الخميس، 25 ديسمبر 2014

الحلقة 63 ( معادلة النجاة ):

حديثنا ليوم الإثنين يتحدث عن (معادلة النجاة) في حلقته 63، فيا ترى ما هي هذه المعادلة؟؟ ، وماهي النجاة المرجوة؟؟؟ قراءة ممتعة أتمناها لكم تقضونها معي حديث الإثنين..
موكب الشتاء و أهازيجه السامرة تذكرنا  (بإسباغ الوضوء على المكاره) أي إتقانه رغم برودة الماء، و هو سهم ترابط به على ثغور الصﻻة. تلك الشعيرة المشعرة للنفس بالحيوية في لهث الحياة وضنك مفاتنها المنثورة تحت كل حصاة تطأها قدمك.
هي التي وجبت فوق السبع الطباق، وهي تعدل خمسا عن خمسين، وهي أمر اﻷنبياء لذويهم{وكان يأمر أهله بالصلاة}{وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها}، وهي آخر نفس المصطفى، وهي قرة عينه، وهي اللهيب على قدر التقوى، وكيف ﻻ؟ وفارضها يقول:{واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} وهي الشعيرة الظاهرة وعمود الدين و حبل الفلاح و أول المساءلة العظمى، وإدامتها والتركيز فيها يورث الفردوس طموح كل كيس لبيب فطن، فإقامتها عن الفحشاء تنهاك والخشوع فيها شوق اللقاء مع موﻻك، وهي غناك عن ترف وافتقارك عن سرف، وهي أول مهارة للمهتدين وأول صفة للمؤمنين وأول شيمة للمتقين، ذلك اﻹقرار في أول سورة بعد أم الكتاب وفي أول اﻵيات{ألم، ذلك الكتاب ﻻريب، فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة...}، ولكن تركها أو ترك الخشوع بها أول اﻷخطار وغربة اﻷسفار {أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات} والنتيجة {فسوف يلقون غيا}، كما أن السهو عنها ليس بأقل ضررا في تتبع المعاصي {ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون} فالمراء عمل قلبي ومنع العون بالصدقات والزكاة عمل سلوكي، وكلاهما نتيجة السهو عن الصلاة. 
ومن ذلك كله نستنتج أن للخشوع الدور اﻷساس في إقامة الصلاة {وإنها لكبيرة إﻻ على الخاشعين}، وبما أن الصﻻة عمود الدين وأن الخشوع عمودها فنتيجة المعادلة أن الخشوع عمود الدين، فكن خاشعا ليس فقط في صﻻتك وإنما في تسابيحك وأذكارك وصدقاتك وبرك وحجك وعمرتك وعملك وسكناتك وحركاتك، خاشعا لموﻻك وبارئك من بيده حاضرك ومستقبلك، فإن في الخشوع حصنا ﻻ تهتكه سهام الفساد، وإن في الخشوع لذة لو علم بها الملوك ﻷتوك بجيوشهم. اللهم جعلنا من الخاشعين المحافظين على الصلاة.
أبو عبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: