حديث الإثنين | الحلقة 170 ( نقد الذات - 4 - جنرال أسلم على يد جنرال )
قبيل معركة اليروموك الفاصلة بين الاستعمار الغربي لجزيرة العرب وبين وتحريرها انطلق الجنرال الرومي جرجري إلى الساحة الفاصلة بين الجيشين، والجمعان يترقبان تقدمه الهلامي... وهو يركل جواده برجليه الحائرتين، وخطوات جواده متناغمة على طبلات فؤاده، وصل بخفض جناحيه على مطير القلب الإسلامي إيذانا بدبلماسية الحوار، فتساءل في شغف عن خالد، فإذا خالد أمامه وجها لوجه، ندا لند،
جرجري: "يا خالد، إصدقتي القول، فإن الحليم يصدق المسترسل، أأنت سيف أنزله الله من السماء فلا تخوض معركة إلا انتصرت فيها؟"
خالد: ليس كذلك، وإنما نلت لقب سيف الله من رسول الله، وما زلت أنال النصر ببركة دعائه.
رأى الجنرال جرجري خواتم الصدق من الجنرال خالد، وشعر ببنان الاطمئنان تمسح على قلبه، وبفروة المودة تأوي على صدره… نظر الجنرال الحائر إلى مسطرتي الجيشين المتناظرين، و أمعن النظر لسعة الساحة بينهما، وهي سعة قد تفرق بين دخان السماء وصلابة الأرض، فاختار من السماء رفعتها، ومن الأرض سطحتها... لكن ثمت تساؤل يفرق مؤشره بين الدهشة واليقين… هل المسلم الحديث على خط سواء مع سابقه في الحقوق؟
أجابه خالد: نعم.
فكانت الأحرف الثلاث من لفظة "نعم" كفيلة أن تنقل الرجل من غبش الأديان إلى نور الإسلام.
نعم أسلم الجنرال العظيم جرجري في لحظة حوار مع الجنرال الداعية خالد، وكان همهم لسان الهدنة قبل سنان القتال... فولى وجهته من الغرب إلى الشرق وقاتل في صفوف المسلمين حتى قتل، فنال أكبر مكرمة يرجوها الطامحون وهي الشهادة في سبيل الله، بفضل الله عليه أن اختار وجهة مصيرية في لحظة حاسمة، وبذلك نجى من عذاب أليم، وكان سبب هدايته ومنجاته زورق أبي سليمان رضي الله عنه، الذي يستحضر البيان فظل في حضيرة الرحمن من أمره:{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير}، وما كانت أمتنا لتنال الخيرة والوسطية إلا بتمسك أفرادها بالدعوة إلى الله تبارك وتعالى.
ولنتساءل بعد هذا أين المسؤولية الدعوية بين جنرالات المسلمين وقادتهم؟ وكذا فيمن دونهم.
ألم يكن هذا نموذجا يحتذى به، عند تعاملنا مع غير المسلمين في سفرنا وحضرنا؟
لماذا عندما يسافر المسلم إلى بلاد الغرب يكون هم الكثير منهم الانغماس في السكر والزنا والغش والرذيلة وسوء التعامل والخلق.. فيكونوا بذلك ضاعفوا من النظرة الخاطئة التي غرسها الصهاينة والحاقدون عن المسلمين والإسلام… فهم بذلك صاروا سواء في خندق الخذلان.
الجميع وبلا استثناء مطالب بالدعوة إلى الله لإخراج الناس إلى الدين الحنيف... فليكن كل واحد فينا جنرالا للدعوة الخالدة كما أراد الله منا، والله ولي التوفيق.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
قبيل معركة اليروموك الفاصلة بين الاستعمار الغربي لجزيرة العرب وبين وتحريرها انطلق الجنرال الرومي جرجري إلى الساحة الفاصلة بين الجيشين، والجمعان يترقبان تقدمه الهلامي... وهو يركل جواده برجليه الحائرتين، وخطوات جواده متناغمة على طبلات فؤاده، وصل بخفض جناحيه على مطير القلب الإسلامي إيذانا بدبلماسية الحوار، فتساءل في شغف عن خالد، فإذا خالد أمامه وجها لوجه، ندا لند،
جرجري: "يا خالد، إصدقتي القول، فإن الحليم يصدق المسترسل، أأنت سيف أنزله الله من السماء فلا تخوض معركة إلا انتصرت فيها؟"
خالد: ليس كذلك، وإنما نلت لقب سيف الله من رسول الله، وما زلت أنال النصر ببركة دعائه.
رأى الجنرال جرجري خواتم الصدق من الجنرال خالد، وشعر ببنان الاطمئنان تمسح على قلبه، وبفروة المودة تأوي على صدره… نظر الجنرال الحائر إلى مسطرتي الجيشين المتناظرين، و أمعن النظر لسعة الساحة بينهما، وهي سعة قد تفرق بين دخان السماء وصلابة الأرض، فاختار من السماء رفعتها، ومن الأرض سطحتها... لكن ثمت تساؤل يفرق مؤشره بين الدهشة واليقين… هل المسلم الحديث على خط سواء مع سابقه في الحقوق؟
أجابه خالد: نعم.
فكانت الأحرف الثلاث من لفظة "نعم" كفيلة أن تنقل الرجل من غبش الأديان إلى نور الإسلام.
نعم أسلم الجنرال العظيم جرجري في لحظة حوار مع الجنرال الداعية خالد، وكان همهم لسان الهدنة قبل سنان القتال... فولى وجهته من الغرب إلى الشرق وقاتل في صفوف المسلمين حتى قتل، فنال أكبر مكرمة يرجوها الطامحون وهي الشهادة في سبيل الله، بفضل الله عليه أن اختار وجهة مصيرية في لحظة حاسمة، وبذلك نجى من عذاب أليم، وكان سبب هدايته ومنجاته زورق أبي سليمان رضي الله عنه، الذي يستحضر البيان فظل في حضيرة الرحمن من أمره:{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير}، وما كانت أمتنا لتنال الخيرة والوسطية إلا بتمسك أفرادها بالدعوة إلى الله تبارك وتعالى.
ولنتساءل بعد هذا أين المسؤولية الدعوية بين جنرالات المسلمين وقادتهم؟ وكذا فيمن دونهم.
ألم يكن هذا نموذجا يحتذى به، عند تعاملنا مع غير المسلمين في سفرنا وحضرنا؟
لماذا عندما يسافر المسلم إلى بلاد الغرب يكون هم الكثير منهم الانغماس في السكر والزنا والغش والرذيلة وسوء التعامل والخلق.. فيكونوا بذلك ضاعفوا من النظرة الخاطئة التي غرسها الصهاينة والحاقدون عن المسلمين والإسلام… فهم بذلك صاروا سواء في خندق الخذلان.
الجميع وبلا استثناء مطالب بالدعوة إلى الله لإخراج الناس إلى الدين الحنيف... فليكن كل واحد فينا جنرالا للدعوة الخالدة كما أراد الله منا، والله ولي التوفيق.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
0 coment�rios: