الاثنين، 15 ديسمبر 2014

الحلقة 62 : ( عزوف الخريجات عن الزواج )

حلقتنا لهذا اليوم حارة بعض الشيء في عددها 62 وتحمل عنوان : عزوف الخريجات عن الوزاج،، أترككم مع أعماق حديثنا..
 الحلقة 62 : ( عزوف الخريجات عن الزواج )
 الحلقة 62 : ( عزوف الخريجات عن الزواج )
عزوف الخريجات عن الزواج: هي ظاهرة  بدأت بالتفحل في مجتمعنا، وﻷنه مجتمع يتأرجح بين التحضر اللاواعي وبين الحفاظ على اﻷصالة الحميدة، فإن الرصد ينبئ بمستقبل هﻻمي يتوعد المجتمع بأكيال من الشدخات. 
قبل الشروع في حديثي أذكر بأن الحضارة لها ما لها من محاسن وعليها ما عليها من مساوئ لذا فإن قلمي يأبى إﻻ مشاطرتكم هذا التوجس ليكون محط التداول فيه مقتسما.
الجانب اﻷول: تتخرج الفتاة من الثانوية لتدرس الليسانس(البكالوريوس) في سن 19 ثم تتخرج وهي ابنت 23 أو 24 أو 26 على حسب تخصصها، في تلك الحقبة يرفض طموحها أمر الزواج أو الخطوبة، فتطرد نعمة تقدم الشاب تلو اﻵخر من قبل نظرتها القاصرة، ثم يتضاعف الطموح لشغل وظيفة تنهل بمزن القراطيس الحمراء(الغوازي) عليها، وليس ذلك سببا مشجعا للإحصان بل تنتظر السنتين والثلاث للاستمتاع بغوازيها الملكية الخالدة، فإذا بها ابنت 25 أو 26 أو 28 على أقل التقديرات على حسب التخصصات، فمن من الشباب يرضى بالاقتران بفتاة بهذا السن، وغالبية الشباب العظمى خريجو الثانوية ومن أبناء الجندية العسكرية أو عمالة المصانع أو الشركات وسن زواجهم بين العشرين و 23.              
النتيجة تراكم عدد كبير من العوانس حتى بلغ قطار سن بعضهن الثلاثين وقد فات فوتا بعيدا ﻻ يدرك إﻻ بالتعدد، والتعدد بات شرعا مقلوبا حوله الجهل المركب من اﻹباحة إلى التحريم ببعض مجتهدات عصرنا اللواتي يقدمن هاجسهن الخاص (الغيرة)على أمر الله وما فيه من مصلحة عامة وكفى بالمرء إثما أن ينكر مندوبا فكيف إن أنكر واجبا. إن هذه الظاهرة متفحلة اﻵن فكيف يكون حجمها بعد عشر سنين؟، وكيف يكون حال مجتمعنا المكهرب بصواريخ الاتصال السهلة الرخيصة المنتشرة في كل يد وهي قادرة على حمل رؤوس نووية من الفساد على مجتمع يقاسي من رأسه إلى عقبيه بالانفتاح اللامحدود. 
إن هذه الظاهرة وغيرها إن لم نتعاون جميعا على الحد من تفشيها ستخرج من إطار السيطرة لتحرق بالجميع صالحهم قبل طالحهم {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا} وما جونو و فيت منا ببعيد،،
ومن لم يساهم في النصح واﻹرشاد على اﻷقل لحل هذه المعضلة وغيرها فليخش على نفسه اﻹسهام بسكوته في تفشيها، كما أرجو أن تخصص حلقات لسؤال أهل الذكر لمناقشتها وإبداء الحلول لها. 
وما يزيد الأمر تعقيدا أنك تجد العضل بارزا من اﻷولياء مخافة إفلات رواتب بناتهم ليصب في خزينة الزوج أو تجده يغلي المهر ويكثر الشرائط أو تجده غير قادر على إقناع ابنته بالزواج. 
أضف إلى ذلك كله ما العدد المهول من الفتيات العوانس من خريجات الثانوية وما قبلها. 
وأخيراً ﻻ بد من كلمة للنساء واﻷولياء والشباب وهي بمثابة تذكير أبرئ به ذمتي أمام الله جل جلاله: وهي: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إﻻ تفعلوا تكن فتنة وفساد) و (يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج) و (من لم يكن له قرين فالشيطان قرينه) فالزواج أعظم وظيفة للمرأة وتربية اﻷولاد أشرف رسالة وتعليمهم أوسع رزقا، والله المستعان.
أبوعبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد للسيابي



الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: