حديث الإثنين | الحلقة 169 ( نقد الذات - 3 - الأستاذ سالم بن سعيد البوسعيدي، أنموذجا حيا يجمع بين العلم والدعوة )
ذلك القابع برزخا بين مروج كتبه المتﻻطمة… إن تمخضت فأرة حاسوبة ولدت قمما تبلجت بأشراقها السماء.
منذ أن قرأت كتابه اﻷول "نزهة المؤمنين" استوحت منه قريحتي أن يكون منبعا مشجعا للتأليف، ذلك الكتاب الميسر كفيلا أن يكون نديما لطلاب العلم في بساطة عباراته وبسط معناه.
إنه اﻷستاذ المجتهد الأديب المؤرخ… الجندي المجهول والضابط القيول سالم بن سعيد البوسعيدي.
لكم رجوت لقاء ذلك العملاق الفذ لكن لقاء الندر نادر المنال، فهم كالعملة الأثرية في زماننا المتواضع، ولعل أذيال الظروف تذل بدعاء ليلة قدر، ولمثل هؤلاء تشد الرحال، وتستقصى الهمم وتستبصر الفضائل وتقصد الحكم.
ﻻ أعرف عنه سواى كتبه لكني أرى بين أسطرها جفنيه الملتحمتين وعينيه الثاقبتين، وتصيخ أذناي لنبضات قلبه الهادئة الراملة، وكأني بأمواج أنفاسه الطافحة تنفخ في نافذة تمعني لمعاني مقاصده الطامحة، وأتتبع في صمت خطوات لهثه وقصص عزيمته العلمية الدعوية على قرط صفحاته المبعثرة حول مكتبته.
إنه من رجالات العلم الشرقي الإباضي العماني الذين يتميزون بجمعهم بين العلم واللغة واﻷدب، وتقصيهم للبحث والتحقيق، وعدم حبهم للظهور…
وجديده يسبر في بروازته الإنتاجية العصرية المنبت، ذات التهجين الرصين، التي ذللت جبال الألفاظ الموروثة في جذلتها، فبسطتها على سهول خضراء على أطباق أرجوانية لطلاب العلم الجدد.
إني أكمل حديثي السابق بذكر إنموذجا حيا مشرقا لظلمات عصرنا البائس الذي كثر فيه الخريجون المثقفون وضؤل فيه المناظلون.. فكان على طلاب العلم والدعاة خصوصا والمثقفون عموما أن يتخذوا
من جهده شعلة، ومن مسيرته فتيلة يتصدرون بها منابر الخير والعلم والفضيلة والإقدام والمبادرة والإنتاج الدائم المستطر… { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.
إنه إلهام الهمم وهمام النهم، أنتج 36 كتابا ولعله مرج كتابا وأنا أسطر هذه العبارات الضئيلة في بحر حقه… جمعت كتب أستاذنا صنوف العلوم فألف في التاريخ كتاب "الرائع في التاريخ العماني" و"الجوهر في التاريخ العماني المصور" وغيرهما من كتب التأريخ الشيقة، وفي الفقه أخرج أول موسوعة شاملة مختصرة للفقه الإباضي "الفقه الشامل الميسر"، وألف في الأدب والنقد أديبا أريبا "بائعة التمر"، و"نبض الحروف"، وألف في التفسير سلسلة كتبه الشهيرة "نزهة المؤمنين" من تفسير ج30 إلى ج27، ومع ذلك قام بتفسير القرآن كاملا كما أبلغني أحد المقربين منه، وفي الحديث نظم وعلق على "الجامع الصحيح" ذيل كل حديث بفوائد جمة بأسلوب عصري ميسر، وله منهجا شاملا للمراكز الصيفية "من هدي الإسلام"، وظل مشرفا عليها، وله العديد من الدراسات الفاحصة والمقالات النقدية الاجتماعية والإنسانية وأدبيات الخواطر.. نشر بعضها في مختلف الجرائد، وشارك في العديد من الندوات العلمية والتاريخية والفكرية والأدبية ببحوثه المثرية، وله أكثر من 120 نشيدا أنشدت في عمان والخليج العربي عبر السمعيات والبرامج المتلفزة، وله محاضرات دورية، وكتبه تنشر في مكتبة السيدة فاطمة الزهراء ذات الريع الوقفي لأعمال الخير، وحولها رجال مجتهدون من أهل الفضل والصلاح والتضحية، ولم يأخذ من مبيعات كتبه فلسا، وقد نفذ الكثير من مبيعاتها في معرض الكتاب الأخير دليل الجودة والإجادة والإخلاص والخلاص.
فاعجب لنفس قائدة وقادة وطراز صعب الفتور ومعدن صلب المراس... والحمد لله ما زالت الدنيا بخير ما دام هؤلاء الأوتاد بخير برحمة الله وفضله... وليس ثمت عيب في التعريف بقامة من قامات عمان النابضة على خلاف المعتاد في التعريف بهم بعد اندراس رمسهم...
حفظ الله أستاذنا سالم البوسعيدي وأمثاله، وثبته على الخير ونفع به الإسلام وأهله. والله الموفق للجميع.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
ذلك القابع برزخا بين مروج كتبه المتﻻطمة… إن تمخضت فأرة حاسوبة ولدت قمما تبلجت بأشراقها السماء.
منذ أن قرأت كتابه اﻷول "نزهة المؤمنين" استوحت منه قريحتي أن يكون منبعا مشجعا للتأليف، ذلك الكتاب الميسر كفيلا أن يكون نديما لطلاب العلم في بساطة عباراته وبسط معناه.
إنه اﻷستاذ المجتهد الأديب المؤرخ… الجندي المجهول والضابط القيول سالم بن سعيد البوسعيدي.
لكم رجوت لقاء ذلك العملاق الفذ لكن لقاء الندر نادر المنال، فهم كالعملة الأثرية في زماننا المتواضع، ولعل أذيال الظروف تذل بدعاء ليلة قدر، ولمثل هؤلاء تشد الرحال، وتستقصى الهمم وتستبصر الفضائل وتقصد الحكم.
ﻻ أعرف عنه سواى كتبه لكني أرى بين أسطرها جفنيه الملتحمتين وعينيه الثاقبتين، وتصيخ أذناي لنبضات قلبه الهادئة الراملة، وكأني بأمواج أنفاسه الطافحة تنفخ في نافذة تمعني لمعاني مقاصده الطامحة، وأتتبع في صمت خطوات لهثه وقصص عزيمته العلمية الدعوية على قرط صفحاته المبعثرة حول مكتبته.
إنه من رجالات العلم الشرقي الإباضي العماني الذين يتميزون بجمعهم بين العلم واللغة واﻷدب، وتقصيهم للبحث والتحقيق، وعدم حبهم للظهور…
وجديده يسبر في بروازته الإنتاجية العصرية المنبت، ذات التهجين الرصين، التي ذللت جبال الألفاظ الموروثة في جذلتها، فبسطتها على سهول خضراء على أطباق أرجوانية لطلاب العلم الجدد.
إني أكمل حديثي السابق بذكر إنموذجا حيا مشرقا لظلمات عصرنا البائس الذي كثر فيه الخريجون المثقفون وضؤل فيه المناظلون.. فكان على طلاب العلم والدعاة خصوصا والمثقفون عموما أن يتخذوا
من جهده شعلة، ومن مسيرته فتيلة يتصدرون بها منابر الخير والعلم والفضيلة والإقدام والمبادرة والإنتاج الدائم المستطر… { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.
إنه إلهام الهمم وهمام النهم، أنتج 36 كتابا ولعله مرج كتابا وأنا أسطر هذه العبارات الضئيلة في بحر حقه… جمعت كتب أستاذنا صنوف العلوم فألف في التاريخ كتاب "الرائع في التاريخ العماني" و"الجوهر في التاريخ العماني المصور" وغيرهما من كتب التأريخ الشيقة، وفي الفقه أخرج أول موسوعة شاملة مختصرة للفقه الإباضي "الفقه الشامل الميسر"، وألف في الأدب والنقد أديبا أريبا "بائعة التمر"، و"نبض الحروف"، وألف في التفسير سلسلة كتبه الشهيرة "نزهة المؤمنين" من تفسير ج30 إلى ج27، ومع ذلك قام بتفسير القرآن كاملا كما أبلغني أحد المقربين منه، وفي الحديث نظم وعلق على "الجامع الصحيح" ذيل كل حديث بفوائد جمة بأسلوب عصري ميسر، وله منهجا شاملا للمراكز الصيفية "من هدي الإسلام"، وظل مشرفا عليها، وله العديد من الدراسات الفاحصة والمقالات النقدية الاجتماعية والإنسانية وأدبيات الخواطر.. نشر بعضها في مختلف الجرائد، وشارك في العديد من الندوات العلمية والتاريخية والفكرية والأدبية ببحوثه المثرية، وله أكثر من 120 نشيدا أنشدت في عمان والخليج العربي عبر السمعيات والبرامج المتلفزة، وله محاضرات دورية، وكتبه تنشر في مكتبة السيدة فاطمة الزهراء ذات الريع الوقفي لأعمال الخير، وحولها رجال مجتهدون من أهل الفضل والصلاح والتضحية، ولم يأخذ من مبيعات كتبه فلسا، وقد نفذ الكثير من مبيعاتها في معرض الكتاب الأخير دليل الجودة والإجادة والإخلاص والخلاص.
فاعجب لنفس قائدة وقادة وطراز صعب الفتور ومعدن صلب المراس... والحمد لله ما زالت الدنيا بخير ما دام هؤلاء الأوتاد بخير برحمة الله وفضله... وليس ثمت عيب في التعريف بقامة من قامات عمان النابضة على خلاف المعتاد في التعريف بهم بعد اندراس رمسهم...
حفظ الله أستاذنا سالم البوسعيدي وأمثاله، وثبته على الخير ونفع به الإسلام وأهله. والله الموفق للجميع.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
0 coment�rios: