حديث الإثنين | الحلقة 110 (صلاة الإستخارة):
نؤمن بأن الله وحده عالم الغيب و يعلم مستقبلنا وما ينفعنا وما يضرنا، فالاستجداء به في أمور حياتنا المتشعبة يضفي اطمئنانا ويبعث راحة، ويوقظ عزيمة نحو الخير.
> وقد كان أهل الجهل يتطيرون ويستقسمون بالأزلام ويتشبطون بالكهنة والسحرة؛ ليختاروا لمستقبلهم أفضله، غير أن نتيجة ذلك مغايرة عن الطموح، ناهيك عن دخول ذلك في باب الشرك بالله .
>> ولما بعث الله نبي النور والهداية شرع لهم صلاة الاستخارة وكان يعلمهم إياها كما يعلمهم القرآن. [و الصلاة بمعنى الدعاء والدعاء بمعنى الطلب، والاستخارة بمعنى اصطفاء خير الأمور ]
# إذن صلاة الاستخارة هي: ((طلب الخيرة من الله العليم الحكيم )).
أيها الأحبة : لطالما يتعرض الواحد منا لاختيارات لا يعلم أيها أنفع له مستقبلا، قد تخص دنياه أو آخرته أو كلاهما، وقد يكون الأمر جلالا أو بسيطا، وقد يكون مصيريا كاختيار زوجة أو وظيفة أو تخصصا أو دراسة أو مسكنا… ، عندها يكون الحصيف في حيرة من أمره فتأتي الاستخارة هنا رافعة عنه غطاء التردد،
>> وإليكم خطوات الاستخارة:
1. تصلي ركعتين نافلة تقربا لله تعالى، ثم تدعو بالدعاء المأثور الذي سأضيفه نهاية الحلقة، ولك أن تدعو به بعد صلاة مكتوبة، ولا يشترط أن تكون النافلة قبل النوم، وإنما في أي وقت تباح فيه صلاة النفل. وسأكتب لكم مقالا خاصا لصلوات النفل بعون الله تعالى-لاحقاً- .
2. (مقارنة و مشاورة): ثم عليك أن توازن بين أمورك لتتوصل إلى أيها أقرب للصواب، وكذلك تستشير ذوي العقول النيرة، وأهل الخبرة الذين يعنيهم مستقبلك {وشاورهم في الأمر}.
3. (العزيمة): بعد اختيارك الأنسب عليك المضي قدماً في تحقيق بعزيمة، بدون تردد ولا حيرة، وإنما بالتوكل على الحي الذي لا يموت{ فإذا عزمت فتوكل على الله}.
4. ليس عليك أن تندم بعد استخارتك لله، واستشارتك لأهل الخبرة، وتفحصك للأمور بعقلك.
5. (التقوى مناط الاستجابة): والآية {إنما يتقبل الله من المتقين} ، فكن على تقوى الله، فمن كان تقيا يأتيه الخير بلا عناء.
# ملحوظات مهمة:
1. الاستخارة ليست لطلب معرفة الغيب، وإنما استدعاء للخير.
2.البعض ينظر (رؤية منامية، أو يمضي على مجرد الشعور بالراحة لأمر، أو يستفتح القرآن فإن وجد آية رحمة مضى وإن وجد آية عذاب تراجع…) كل ذلك ليس له دليل، كما أن الرؤى لها مفسروها.
3.تكون الاستخارة فيما لم يطلب الشارع الإتيان به أو تركه.
# الدعاء:
(اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كان هذا الأمر (وتسمه) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري و آجله فاقدره لي، وإن كان هذا الأمر (وتسمه) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري و آجله فاصرفه عني، واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به) .
بقلم | أبو عبدالرحم سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
0 coment�rios: