حديث الاثنين | الحلقة 160 (يوسف العزيز -20- العبودية بيننا ):
قال الله تعالى: {وشروه بثمن بخس دراهم معدودة}.
خلق الله تعالى الناس على خط واحد من الحرية، ﻻ يتقدم أحد على آخر، فكلهم نسلوا من حرية آدام وانسلوا من ربقة الرق البشرية لينغمدوا بجاههم في ربوع الله حيث قوام عزهم، وقد جعل الله تعالى لكل أمة منهم شرعة ومنهاجا ﻻ يتفاضلون إﻻ بميزان واحد، هو القرب من الله فالقرب من الله، إذ أوفرهم تقوى أورفهم قربا.
لكن ظلموا أنفسهم فضمؤوا قلوبهم وبدلوا مراد الله، فقسموا أنفسهم متباينين على طبقات، نتيجة حروبهم وجعلهم أعزة أهلهم أذلة، فسيدوا من فسدوا واسترقوا من سرقوا...
ولا يحق لنا إيمانا وﻻ أدبا أن ننسب ذلك التغيير لله أن لو شاء جعلنا أمة واحدة، وقد اقتضت حكمته أن يترك للناس مساحة من الاختيار في اختيار ما يقررونه لحياتنا الدنيوية فيما يحتكمون ليختبرهم أيهم يمضي على الطريق السوي، وطريق الرحمن خيار متاح.
إننا بهذا نمضي كالتلامذة إن قرر علينا النجاح مسبقا فمن سيذاكر ومن يجتهد وكيف تبث روح المنافسة وكيف يكسب العلم ومن سيكتشف العلوم التطبيقة و العلوم اﻹنسانية ليفد بها الناس؟... فكل إلى خمول وكساد ما دام ختام الضمان مداد.
نعم، ظلم الناس أنفسهم وما ظلمهم رب العالمين فمضوا على التفاضل ما دارت اﻷرض، وجاء اﻹسﻻم والنبيون وبمعيتهم الكتاب بالحق ليحرروا الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وقد جعلوا عتق الرقاب عبادة يكفرون بها وبال أمرهم وصدقة يتقربون بها إلى ربهم ويرجعون بها الناس إلى أصلهم... غير أن كرسي اﻷعراف ما زال مستويا على اﻷعناق... تلك اﻷعراف التي جعلت من نبي ولد أنبياء بضاعة تشترى بثمن بخس وا أسفاه على يوسف.
ولكن دعونا ننتقل من تلك الجائحة الجارفة إلى ما يهمنا فيما يجمعنا من خلق فإذا ما نظرنا إلى واقعنا بشيء من الحذق لوجدنا تفشيا في الاسترقاق الصوري منتصبا بين ظهرانينا، وإليكم نماذجا منه:
1.استرقاق بعض (اﻵباء ﻷوﻻدهم) فﻻ يعرف منهم غير اﻷمر والنهي، فإن أخطؤوا عوقبوا وإن أصابوا تركوا، وﻻ نصح سوى العصى.
2. واسترقاق بعض (الأزواج لزوجاتهم) وكأنهن خلقن خادمات عندهم للطبخ والكنس وغيرها، فإن قصرن في شيء نزلت عليهن ويﻻت الألفاظ الجارحة الهادمة لجموع خيرها والضرب المبرح أحيانا... وما الضرب المذكور في الكتاب العزيز حامﻻ لﻷذى وإنما هو كطبطبة التنبيه ليس أكثر.
3.واسترقاق (عاملات البيوت) وهن موظفات في اﻷصل وذلك بالتعامل اللا إنساني، ولذلك خرجت منهن ردات فعل انتقامية غالبها في اﻷوﻻد، وكبار السن ثمرة لبثور التعامل المشين.
4. وكذا استرقاق (اليد العاملة المزارعة) بكدحها ليل نهار وﻻ مبالات في أوقات راحتها المستحقة، أو استرقاق البنائين... بأخذ جزءا من كسبهم ظلما بدون مضاربة.
5.واسترقاق بعض (المدراء لموظفيهم) وكأنهم يعملون لهم ﻻ للمؤسسات وقس على ذلك ما شئت.
كانت تلك نماذج للتمثيل لا على سبيل الحصر تجيب على استفهام عمر لعمرو عن القبطي... كيف استعبد الناس الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
قال الله تعالى: {وشروه بثمن بخس دراهم معدودة}.
خلق الله تعالى الناس على خط واحد من الحرية، ﻻ يتقدم أحد على آخر، فكلهم نسلوا من حرية آدام وانسلوا من ربقة الرق البشرية لينغمدوا بجاههم في ربوع الله حيث قوام عزهم، وقد جعل الله تعالى لكل أمة منهم شرعة ومنهاجا ﻻ يتفاضلون إﻻ بميزان واحد، هو القرب من الله فالقرب من الله، إذ أوفرهم تقوى أورفهم قربا.
لكن ظلموا أنفسهم فضمؤوا قلوبهم وبدلوا مراد الله، فقسموا أنفسهم متباينين على طبقات، نتيجة حروبهم وجعلهم أعزة أهلهم أذلة، فسيدوا من فسدوا واسترقوا من سرقوا...
ولا يحق لنا إيمانا وﻻ أدبا أن ننسب ذلك التغيير لله أن لو شاء جعلنا أمة واحدة، وقد اقتضت حكمته أن يترك للناس مساحة من الاختيار في اختيار ما يقررونه لحياتنا الدنيوية فيما يحتكمون ليختبرهم أيهم يمضي على الطريق السوي، وطريق الرحمن خيار متاح.
إننا بهذا نمضي كالتلامذة إن قرر علينا النجاح مسبقا فمن سيذاكر ومن يجتهد وكيف تبث روح المنافسة وكيف يكسب العلم ومن سيكتشف العلوم التطبيقة و العلوم اﻹنسانية ليفد بها الناس؟... فكل إلى خمول وكساد ما دام ختام الضمان مداد.
نعم، ظلم الناس أنفسهم وما ظلمهم رب العالمين فمضوا على التفاضل ما دارت اﻷرض، وجاء اﻹسﻻم والنبيون وبمعيتهم الكتاب بالحق ليحرروا الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وقد جعلوا عتق الرقاب عبادة يكفرون بها وبال أمرهم وصدقة يتقربون بها إلى ربهم ويرجعون بها الناس إلى أصلهم... غير أن كرسي اﻷعراف ما زال مستويا على اﻷعناق... تلك اﻷعراف التي جعلت من نبي ولد أنبياء بضاعة تشترى بثمن بخس وا أسفاه على يوسف.
ولكن دعونا ننتقل من تلك الجائحة الجارفة إلى ما يهمنا فيما يجمعنا من خلق فإذا ما نظرنا إلى واقعنا بشيء من الحذق لوجدنا تفشيا في الاسترقاق الصوري منتصبا بين ظهرانينا، وإليكم نماذجا منه:
1.استرقاق بعض (اﻵباء ﻷوﻻدهم) فﻻ يعرف منهم غير اﻷمر والنهي، فإن أخطؤوا عوقبوا وإن أصابوا تركوا، وﻻ نصح سوى العصى.
2. واسترقاق بعض (الأزواج لزوجاتهم) وكأنهن خلقن خادمات عندهم للطبخ والكنس وغيرها، فإن قصرن في شيء نزلت عليهن ويﻻت الألفاظ الجارحة الهادمة لجموع خيرها والضرب المبرح أحيانا... وما الضرب المذكور في الكتاب العزيز حامﻻ لﻷذى وإنما هو كطبطبة التنبيه ليس أكثر.
3.واسترقاق (عاملات البيوت) وهن موظفات في اﻷصل وذلك بالتعامل اللا إنساني، ولذلك خرجت منهن ردات فعل انتقامية غالبها في اﻷوﻻد، وكبار السن ثمرة لبثور التعامل المشين.
4. وكذا استرقاق (اليد العاملة المزارعة) بكدحها ليل نهار وﻻ مبالات في أوقات راحتها المستحقة، أو استرقاق البنائين... بأخذ جزءا من كسبهم ظلما بدون مضاربة.
5.واسترقاق بعض (المدراء لموظفيهم) وكأنهم يعملون لهم ﻻ للمؤسسات وقس على ذلك ما شئت.
كانت تلك نماذج للتمثيل لا على سبيل الحصر تجيب على استفهام عمر لعمرو عن القبطي... كيف استعبد الناس الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
0 coment�rios: