نكمل أعزائي في حلقتنا رقم: 58 ما بدأناه في الحلقة الماضية من حديث الإثنين، والتي كانت موضوعها في الجانب التربوي وحملت عنوان (10 كلمات يدمرن الطفل):
6.الاستهزاء: هو تقليص القدرات، وهي طبع أهل الجحود مع أنبيائهم:{ولقد استهزئ برسل من قبل فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون} وهذه اﻵية تواسي النبي ليثبت كما ثبت النبيون قبله، فمن يثبت قلب ولدك إن كنت أنت المربي من يزعزعه.
وقد يبلغ الاستهزاء مرحلة مفرطة صعبة الرقع وهي استهزاء اﻷب بأم الولد فاﻷم مدرسة كبيرة في عين ولدها يستلهم منها رجولته وفكره وهي مدرسته اﻷساسية اﻷولى فهﻻ رفعنا قدرها؟.
7.التهديد: وهو الترهيب العاري من التحبيب بفعل الشيء أو تركه. كقولك إن فعلت كذا أذبحك/أشنقك... وإليكم شهادة من تربية النبي؛ يصف أنس خادم النبي تعامل النبي معه وهو (طفل) خدمه (عشر سنوات): لم يقل لي قط لشيء فعلته لم لم تفعله، وﻻ لشيء فعلته لم فعلته. أخبرنا أحد المشرفين التربويين أن طالبا بالمدرسة وقع في فاحشة قوم لوط بسبب تهديد أبيه؛ إذ كان أبوه يهدده بالذبح إن أحد مس عورته، فظل أصحاب السوء يتحرشون به وهو ضعيف بين سندان التهديد ومطرقة التحرش حتى وقع المسكين في الفخ.
8.المنع غير المقنع: من عادة اﻷولاد استهواء كل ما هو جديد ولكننا في حظارة تحمل الغث والسليم من الدخيل فكوننا نمنعه عن شيء يضره فﻻ بد من تعليمه مدى خطورته، أما المنع غير المبرر يجعله ﻻ يدرك ما حوله يتدمر فكريا. كما أن للطفل باب مفتوح لمعرفة كل ما حوله فعلينا أن نقدر كل سؤل يصدر منه ويتبادر إلى ذهنه، ولكن إن لم نعلم الجواب نستفسر له من المختصين التربويين.
9.الدعاء عليه: سواء بسوء الحال أو المآل سواء في صحته أو علمه أو وظيفته أو أي شيء، اتصلت امرأة ﻷحد المشايخ تشتكي له من أنها دعت على ولدها بمرض خبيث فأصابه وهي نادمة ولكن بعدما دمرت ولدها المسكين.إن الرحمة إن انتزعت من اﻷم فعلى الدنيا السلام.
10.الفضح: وهو كشف المستور، ويعتبر الفضح نوعا من العقوبة ولكنه خطير جدا من الناحية التربوية؛ ﻷنه تقلص حجم الطفل في أعين الناس وتكسر جناح مستقبله، بل تجعله يتمادى في المعصية ﻷنه أصبح مكشوفا بل يصبح ﻻ يبالي في إعﻻن معصيته وهذه اﻷخيرة هي صفة دعاة الفساد، فلنتق الله في أوﻻدنا ولنصنع من أبناءنا رجاﻻ ومن بناتنا حياء.
أبو عبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي
0 coment�rios: