الاثنين، 28 ديسمبر 2015

حديث الإثنين | الحلقة 113 ( من حب أبي القاسم )

توقعات مؤكدة باستمرار حالة تدفق السحب الماطرة مدى الدهر، لتروي جميع الشعاب، و تينع منها كل الثمار والكروم والآكام، من حب أبي القاسم - صلوات ربي وسلامي عليه - وتعشب بها السهول و الجبال فتمتثل في مسارحها الأيائل و الضباء في مشهد تروق له النفس و تنشط له الأذهان… 

حديث الإثنين | الحلقة 113 ( من حب أبي القاسم )

حديث الإثنين | الحلقة 113 ( من حب أبي القاسم ): 
- لكنَّّ الكثير من تراثنا المروي عن تاريخنا، ومنه سيرة نبينا الكريم تحتاج إلى مزيد تمحّص، فكم من وقائع فُبْرِكت على غير حقيقتها، ليبنى على نزواتها أسسا غيرت مبادئ، فاختل توازن الفهم ردحا من الزمن، فأُجهضت به حقوق و فرجت شقوق، و أفرجت خروق تطاولت لتنال شخص نبينا الكريم، حتى باتت كالمسلمات.
     # نعم لا زال الناس يُقبلون ولا يدبرون في التحلّق لسماع سيرة عذبة لمنير حياتهم ويرجون من ذلك حبه و شفاعته، لكن ما زال وعّاضهم يدبرون ولا يقبلون عن تمحيص ما يقولون لا بجديد عرض، ولا باستخراج حِكَم، بل الأدهى والأمر أنهم ينقلون ما لا يستصاغ في حق أكرم الناس، ولا يكلفون أنفسهم قليل عناء في التثبت.
- ومن ذلك ما قيل عنه - صلى الله عليه وسلم - من (تطاول بعض الكفار عليه بالشتم و الضرب و إراقة سلا الجزور عليه وهو ساجد و نفث التراب على وجهه الشريف ومقاطعة قريش لبني هاشم و غيرها من الترهات المفتراة عليه). إنما هي نقول وجب عرضها على قاعدة الشك الديكارتي لتباين كذبها من افترائها عليه.
 # وإليك نزالها:
1.العمق القبلي الذي يتجذر منه العرب ويتربعون عليه في الذب بتعصبهم على عصباتهم، وما زالت نفحاته تلهج إلى يومنا وغدنا، هو حصن منيع لا يمكن أن يخترقه تافه كعقبة أبن أبي معيط أو غيره للنيل من محمد الهاشمي، ناهيك أنه متحلق بدرعية سادة قريش، بل هو من أوسطهم نسبا، وله من هيبة السيادة ما له، فهو حفيد سيد مكة.
2.القوة الجسدية التي يتمتع بها نبي الله، و إقدامه وشجاعته التي ظهرت جليا في غزواته لا يمكن أن تضاهى من قبل عرابيد خمر.
3.القوة النفسية المبنية على اليقين الإيماني، و وعد الله له بالحماية والنصرة، تمنع مخالفيه من النيل منه ولو بمجرد السخرية، فالمؤمن عزيز بإسلامه كريم بمبادئه، لا ينبغي له أن يتضعضع لكافر ولا لفاسق لأجل إمضاء دعوته.
4.سمو تعامله مع كافة الناس يجبر خصومه للنزول عند قدر احترامه، ألم يقل الله تعالى فيه:{وإنك لعلى خلق عظيم}.
- وما نقلت عنه الآيات من افتراءات قومه عليه تُأوَّل أنهم قالوها في مجالسهم النائية عنه،وليس لديهم ما يكفي من الشجاعة و البرهان ما يقارع به صاحب القرآن.
- إن تنزيه نبينا الكريم عما نقل عنه من إذلال، و دحر ما ذكر عنه من ضلال هو ما يرتضيه العقل و تتوطن عليه النفس ويبسق له طلع البال النضيد، فنزاهته من نزاهة الدين الحنيف الذي لا اعوجاج فيه ولا لبس، فلنحافظ على جوهرة نبينا من مساس جهل الناس، والله المستعان. 
✒ بقلم | أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله✒ 

لمتابعة حلقات حديث الإنثين على مدونة الأبجدية

{إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق، والطير محشورةً كل له أواب، وشددنا ملكه وأتيناه الحكمة وفصلَ الخطاب}
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: