الثلاثاء، 20 مايو 2014

الحلقة: 34 (الوقف الصيفي):

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
هاهي الأيام تمضي والساعات تمر كلمح البصر فقبل أيام استقبلنا عاماّ دراسياً حافلا بالنشاط والهمة، وبعد أيام نودعه ونستقبل الإجازة الصيفية...
ولكن كيف نستغلها ونستفيد منها..
من هذا المنطلع جاءت حلقتنا 34 لحديث الاثنين بعنوان (الوقف الصيفي):        
{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}، من أولئك الممدوحين عند الله نفر أوقفوا أموالهم وأوقاتهم وطاقاتهم في التدريس الصيفي، غايتهم شكر الله على نعمه والسير على نهج نبيه { ولئن شكرتم ﻷزيدنكم}، وغايتهم إنشاء جيل يعبد الله على بصيرة، ويريح بلده ببعده عما يسيئه ويجلب له عافيته ويحرس على دوامها، فمن ذاك يرسخ اﻷمن شامخا فتتقدم الشعوب بمضاء نحو العزة واﻹباء. 
http://www.alabjadiah.net/2014/05/hadith34.html

ودعوني أكون صريحا بعض الشيء، إن ما يشهده واقع الناشئة (الطلبة والطالبات) من إهمال عام في التربية على مختلف مستوياتها وبيئاتها، جعل هذه الأجيال المسكينة تحرم من تعلم اﻷخلاق الحميدة والعقيدة الصحيحة والعبادة المتقنة، والقدوة المنيرة من السيرة النبوية، فظلت حالها وآسفاه تائهة خواء ، تتقاذف طفولتهم الصور المتحركة واﻷفلام المفبركة والعادات السيئة كعادة قوم لوط والمخدرات بشتى أنواعها والعلاقات المحرمة، فماذا تكون طاقة المجتمعات اﻹسلامية بعد خمس سنوات أو عشر أو عشرين؟،
 بعد أن تصبح هذه الناشئة شبابا، أليس الشباب طاقة اﻷمة وقوامها؟، 
بهذا الحال المخيف ستصب الدول ثرواتها ﻷجل علاج شبابها المريض جسديا ونفسيا، وبالتالي تفقد ثرواتها المالية وطاقاتها الشبابية وما بعد ذلك إﻻ الانهيار والعياذ بالله. 
وما تأتي هذه المراكز الصيفية إﻻ استدراكا لمعالجة اﻷخطاء وتنمية للمدركات الذهنية وتصفية للخلجات الإيمانية وتقويما للسلوكيات الرزينة الحميدة. فليس هنالك أعذب من تﻻوة القرآن وحفظه وتدارس الفقه وعلومه والتسلي بسيرة النبي وصحبه وأخذ الحكم منها. نعم يهتم البعض ﻷولاده بتدريس اللغة اﻹنجليزية والحاسوب وغيرها أثناء الصيف، ولكن اﻷفضل بهذا الزمن التربية اﻹيمانية، فالولي مسؤول أمام ربه عن إيمان ولده  وسلوكه وتربيته وليس عن برمجة الحاسوب وغير ذلك. فيأيها الدعاة إحبسوا أنفاسكم في المراتع الصيفية ﻷجل متنفس لن ينقطع عنكم في رياض الرحمن،
 فأنتم المعلمون الشرفاء وأنتم الدعاة الحقيقيون في اﻷرجاء، فبأياديكم العصماء تطهرون أفئدة أجيالنا لتصير باﻹيمان بيضاء، وبالخلق أنقياء وبالسلوك أتقياء، فهنيئا لجهودكم العصماء، فأنتم الورثة المخلصون لدعوة الرسل واﻷنبياء، وثقوا أن جهودكم لن يدركها الفناء، فمن سار سيرة المحسنين لن يضيع أجره رب الأرض والسماء، وأذكركم بما قاله: الشيخ الجليل أحمد بن سعود السيابي حفظه الله وهو من طبقة العلماء الفضلاء:
 إن وقتكم الذي ادخرتموه للمركز بمثابة وقف المال عند الكرماء. فجددوا الهمة ونشطوا العزم وجيدوا على بلدانكم وأهلها وأولادها بالتدريس المتقن من باب الوفاء، كان الله معكم بمعونته وعونه ومعيته وكرمه الفياض و حسن العطاء والله الموفق جل في العلى. 

📝أبوعبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي



الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: