الاثنين، 12 ديسمبر 2016

حديث الاثنين | الحلقة 161 (دروس من رحم المولد الشريف):

حديث الاثنين | الحلقة 161 (دروس من رحم المولد الشريف):

حديث الاثنين | الحلقة 161 (دروس من رحم المولد الشريف):

في هذا اليوم - الذي يوافق حديثنا- شهد العالم حدثا كونيا تترقبه السماء قبل اﻷرض وتترجاه اﻷرض قبل السماء من قبل أن يبرأه كِمُّ آمنة بنت وهب، ذلك الحدث الذي تلقته مَرَابِعُ الرَّبِيعِ خَضْرًا لها ومَضْرًا، وأرجفت منه الشَّأْمُ إرجافا عسرا... طباقا تبددت الظلم قبل انفلاج ودقتيه بماء ترتشفه الينابيع لانبعاث مغدرها حياة مذة الذوق.

بعد انحسار للرسالات كان مقدمه، يتضمن ذلك الانحسار إرهاصا لانبثاق غير مسبوق وإيناع جد معبوق... فهو مولد ليس مولد فذ إنما مولد لﻷمة.
ورسالته إيذان بحياتها وبعث من بعد موتها:{أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}.

جهاده الدعوي ونضاله الخيري وصبره اﻷفقي يبث روح اﻷمل ويذيب أمارة الخمل لكل داعية ومفكر ومجدد، فالنبي أحيا اﻹنسانية بعد مواتها وكانت في ضبابية تيه ﻻ تدري لم تعش وما هدف الحياة، إدراك قيمتها في اضمحﻻل... حتى جاء هذا العظيم فأيقضها من سباتها وكشف لبس حيرتها، فسقاها من مغدره الصافي فينعت حياة متكاملة جامعة للبر مانعة للشر.

الاحتفال بمولده تجديد بحبه، ولما جبلت النفوس على اتباع من تحب كان الاحتفال بمولده ضرورة ملحة بعدما ضمأت القلوب من الارتواء مما ارتوى من عايشه منه أو من الرعيل الذي تتابع بعده.

وبعيدا عن الصخب، كان ﻻ بد أن تهدف الاحتفالات إلى غرس المحبة الصادقة؛ للتأسي بسيرته ولتجسيد معالمها بالسلوك واﻷقول على الاستقامة على الفطرة من أخﻻقه العظيمة بكلياتها وجزئياتها.

ﻻ سيما أن سيرته أنموذجا تطبيقيا ومثاليا للقرآن وتعاليمه، حيث كان خلقه القرآن بإقرار من كانت له قرار ووقار ابنت الصديق عليه رضوان الله.

ولنعلم جميعا بﻻ استثناء أن اﻷمانة الكبرى الملقاة على عواتقنا من خﻻل التأسي بسيرته هي أمانة النهوض بهذه اﻷمة من كبوتها، وذلك النهوض ﻻ يكون إلا بما عاهد عليه رجال السلف الصالح الذين قضوا نحبهم، والانتظار لمن جاء بعدهم في سلسلة ﻻ يصلها إلا المخلصون ذووا النزعة اﻹسلامية المحضة.

أؤلئك السلف استطاعوا بهممهم الواقدة وعزائمهم الحية أن يكتسحوا مخابئ الجاهلية ويتجاوزا مكامن التحديات حتى وصل نور دعوتهم مشارق اﻷرض ومغاربها فسيدوا العدل وعبدوا الظلم ... حتى عرفت اﻹنسانية قيمتها وقيمها.

ولكي نكون كما كانوا كان ﻻ بد أن نعود للمنهج المستقيم (عقيدة وشريعة وسلوكا وخلقا) تطبيقا وتنظيرا تدريسا وتعليما... وهذا لعمر الله هي الثروة الحقيقية الداعمة لباقي الثروات الدنيوية المادية والعسكرية والتكنلوجية ... بذلك التوازي بين الدين والدنيا يتهيأ لﻷمة منبرها الريادي لتقود اﻷمم إلى الخير.

10 إن اﻹنسانية اليوم بأسرها بحاجة ماسة إلى ما عند المسلمين من منهج قرآني وسيرة نبوية... وذانك المنهجان المتحدان لن يصل إليهم إلا بعد ما تتشرب أفئدة المسليمن منهما فيرأب صدعهم ويجتمع شتاتهم وترص صفوفهم وتوحد كلمتهم عندها بمشيئة الله تتحقق الزعامة اﻹسﻻمية.


 هذا وهنئتم بمناسبة المولد النبوي الشريف أعاد الله لأمته عزتها وكرامتها بحوله وقوته وتوفيقه
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي

الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: