بسم الله الرحمن الرحيم
الحــج
وَأَمَّا الْحَجُّ فَهِي عِبَادَةٌ تَلْزُمُ الْمُوَحِّدَ الْبَالِغَ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ إِذَا احْتَاجَ فِي أَدَائِهَا إِلى الإِنْفَاقِ ، وَ يَجِبُ عَلَيْهِ إذَا كَانَ صَحِيْحَ الْبَدَنِ ، مَعَهُ مِنَ الزَّادِ مَا يُبَلِّغُهُ الْحَجَّ وَ يَرُدُّهُ إِلى أَهْلِهِ ، وَمَعَهُ مِنَ القُوْتِ مِقْدَارَ مَا يَتْرُكُهُ لِمَنْ يَلْزَمُهُ قُوتُهُ إِلى وَقْتِ رُجُوْعِهِ إِلَيْهِمْ ، وَكَانَ آمِناً فِي مَسِيْرِهِ عَلى نَفْسِهِ ، وعَلى مَنْ يَلْزَمُهُ حِفْظُهُ مِنْ أَهْلِهِ ، وَكَانَ وَاجِداً لِلَّراحِلَةِ الَّتِي تُبَلِّغُهُ الْحَجَّ فَإِنْ قَدَرَ عَلى الْمَشِيْ مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ فَلاَ يُشْتَرَطُ وُجُودُ الرَّاحِلَةِ فَإِذَا كانَ عَلى هَذَا الْحَالِ الَّذِيْ وَصَفْنَاهُ وَجَبَ عَلَيْهِ الْحَجُّ فِي عُمْرِهِ مَرَّةً واحِدةً ، فَإِنْ زَادَ فَتَطَوُّعٌ وَ أَرْكَانُهُ ثَلاَثَةٌ :
الركن الأول : الإحْرامُ لِلحَجِّ فَمَنْ لِمْ يُحْرِمْ فَلاَ حَجَّ لَهُ إِجْمَاعاً .
الركن الثاني : الْوُقُوفُ بِعَرَفَةَ فَمَنَ لَمْ يَقِفْ فَلاَ حَجَّ لَهُ إِجْمَاعاً .
الركن الثالث : زِيَارَةُ الْبَيْتِ وَمَنْ تَرَكَهُ بَطَلَ حَجُّةُ إِجْمَاعاً .
ما يفعله العازم على الحج : فَإِذَا أَرَدْتَ الْخُرُوجَ إِلى الْحَجِّ فَاقْضِ دُيُونَكَ ، وَتَخَلَّصْ مِنْ تَبَاعَاتِكَ ، وَكَفِّرْ أَيْمَانَكَ وَ أوْفِ بِنَذْرِكَ ، وَصِلْ أَرْحَامَكَ ، وَ اعْتُبْ عَلى مَنْ وَجَدَ عَلَيْكَ مِنْ جِيْرَانِكَ وَ إِخْوَانِكَ وَوَسِّعْ مِنْ زَادِكَ لِيَتَّسِعَ خُلْقُكَ ، وَلاَ تُمَاكِسْ فِي الْكِرَاءِ وَلكِنْ سَاوِمْ ، فَإِنْ غَلاَ عَلَيْكَ فَاتْرُكْهُ ، وَإِذَا أَوْقَفْتَ رَاحِلَتَكَ وَ أَرَدْتَ الْخُرُوجَ فَصَلِّ فِي مَنْزِلِكَ رَكْعَتَيْنِ وَقُلِ الَّلهُمَّ أَنَّكَ افْتَرَضْتَ الْحَجَّ وأَمَرْتَ بِهِ فَاجْعَلْنِيْ مِمَّنِ اسْتَجَابَ مِنْ وَفْدِكَ الَّذِيْنَ رَضِيْتَ وَكَنَّيْتَ وَسَمَّيْتَ . وأَخْلُصِ النِّـيَّةَ واقْصُدْ رِضَا اللَّهِ تَعَالَى ، ثُمَّ سَلِّمْ عَلى أَهْلِكَ وَوَدِّعْهُمْ واظْهِرْ لَهُمُ الشَّفَقَةَ .
الخروج إِلى الحج : فَإِذَا رَكِبْتَ رَاحِلَتَكَ فَكَبِّرْ ثَلاَثاً وَقُلْ : (( سُبَحَانَ الَّذِيْ سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِيْنِ ، وَإِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُوْنَ )) الَّلهُمَّ إِنِّي أَسْأَلَكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَ التَّقْوَى والْعَمَل بِمَا تَرضَى ، الَّلهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ واطْوِ لَنَا اْلأَرْضَ ، الَّلهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وأَنْتَ الْخَلِيْفَةُ فِي اْلأَهْلِ والْمَالِ جَمِيْعاً ، الَّلهُمَّ اصْحَبْنَا فِي سَفَرِنَا وَ اخْلُفْنَا فِي أَهْلِنَا ، وَإِذَا سِرْتَ فَقُلْ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيْ حَمَلَنَا فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ وَرَزَقَنَا مِنَ الطَّيبَّاتِ وَفَضَّلَنَا عَلى كَثِيْرٍ مِنْ خَلْقِهِ تَفْضِيْلاً ((سُبَحَانَ الَّذِيْ سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِيْنِ وَإِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُوْنَ ، والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ )) فَإِذَا صَعَدْتَ شَرَفاً فَكَبِّرْ ، وَ إِذَا هَبَطْتَ فَسَبِّحْ ، وَ إِذَا نَزَلْتَ مَنْزِلاً فَقُلِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيْ بَلَّغَنَا سَالِمِيْنَ ، الَّلهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْنَا مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِيْنَ ، الَّلهُمَّ ارْزُقْنَا بَرَكَةَ مَنْزِلِنَا هَذَا و أَصْرِفْ عَنَّا شَرَّهُ وَ بَأْسَهُ فَإِذَا أَقْدَمْتَنَا مِنْ مَنْزِلٍ إِلى مَنْزِلٍ فَأْبْدِلْ لَنَا مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ .
الميقات ووقت الحج
فَإِذَا انْتَهَى الْحَاجُّ إِلى الْمِيْقَاتِ الَّذِيْ يُحْرِمُ مِنْهُ أَهْلُ نَاحِيَتِهِ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يُجَاوِزَهُ إِلاَّ وَ هُوَ مُحْرِمٌ بِالْحَجِّ إِنْ كانَ فِي زَمَانِ الْحَجِّ ، وَ بِالْعُمْرَةِ إِنْ كَانَ قَبْلَ زَمَانِ الْحَجِّ ، وزَمَانُ الْحَجِّ هُوَ أَشْهُرُ الْحَجِّ ، وهي شَوَّالٌ وَ ذُو الْقِعْدَةِ والْعَشُر اْلأَوَلُ مِنْ ذِيْ الْحِجَّةِ ، وَإِنْ أَحْرَمَ بالْحَجِّ قَبْلَ أَشْهُرِ الْحَجِّ لَمْ يُجْزِئْهُ ذَلِكَ عَنِ الحَجِّ بَلْ يَكُوْنُ عُمْرَةٌ .
العمــــرة
والْعُمْرَةُ هِيَ أَنْ يُحْرِمَ كَمَا يُحْرِمُ لِلْحَجِّ ، ثُمَّ يَأْتِي الْبَيْتَ فَيَطْوفُ وَيَسْعَى كَطَوافِ الحَجِّ وَسَعْيِهِ ، وَتَجُوزُ فِي كُلِّ شَهْرٍ ، وَلاَبُدَّ مِنَ الْقَصْدِ إِلَيْهَا بِالنِّـيَّةِ إِنَّهَا عُمْرَةٌ عِنْدَ الإِحْرَامِ ، وَكَذَلِكَ لاَ بُدَّ فِي الْحَجِّ مِنَ الْقَصْدِ إِلَيْهِ بِالنِّـيَّةِ عِنْدَ الإِحْرَامِ .
صفةُ الإحرام : وَ صِفَةُ الإِحْرَامِ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي بَدْءِ إِحْرَامِهِ ، وَقِيْلَ يُجْزِيهِ الْوُضُوءُ ، وَيَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَا جَدِيْدَيْنِ أَو غَسِيْلَيْنِ لِمْ يُلْبَسَا مُنْذُ غُسِلاً ، وَيُصَلِّى لِْلإِحْرَامِ رَكْعَتَيْنِ إِنْ لَمْ تَحْضُرِ الصَّلاَة الْمَكْتُوبَةُ وَ إِنْ حَضَرَتْ المكتوبَةُ أَحْرَم بَعْدَهَا .
التلبيــة
ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَمَا يَعْقِدُ النِّيَّةَ لِلإِْحْرَامِ : لَبَّيْكَ الَّلهُمَّ لَبَّيْكَ ، لاَ شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ لَكَ وَ الْمُلْكَ لاَ شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، فَإِنْ كُنْتَ مُتَمَتِّعاً بِالْعُمْرَةِ إِلى الْحَجِّ فَقُلْ : لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ تَمَامُهَا وَبَلاغُهَا عَلَيْكَ يَا اللَّهُ ، وَ إِنْ كُنْتَ قَارِناً بَيْنَ الْعُمْرَةِ وَ الحَجِّ فَقُلْ : لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ و عُمْرَةٍ تَمَامُهُمَا وَبَلاغُهُمَا عَلَيْكَ يَا اللَّهُ ، وَ إِنْ كُنْتَ مُفْرِداً بالْحَجِّ قُلْتَ : لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ تَمَامُهَا وَبَلاغُهَا عَلَيْكَ يَا اللَّهُ ، تَقُولُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي مَجْلِسِكَ ثُمَّ تَقُومُ وَقَدْ تَمَّ إِحْرَامُكَ وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُلَبِّيَ كُلَّمَا سَارَتْ بِهِ رَاحِلَتَهُ أَوْ عَلاَ شَرَفاً أَوْ هَبَطَ وَادِياً أَوْ سَمِعَ مُلَبَِياً ، وَ كُلَّمَا أَكْثَرَ مِنَ التَّلْبِيَةِ كَانَ أَفْضَلَ ، وَ يَسْتَحَبُّ أَنْ يَرْفَعَ بِذَلِكَ صَوْتَهُ .
ما لا يجوز للمحرم : وَلاَ يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ أَنْ يَلْبِسَ الْمَخِيطَ مِنَ الثِّيَابِ ، وَلاَ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ أَوْ وَجْهَهُ إِلاَّ مِنْ ضَرُوْرَةٍ وَ إِنْ كَانَتِ امْرَأَةً غَطَّتْ رَأْسَهَا وَكَشَفْتَ وَجْهَهَا وَلَبَّتْ خُفْيَةً وَجَازَ لَهَا لِبْسُ الْمَخِيْطِ ، وَلاَ يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ أَيَّاً كَانَ إِسْتِعْمَالُ الطِّيْبِ ، وَلاَ يَجُوزُ لَهُ الْجِمَاعُ ، وَلاَ الإِصْطِيَادُ ، وَلاَ إِلْقَاءُ التَّفَثِ فَلاَ يَأْخُذَ شَيْئاً مِنْ شُعُورِهِ وَلاَ مِنْ أَظْفَارِهِ مَا دَامَ مُحْرِماً .
دخـول مــكة
فَإِذَا قَدِمَ مَكَّةَ فَإِنَّهُ يَدْخُلُهَا وَهُوَ يُلَبِّي وَ لاَ يَقْطُع التَّلْبِيَةَ حَتَّى يَقِفَ عَلى بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا وَقَفَ عَلى الْبَابِ وَ قَابَلَ الْكَعْبَةَ فَإِنَهُ يَسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْبَيْتَ وَ يَقُولَ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، الَّلهُمَّ أنْتَ رَبِّي وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ الْبَلَدُ بَلَدُكَ وَ الْبَيْتُ بَيْتُكَ وَ الْحَرَمُ حَرَمُكَ ، جِئْتُ أَطْلُبُ رِضَاكِ وَ إِتْمَامَ طَاعَتِكَ ، وَ يدعُو بِمَا أَحَبَّ ، فَإِذَا دَخَلَ مِنَ الْبَابِ قَالَ : الَّلهُمَّ إِنَّكَ أنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ وَ إِلَيْكَ يَرْجِعُ السَّلاَمُ فَحَيَّنَا يَا رَبَّنَا بِالسَّلاَمِ وأدْخِلْنَا دَارَ السَّلاَمِ ، وَ إِذَا دَنَا مِنَ الْبَيْتِ قَالَ : الَّلهُمَّ زِدْ بَيْتَكَ هَذَا شَرَفاً وَتَعْظِيْماً وَ بِرّاً وَ تَكْرِيْماً . وَ يُكْثِرُ مِنَ الدُّعَاءِ وَ اْلإِسْتِغْفَارِ لِذُنُوبِهِ وَ يَمُدُّ يَدَهُ إِلى الْحَجَرِ اْلأَسْوَدِ وَيَمْسَحُهُ بِيَدِهِ إِنْ أَمْكَنَهُ ذَلِكَ وَ يُكَبِّرُ ثَلاَثاً ، وَيَقُوْمُ حِيَالَ الْحَجَرِ ، وَ يَدْعُوْ لِنَفْسِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَ الَمُؤْمِنَاتِ وَ يُصَلِّي عَلى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم .
الطــــواف
وَ إِذَا أَرَادَ الطَّوَافَ لاَذَ بِالْبَيْتِ بِقَدَرِ مَا لاَ يُقَابِلُ الْبَابَ ، ثُمَّ يَأْخُذُ فِي الطَّوَافِ عَلى يَمِيْنِهِ وَيَقُولُ عِنْدَ رُكْنِ الحَجَرِ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، الَّلهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيْمَاناً بِكَ وَ تَصْدِيْقاً بِكِتَابِكَ وَ وَفاءً بِعَهْدِكَ وَ اتِّبَاعاً لِسُنَّتِكَ وَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ، ثُمَّ تَمْشِيْ فِي الطَّوَافِ وَ أَنْتَ تَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِله إِلاَّ اللَّهَ واللَّهُ أَكْبَرُ ولاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ . وَ إِذَا أَتَيْتَ الْبَابَ فَقُلْ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، الَّلهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَ قَنِّعْنَا بِمَا رَزَقَتْنَا وَقِنَا شُحَّ أَنْفُسِنَا وَ اجْعَلْنَا مِنَ الْمُفْلِحِيْنَ ، ثُمَّ تَمْشِيْ وَ أَنْتَ تَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِله إِلاَّ اللَّهَ واللَّهُ أَكْبَرُ ولاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .
وَ إِذَا أَتَيْتَ الْمِيْزَابَ فَكَبِّرْ ثَلاَثاً وَقُلْ : الَّلهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ والْعَفْوَ عِنْدَ الحِسَابِ وَ النَّجَاةَ مِنَ الْعَذَابِ . ثُمَّ تَمْشِيْ وتَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِله إِلاَّ اللَّهَ واللَّهُ أَكْبَرُ ولاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمْ.
وَ إِذَا أَتَيْتَ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ فَكَبِّرْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَقُلْ : الَّلهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدَّنْيَا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابِ النَّارِ ، وَ اسْتَلِمِ الرُّكْـــنَ إِنْ قَدَرْتَ عَلى ذَلِكَ ، وَ امْسَحْهُ وَلاَ تُؤْذِ أَحَداً ثُمَّ تَمْشِيْ وَ أَنْتَ تَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِله إِلاَّ اللَّهَ واللَّهُ أَكْبَرُ ولاَ حَـوْلَ وَلاَ قُـــوَّةَ إِلاَّ بِاللّــَهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدِ النَّبِيِّ وَ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمْ .
فَإِذَا وَصَلْتَ إِلى رُكْنِ الْحَجَرِ فَاسْتَلِمْهُ و إِلاَّ فَكَبَّرْ حِيَالَهُ وَلاَ تُؤْذِ أَحَداً ثُمَّ تَقُولُ عِنْدَ رُكْنِ الْحَجَرِ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، الَّلهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيْمَاناً بِكَ وَ تَصْدِيْقاً بِكِتَابِكَ وَ وَفاءً بِعَهْدِكَ وَ اتِّبَاعاً لِسُنَّتِكَ وَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِي الطَّوَافِ حَتَّى تَتِمَّ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ وَتَدْعُو عَلى مَا وَصَفْنَا لَكَ فِي طَوَافِكَ مِنَ التَّسْبِيْحِ وَ التَّحْمِيْدِ وَ التَّهْلِيْلِ وَ التَّكْبِيْرِ عَلى مَا وَصَفْنَا ، وَ تَسْتَكْمِلُ بِالشَّوْطِ السَّابِعِ جُمْلَةَ الرُّكْنِ حَتَّى لاَ يَبْقَى عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ وَ إِنْ أَمْكَنَكَ أَنْ تَمْسَحَ الرُّكْنَ فِي كُلِّ شَوْطٍ ، وَ إِلاَّ فَكَبِّرْ عِنْدَ حِيَالِهِ وَلاَ تُدْخِلِ الْحَجَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ طَوَافِكَ ، وَ إِذَا تَمَّتْ سَبْعَةُ أَشْوَاطٍ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ مَقَامِ إِبْراهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَوْ حَيْثُ مَا أَمْكَنَكَ .
زمــــزم
ثُمَّ تَأْتِي زَمْزَمَ وَتَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا وَتَصُبُّ عَلى رَأْسِكَ ، ثُمَّ تَقُولُ : الَّلهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيْمَاناً تَامّاً وَ يَقِيْناً ثَابِتاً وَ دِيْناً قَيِّماً وَعَمَلاً صَالِحاً وَ عِلْماً نَافِعاً وَ رِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً وَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ ثُمَّ تَأْتِي الرُّكْنَ أَعْنِي رُكْنَ الْحَجَرِ فَتَدْعُو حِيَالَهُ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ لَكَ وَلاَ تُطِلْ .
السعــــــي
فَإِذَا أَرَدْتَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا والْمَرْوَةِ فَاخْرُجْ مِنْ بَابِ الإِسْطِوَانَتَيْنِ المُذَهَّبَتَيْنِ ثُمَّ مِنْ بَابِ الصَّفَا وأَنْتَ تَقُولُ : الَّلهُمَّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيْراً ، وَ اصْعَدْ عَلى الصَّفَا وَلاَ تَعْلُ عَلَيْهِ ولكِنْ بِقَدَرِ مَا تَسْتَقْبِلُ الْبَيْتَ ، وَقَدْ قِيْلَ إِلى خَمْسِ دَرَجَاتٍ ، وَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ قَامَ بِأَصْلِ الصَّفَا ، والْمَرْأَةُ تَقُومُ فِي أَصْلِهِ .
ما يُقال عند الصَّفَا : وَ إِذَا صَعَدْتَ عَلَيْهِ فَكَبِّرْ سَبْعَ تَكْبِيْرَاتٍ ، وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيْراً لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَ اللَّهُ أكْبَرُ كَبِيْراً والحمدُ لِلَّهِ كَثِيْراً وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَ أَصِيْلاً ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَ اللَّهُ أكْبَرُ عَلى مَا هَدانَا وَ أَوْلاَنَا وَ الْحَمْدُ لَلَّهِ عَلى مَا أعْطَانَا ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيْتُ وَ هُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ كُلُّهُ وَهُوَ عَلى كَلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ إِلهاً وَاحِداً وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ إِلهاً وَاحِداً وَ نَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ إِلهاً وَاحِداً وَ نَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ إِلهاً وَاحِداً فَرْداً صَمَداً مُبْدِئاً مُعِيْداً لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّحْمِيْدِ وَ التَّهْلِيًلِ وَ الثَّنَاءِ الْحَسَنِ الْجَمِيْلِ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ لاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ وَ نَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ، لَهُ الدِّيْنَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمَشْرِكُونَ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدهُ وَ نَصَرَ عَبْدَهُ وَ هَزَمَ اْلأَحْزَابَ وَحْدَهُ ، ثُمَّ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدِ النَّبِيِّ وَ تَسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ .
ثُمَّ تَقُولُ : الَّلهُمَّ اسْتَعْمِلْنَا لِسُـنَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّــدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وَأَعِدْنَا مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، تَقُولُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ .
بين الصَّفا والمروة : ثُمَّ تَنْحَدِرُ مِنَ الصَّفَا قَاصِداً إِلى الْمَرْوَةِ تَمْشِيْ وَأَنْتَ تَقُولُ : الَّلهُمَّ أَجْعَلْ هَذَا الْمَشْيَ كَفَّارَةً لِكُلِّ مَشْيٍ كَرِهْتَهُ مِنِّي وَلَمْ تَرْضَهُ ، فَإِذَا أَتَيْتَ الْعَلَمَ هَرْوَلْتَ بَيْنَ الْعَلَمَيْنِ وَ أَنْتَ تَقُولُ :رَبِّ أغْفِرْ وَ أَرْحَمْ وَ تَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ وَ اهْدِنَا إِلى الصِّرَاطِ اْلأَقْوَامِ إِنَّكَ أَنْتَ اْلأَعَزُّ اْلأَكْرَمُ ، وَ أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنْتَ الْحَكَمُ ، الَّلهُمَّ نَجِّنَا مِنَ النَّارِ سِرَاعاً سَالِمِيْنَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الدِّيْنِ .
ما يقال عند المروة : فَإِذَا أَتَيْتَ الْعَلَمَ الَّذِيْ يَلِيْ الْمَرْوَةَ أَمْسِكْ عَنِ الْهَرْوَلَةِ وامْشِ إِلى الْمَرْوَةِ فَاصْعَدْ عَلَيْهَا بِقَدْرِ مَا تُقَابِلُ الْبَيْتَ ، ثُمَّ تَدْعُو بِدُعَائِكَ عَلى الصَّفَا تَقُولُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي كُلِّ شَوْطٍ وَعَلى الْمَرْوَةِ .
الإحلال من العمرة : فَإِذَا أَتْمَمْتَ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ مِنَ الصَّفَا إِلى الْمَرْوَةِ تَبْدَأَ بِالصَّفَا وَ تَخْتِمُ بِالْمَرُوَةِ فَانْحَدِرْ مِنَ الْمَرْوَةِ وَ احْلِقْ رَأْسَكَ فَقَدْ اَحْلَلْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ ، وَقَدْ حَلَّ لَكَ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْحَلاَلِ إِلاَّ الصَّيْدَ مِنَ الْحَرَمِ فَإِنَّهُ حَرَامٌ عَلى الْمُحِلِّيْنَ وَ الْمُحْرِمِيْنَ ، هَذَا إِنْ كُنْتَ مُتَمَتِّعاً بِالْعُمْرَةِ إِلى الْحَجِّ ، وَ إِنْ كَنْتَ قَارِناً بَيْنَهُمَا فَلاَ تُحِلَّ مِنَ الْعَمْرَةِ حَتَّى يَتِمَّ الْحَجُّ .
الإحرام بالحج
فَإِذَا اَحْلَلْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ وَ أَرَدْتَ الإِحْرَامُ بِالْحَجِّ عَشِيَّةَ التَّرْوِيَةِ وَهِيَ الْيَوْمُ الثَّامِنُ مِنْ ذِيْ الْحَجَّةِ فَاغْتَسِلْ بِالْمَاءِ وَ تَوَضَّأْ كَمَا مَرَّ وَ الْبَسْ ثَوْبَيْ إِحْرَامِكَ ثُمَّ طُفْ سَبْعاً وَصَلِّ رَكْعِتِيْنِ ، وَ لَيْسَ هَذَا الطَّوافُ وَاجِباً لَكِنَّهُ مُسْتَحَبٌّ ثُمَّ أَجْهَرْ بِالتَّلْبِيَةِ وَ تَقُولُ : لَبَّيْكَ الَّلهُمَّ لَبَّيْكَ لاَ شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ وَ الْمُلْكَ لَكَ لاَ شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ تَمَامْهَا وَ بَلاَغُهَا عَلَيْكَ يَا اللَّهُ . تَقُولُ ذَلِكَ ثَلاَثاً ، وَ الْمُسْلِمُونَ يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَكْونَ هَذَا الإِحْرَامُ مِنَ الْبَطْحَاءِ مِنَ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مَسْجِدُ الْجِنِّ ، وَ حَيْثُمَا أَحْرَمَ مِنَ الْبَطْحَاءِ أَجْزَاهُ وَ إِنْ أَحْرَمَ مِنَ الْحَرَمِ أَجْزَاهُ .
الخروج إلى مِنَــى
ثُمَّ تَوَجَّهْ إِلى مِنَى وَ ابْتَهِلْ إِلى اللَّهِ فِي الدُّعَاءِ فَإِذَا أَتَيْتَ مِنَى قُلْتَ : الَّلهُمَّ إِنَّ هَذِهِ مِنَى وَهِيَ مِمَّا دَلَلْتَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَنَاسِكِ أَسْأَلُكَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ فِيهَا وَفِي غَيْرِهَا بِمَا مَنَنْتَ بِهِ عَلى أَوْلِيَائِكَ وَ أَصْفِيَائِكَ فَهَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ وَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ فِي قَبْضَتِكَ . وأنْزِلْ بِهَا وَصَلِّ فِيهَا خَمْسَ صَلَواتٍ تَجْمَعُ فِيْهِنَّ بَيْنَ الظًّهْرِ وَ الْعَصْرِ وَ الْمَغْرِبِ وَ العِشَاءِ ، وَ الصَّلاَةُ الْخَامِسةُ هِيَ الْفَجْرُ ، وَبِتْ فِيهَا مَعَ النَّاسِ وَ أَكْثِرْ فِيْهَا مِنْ ذِكْرْ اللَّهِ ، وَ يُسَتَحَبُّ أَنْ يِكُونَ مَسِيْرُكَ مِنْ مَكَّةَ إِلى مِنَى ثُمَّ إِلى الْمُزْدَلِفَةِ ثُمَّ إِلى عَرَفَة وَ رُجُوعُكَ إِلى مَكَّةَ كُلُّ ذلِكَ فِي الطَّرِيْقِ الأَعْظَمِ إِلاَّ إِذَا مَنَعَكَ مِنْهَا عُذْرٌ .
التوجــه إِلى عَرَفَــــــات
ثُمَّ خُذْ فِي الرَّحِيْلِ إِلى عَرَفَاتٍ وَلاَ تُجَاوِزْ مِنىً إِلاَّ بَعْدَ طُـلُوْعِ الشَّمْسِ فَامْضِ إِلى عَرَفَاتٍ وَ أَنْتَ فِي ذلِكَ تُلَبِّي وَلاَ تَقْطَعِ التَّلْبِيَةَ وَ قُلْ فِي غُدُوِّكَ : الَّلهُمَّ إِلَيْكَ صَمَدْتُ وَ إِلَيْكَ قَصَدْتُ وَمَا عِنْدَكَ أَرَدْتُ أَسْأَلْكَ أَنْ تُبَارِكَ لِيْ فِي رِزْقِي وَ أَنْ تُلَقِّيْنِي فِي عَرَفَاتٍ حَاجَتِي وَ أَنْ تَبَاهِيَ بِي مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنِّي .
ما يُقال عند النزول في عرفات : فَإِذَا أَتَيْتَ عَرَفَاتٍ فَانْزِلْ بِهَا وَ قُلْ : الَّلهُمَّ هَذِهِ ، عَرَفَاتٌ فَاجْمَعْ لِيْ فِيْهَا جَوَامِعَ الْخَيْرِ كُلِّهِ وَ اصْرِفْ عَنَّي فِيهَا جَوَامِعَ الشَّـرِّ كُلِّهِ وَ عَرِّفْنِي فِيهَا مَا عَرَّفْتَ أَوْلِيَاءَكَ وَ أَصْفِيَاءَكَ وَ أَهْلَ طَاعَتِكَ واجْعَلْنِي مُتَّبِعاً لِسُنَّتِكَ وَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ، وَتَقْعُدُ فِيهَا ، فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَاغْتَسِلْ إِنْ أَمْكَنَكَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ مُسْتَحَبٌ وَ إِلاَّ أَجْزَأَكَ الْوُضُوءُ ثُمَّ تُصَلِّي صَلاَةَ الظُّهْرِ والْعَصْرِ مَعَ النَّاسِ ، وَ ادْعُ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ وَ اجْتَهِدْ فِي الدُّعَاءِ وَ اسْأَلْهُ وَ ادْعُ مِثْلَ دُعَائِكَ عَلى الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ ((، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيْتُ وَ هُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كَلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ )) وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ، وَ اسْأَلْهُ حَوَائِجَكَ كُلَّهَا وَ أَكْثِرْ فِي الْمَسْأَلَةِ وَ الدُّعَاءِ حَتَّى تَغْرُبُ الشَّمْسُ .
الإفاضـــة
ثُمَّ أَفِضْ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلى الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَ أَنْتَ تَقُولُ : الَّلهُمَّ إلَيْكَ أَفَضْتُ وَ إلَيْكَ قَصَدْتُ وَ مَا عِنْدَكَ أَرَدْتُ وَ مِنْ عَذَابِكَ أَشْفَقْتُ .
المشعـر الحرام : فَإِذَا أَتَيْتَ جَمْعاً فَقُلْ : الَّلهُمَّ هَذِهِ جَمْعٌ فَاجْمــَعْ لِيْ فِيْهَا جَوَامِــــعَ الْخَيْرِ كُلِّهِ وَ اصْرِفْ عَنَّي فِيهَا جَوَامِعَ الشَّـرِّ كُلِّهِ ، وَ اجْتَهِدْ فِي تِلْكَ الَّليْلَةِ فِي الدُّعَاءِ بِمَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ صَلِّ الْمَغْرِبَ وَ العِشَاءَ جَمْعاً ، وَ بِتْ مَعَ النَّاسِ ، وَهَيِّءْ مِنْهَا سَبْعِيْنَ حَصَاةً مِثْلَ حَصَا الْخَذْفِ وَ اغْسِلْهَا ، و إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَصَلِّ ، ثُمَّ قِفْ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ و ادْعُ مِثْلَ دُعَائِكَ عَلى الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ احْمَدِ اللَّهَ و اثْنِ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ، ثُمَّ أَفِضْ مِنْ جَمْعٍ قَبْلَ طُـلُوعِ الشَّمْسِ وَ أَنْتَ فِي ذلِكَ تُلَبِّي وَلاَ تقْطَعِ التَّلْبِيَةَ حَتَّى تَأْتِيَ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ .
رمي الجمـار : فَإِذَا أَتَيْتَ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ اقْطَعِ التَّلْبِيَةَ وَ قُلْ : الَّلهُمَّ أَهْدِنَا لِلهُدَى وَوَفِّقْنَا لِلتَّقْوَى وَعَافِنَا فِي الآخِرَةَ و الأُولى ثُمَّ أرْمِ الْجَمْرَةَ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ وَ كَبِّرْ فِيْهَا مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ تَكْبِيْرَةً وَ قَلْ فِي إِثْرِ كُلِّ تَكْبِيْرَةٍ : وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ ، فَإِذَا تَمَّ رَمْيُكَ قُلْ : الَّلهُمَّ هَذِهِ حَصَيَاتِي وَ أَنْتَ أَحْصَى لَهُنَّ مِنِّيْ فَتَقَبَّلْهُنَّ مِنِّي وَ اجْعَلْهُنَّ في الآخِرَةِ ذُخْراً لِي وَ أَثِبْنِي عَلَيْهِنَّ غُفْرَانَكَ ، ثُمَّ انْصَرِفْ وَ أَنْتَ تَقُولُ : الَّلهُمَّ اجْعَلْهُ حَجّاً مَبْروراً وَسَعْياً مَشْكُوراً وَ ارْزُقْنَا نَضْرَةً وَ سُرُوراً .
الذبح والحلق وزيارة البيت : ثُمَّ اذْبَحْ و احْلِقْ وقَلْ : الَّلهُمَّ بَارِكْ لِيْ فِيْ تَفَثِي وَ اغْفِرْ لِيْ ذَنْبِي ، وَ اشْكُرْ لِي حَلْقِيْ ، وَ أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ رَبِّ السَّمَواتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ وَ لَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَواتِ وَ الأَرضِ وَ هُوَ الْعَزِيْزُ الْحَكِيمُ ، في كَلِّ مَوْقِفٍ ، ثُمَّ تَمْضِي لِزَيَارَةِ الْبَيْتِ . فَإِذَا حَلَقْتَ فَقَدْ حَلَّ لَكَ الْحَلاَلُ كُلُّهُ إِلاَّ النِّسَاءَ وَ الصَّيْدَ فَحَتَّى تَزُوْرَ الْبَيْتَ .
زيارة البيـت
فَإِذَا أَتَيْتَ الْبَيْتَ لِلزِّيَارَةِ فَافْعَلْ فِي زِيَارَتِكَ جَمِيْعَ مَا فَعَلْتَهُ فِي عُمْرَتِكَ ، مِنَ الطَّوَافِ وَ السَّعْيِ وَ الدُّعَاءِ والتَّسْبِيْحِ وَ التَّهْلِيْلِ وَ التَّكْبِيْرِ .
ثُمَّ انْصَرِفْ إِلى مِنىً وَلاَ تَبِتْ بِمَكَّةَ وَ اقْعُدْ بِمِنىً أَيَّامَ التَّشْرِيْقِ ، وَ ارْمِ الْجِمَارَ بَعْدَ مَا تَزُولُ الشَّمْسُ ، وَ ابْدَأْ بِالْجَمْرَةِ الَّتِي تَلِي الْمَشْرِقَ ، وَ ارْمِهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ وَكَبِّرْ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ تَكْبِيْرَةً فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ رَمْيِهَا فَتَقدَّمْهَا وَ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَ ادْعُ مِثْلَ دُعَائِكَ عَلى الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ تَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ امْضِ إِلى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَاجْعَلْهَا عَلى يَمِيْنِكَ وَ ارْمِهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ، وتَُكَبِّرْ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ تَكْبِيْرَةً فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ رَمْيِهَا فَتَقدَّمْهَا إِلى يَسَارِهَا عِنْدَ الْمَسِيْلِ وَ ادْعُ كَمَا وَصَفْتُ لَكَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الأُولى ، ثُمَّ ائْتِ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ وَ ارْمِهَا مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ، وَكَبِّرْ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ تَكْبِيْرَةً ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ رَمْيِهَا ، فَانْصَرِفْ مِنْ حَيْثُ جِئْتَ وَلاَ تَقِفْ عِنْدَهَا إِذَا رَمَيْتَهَا ، وَ افْعَلْ ذلِكَ أَيـَّامَ التَّشْرِيْقِ .
الـــــوداع
فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ رَمْيِهَا فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَوِ الثَّانِي إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُعَجِّلَ في يَوْمَيْنِ فَرُحْ مَعَ النَّاسِ إِلى مَكَّةَ فَأَقِمْ بِهَا مَا بَدَا لَكَ ، وَ أَكْثِرْ مِنَ الطَّوَافِ ، فَإِذَا أَرَدْتَ الْخُرُوجَ مِنْ مَكَّةَ فَاْئتِ الْبَيْتَ وَطُفْ بِهِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ ، ثُمَّ تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ ائْتِ زَمْزَمَ وَ اشْرَبْ مِنْ مَائِهَا وَصُبَّ عَلى رَأْسِكَ ، وَقُلْ كَمَا وَصَفْتُ لَكَ عِنْدَ الْعُمْرَةِ ، ثُمَّ ارْجِعْ فَقُمْ بينَ البَابِ وَ الْحَجَرِ الأَسْوَدِ واعْتَمِدْ بِيَدِكَ الْيُمْنِى عَلى أَسْكُفَّةِ الْبَابِ حَيْثُ تَبْلُغُ يَدُكَ ، وَ يَدْكَ الْيُسْرَى قَابِضَةٌ أَسْتَارَ الْكَعْبَةِ وَ ادْعُ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ لَكَ مِنَ الدُّعَاءِ ، وَقُلْ عِنْدَ ذَلِكَ : الَّلهُمَّ لَكَ حَجَجْنَا وَبِكَ آمنَّا وَلَكَ أَسْلَمْنَا وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَبِكَ وَ ثَقْنَا و إِيَّاكَ دَعَوْنَا فَتَقَبَّلْ نُسُكَنَا وَ اغْفِرْ ذُنُوبَنَا وَ اسْتَعْمِلْنَا لِطَاعَتِكَ ، الَّلهُمَّ إِنَّا نَسْتَوْدِعُكَ دِيْنَنَا وَ إِيْمَانَنَا وَ سَرَائِرَنَأ وَ خَوَاتِمَ أَعْمَالِنَا وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَسَلَّمْ الَّلهُمَّ اقْلِبْنَا مُنْقَلَبَ الْمُدْرِكِيْنَ رَجَاءَهُمْ ، الْمَحْطُوطَةِ خَطَايَاهُمْ ، الْمُمْحَاةِ إِسَاءَتُهُمْ الْمُطَهَّرَةِ قُلُوبُهُمْ ، مُنْقَلَبَ مَنْ لاَ يَعْصِي لَكَ بَعْدَهَا أَمْراً وَلاَ يَحْمِلُ وِزْراً ، مُنْقَلَبَ مَنْ عَمَّرْتَ بِذِكْرِكَ لِسَانَهُ ، وَزَكَّيْتَ بِزَكَاتِكَ نَفْسَهُ ، وَ دَمَعَتْ مِنْ مَخَافَتِكَ عَيْنَاهُ ، الَّلهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ حَمَلْتَنِيْ عَلى دَابَّتِكَ وَسَيَّرْتَنِي في بَلَدِكَ فَقَدْ أَقْدَمْتَنِي حَرَمَكَ وَ أَمْنَكَ فَقَدْ رَجَوْتُ بِحُسْنِ ظَنِّي أَنْ تَكُونَ قَدْ غَفَرْتَ لِي فَازْدَدْ عَنِّي رِضاً وَ قَرِّبْنِي إِلَيْكَ زُلْفَى وَ إِنْ كُنْتَ لَمْ تَغْفِرْ لِي فَمُنَّ الآن عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ تُبَاعِدَنِي عَنْ بَيْتِكَ ، وَ هَذَا أَوَانُ انَصِرَافِي غَيْرَ رَاغِبٍ عَنْكَ وَلاَ عَنْ بَيْتِكَ وَلاَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ ولاَ بِبيْتِكَ ، الَّلهُمَّ لاَ تَجُعَلْ هَذَا آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي عَنْ بَيْتِكَ الحَرَامِ فَاغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ وَلاَ تَنْزَعْ رَحْمَتَكَ مِنِّي ، الَّلهُمَّ إِذَا أَقْدَمْتَنِي إِلى أَهْلِي فَاكْفِنِي مُؤْنَتِي وَ مُؤْنَةَ عِيَالِي و مُؤْنَةَ خَلْقِكَ فَإِنَّكَ أَوْلى بِخَلْقِكَ مِنِّي ، الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وكآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَ سُوءِ النَّظَرِ فِي اْلأَهْلِ و الْمَالِ وَ الْوَلَدِ . تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ وإِلى رَبِّنَا رَاغِبُونَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ . وَ أخْرُجْ إِذَا وَدَّعْتَ وَلاَ تَبِعْ وَلاَ تَشْتَرِ بَعْدَ الْوَدَاعِ ، وَ تَمُرَّ وَ أَنْتَ مَحْزُونٌ عَلى فِرَاقِ الْبَيْتِ وَ اللَّهُ أَعْلَـمُ .
0 coment�rios: