سوَى أمّة محمّد التيْ قالَ لها: "إنّ الصدقَة لتطفئ عن أهلهَا حرّ القبُور" وقَالَ: "كلّ امرئٍ يومَ القيَامة في ظلّ صدقتهِ حتّى يفصلَ بينَ الناس"!
ليستْ مشكلة ً أن يأتي المستثمرون الأجانب والعمانيُون وأن يجتذبهُم السُوق العُمانيّ أن يضاعفُوا ثروَاتهم ، أن يتنَافسُوا لكنّها تصبحُ مشكلة ً كبيرَة ً حين تصبحُ ثروَات هذا الوطن للجميع ولكنّ تطويره للحكُومة .. وكلّ عملٍ غير ربحيّ فيه هوَ من واجبَات الحكُومة وأعمالها! وليست مشكلة ً أن تخبرنيْ قريبتيْ التيْ تعمل في إحدَى بنوك نزوَى عن عشرَاتِ المليونيرات والتجّار الذينَ يقيمُون بينَ ظهرانينا في نزوَى المندسين الذينَ لا نعرفُ عنهم شيئاً بينمَا نعدمُ في نزوَى طرق داخليّة مثلَ العَالم والنّاس، ومراكز ترفيهِ مجانيّة للأطفال مثلَ العَالم والنّاس، ونستقبلُ كلّ أسبُوع عشرَات الرسائل لمساعدَة فلان الذي يحتَاج لكليّة وفلانة الأرملَة التيْ لا تجدُ مأوَى لأطفالها ، وفلان المعاق الذي في رقبتهِ7أطفال ..... إلخ! هواميرنا في نزوَى الذين نرى "تطاولهم في البنيَان" .. ولا نرَى منهُم شيئاً! أحلمُ بمؤسسة الزبير الخيريّة لدعم الأطفَال الموهوبين .. أحلم بمؤسسة مقبُول سلطان للدرَاسات التكنُولوجيّة ، أحلم بمؤسسَة الزوَاويّ للمنح الطبيّة وتطوير القطاع الصحيّ ، أحلم بمؤسسة كيمجيز للأبحاث العلميّة ، أحلُم بمؤسسة مكّي لرصف الطرق ، أحلُم بمؤسسَة الشنفري للبعثَات الدرَاسيّة العليَا .. أحلُم بمؤسسَة حيدَر دروِيش لدعمِ المرَاكز الصيفيّة ، أحلُم بمؤسسَة محمّد البروَاني لدعم أصحابِ الاحتيَاجات الخاصّة.. أحلُم بمؤسسَة الوهيبيّ أو الخصيبيّ أو المعشني لدعم العمَل التطوعيّ للشباب ، وأحلمُ بمؤسَسة خالد بن حمَد لدعم العمل الإعلاميّ الشبابيّ في السلطنَة .. أحلمُ بأسماءٍ كثيرَة و"ببوفيتَات وغيتسَات كثر عمُانيُون" وإنْ كانَ بوفيت يعيشُ في بيتٍ ذي ثلاثٍ غرفٍ اشتراهُ قبل 50 عَاماً وإنْ كانَ بوفيت يذهبُ للعمل بـ"سيكله" .. وإن كان بوفيت يسافر على متنِ طائراتٍ عامّة رغم أنّه يملكُ أكبر شركة طيرَان أميركيّة ، وإن كانَ بوفيت لا يمتلكُ في مكتبهِ حاسباً .. فإنني لا أطالبهم بأن يكُونوا مثله .. لا أطالبهم بألا يتمتعُوا بثرواتهم بألا يرفهُوا أنفسهم ، بألا يمتلكُوا القصُور والسيَاراتِ الفخمَة .. لا أطالبهم بكلّ ذلك .. ولكنيْ أتمنّى أن يملكوا قليلاً من فهم هذا الرجل لدور العمل الخيريّ ، لأسسه، لمفاهيمهِ، لمردودهِ وأثرهِ .. أحلُم بمليونيراتٍ يفكرُونَ بعقليّاتٍ تفكّرُ كما يفكّر هؤلاء.. أحلُم بأشياءٍ كثيرَةٍ جميلة لهذا الوطَن الجميل ، هذا الوطَن الذيْ مهمَا منحنَاه فلنْ نردّ قليلاً من عطائهِ وخيرهِ علينا .. أحلُمُ كثيراً .. كثيراً إلا أنني أفيقُ لأتذكّرَ أنني في عُمان!!!
منقول من الإميل
العمل التطوعي.. فيه حياة الأمة
0 coment�rios: