حديث الاثنين | الحلقة 163 (سبع خصال نبوية للداعية):
من قوله تعالى:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عندتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تولو فقل حسبي الله ﻻ إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
هاتان اﻵياتان هما آخر ما أنزل من القرآن على صاحب القرآن عليه أفضل الصﻻة والسﻻم، استشهد ﻵخر قراءة لهما زيد بن ثابث صاحب رسول الله (رئيس لجنة كتابة القرآن على آخر قراءة تﻻها رسول الله بأمر من الخليفة عثمان) اسشهد بها من أحد أصحاب رسول الله وشهادته عن شهادة رجلين كما زكاه نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حيث كان اشتراط زيد أن تكون كل آية يدونها تضبط على شهادة رجلين كحد أدنى.
في هاتين اﻵيتين خمس خصال للداعية نستشفها من هضبة النبوة وسهلها الدعوي المنبسط، فاستلمها بقوة إن كنت داعيا لله متأسيا برسول الهداة:
1.لقد (جاءكم): المجيء يتضمن مهاما شتى (المشاركة)، وﻻ يقتصر على جانب دون آخر نفهمه نحن بإطار ضيق، فالرسول يشارك المجتمع بكل احتياجاته... يلبي دعوة الناس ويجالسهم ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ويتعجب لتعجبهم... يواسي مصابهم ويضمد جراحهم ويبني مصالحهم ويفسل غرسهم ويطبب مرضاهم... كان لهم أبا وكانوا له محبين... فالداعية من يأتي وﻻ يؤتى، ويتجول وﻻ يهدأ، ينثر علمه ويبذر حبه ويسقي غرسه في ربوع تجواله، ويترك الحصاد للناس ينعمون ويتربعون... فهو يعطي وﻻ يأخذ ويسلم وﻻ يستلم، فالداعية ﻻ ينفك عن المجتمع.
2.(رسول): نأخذ من هذه اللفظة الرسالة وهي (التبليغ) فالرسالة التي استلمها الرسول ما زالت رايتها قائمة ترفرف في شموخها ولن تنزل اﻷرض ما ارتفعت السماء، فضع يدك في عمودها وتذكر أن تأخذ إرثك من النبوة التي تتمثل تركتها في رسالة الدين فتبلغ عنها ولو بآية...وتتذكر دائما أثناء دعوتك أن شعلة الرسالة ﻻ تنطفئ عندك فادعو إلى الله وقن بتأهيل من يدعو بعد موتك.
3.(من أنفسكم): النفس هي الذات الكامنة دخل الجسد المسؤولة عن شخصيتك وتصرفاتك، وكل إنسان أعلم بنفسه ويثق فيها تماما ويعرف ما تحب وتبغض وتوقن عين اليقين من صدقها... إذن نعني بهذا هو (الثقة)، فامنح من تدعو ثقتهم بك أوﻻ ثم ابدأ مشوارك الدعوي.
4.(عزيز عليه ما عندتم): العزة هي تلك الغاية التي يتجه إليها الجميع ويسعى إلى تحقيقها لنفسه ويبذل ﻷجلها الغالي والنفيس وإن كانت ماله وروحه ثمنها... إن تلك الغاية التي تسعون إليها موجودة في اﻹسﻻم وحققها لكم نبي اﻹسﻻم منعا من الذل والتقهقر والتخلف... فليكن هدف (العزة) ناصب بين عينك تتجه إليه وهم من خلفك تبعا. والعزة تحمل معنى الغيرة من حيثية التنظير ومن حيث التطبيق هي الحرص، كما في الخصلة اﻵتية.
5.(حريص عليكم): الحريص هو ذلك الباخع القلق الخائف الحذر الوجل من الوقوع في الزلة التي تعقبها التهلكة، وحرص نبينا أعلى الدرجات فاستشعاره كان على جودة من الحساسية بالرصد الواقد، وحرصه عليكم يفوق حرصكم على أنفسكم فهو أغير منكم عليكم وأخيركم على أنفسكن وأهلكم منكم، ومن توجيهاته الصارمة في ذاك أنه أمن ليتيمكم كفالته ولضعيفكم قوته ولمظلومكم نصرته ولمسكينكم صدقته ولنسائكم وصايته ولجاركم عنايته ولعدوكم إرشاده وحمايته قبل جبايته ولصديقكم وفاءه ولعهدكم ميثاقه ولوالديكم بره وﻷولادكم تربيته وﻷموالكم وأعراضكم حراسته ولدينكم وقايته ولعقولكم وقلوبكم هديه وهدايته... إنه حقا نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم... فليحمل الداعية هذه المهام بتلك الخصلة.
6.(رؤوف رحيم): تجد في زهرة النبي أطياف الرحمة... الشفقة والحنان والود والعطف واللين ورحابة الصدر وحسن الملقى وحزن المفترق يستوعب الشقي ليتقي ... بقطن يده يمسح رأس اليتيم وبمعطف صدره ينشف دمع الحزين ... آذانه للمسن وميزانه لﻹنس والجن ... إنه خليل الرحمن وتربيته ورحمته في أرضه... فالرحمة هي اﻷساس والعموم والشمولية وإنما الشدة نطاقها أضيق ونطاقها يكمن في حال انتهاك حرمة الله تعالى.
إذن الخصال النبوية للداعية هي:(المشاركة، والرسالة، والثقة، والعزة، والحرص، والرحمة) أضف إليها (عدم التولي)، فمن تولى عن ذلك ولم يأخذ بتلك الخصال فهو ودعوته في سراب وجوابه هو تكملة للآية{فإن تولو فقل حسبي الله ﻻ إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
من قوله تعالى:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عندتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تولو فقل حسبي الله ﻻ إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
هاتان اﻵياتان هما آخر ما أنزل من القرآن على صاحب القرآن عليه أفضل الصﻻة والسﻻم، استشهد ﻵخر قراءة لهما زيد بن ثابث صاحب رسول الله (رئيس لجنة كتابة القرآن على آخر قراءة تﻻها رسول الله بأمر من الخليفة عثمان) اسشهد بها من أحد أصحاب رسول الله وشهادته عن شهادة رجلين كما زكاه نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حيث كان اشتراط زيد أن تكون كل آية يدونها تضبط على شهادة رجلين كحد أدنى.
في هاتين اﻵيتين خمس خصال للداعية نستشفها من هضبة النبوة وسهلها الدعوي المنبسط، فاستلمها بقوة إن كنت داعيا لله متأسيا برسول الهداة:
1.لقد (جاءكم): المجيء يتضمن مهاما شتى (المشاركة)، وﻻ يقتصر على جانب دون آخر نفهمه نحن بإطار ضيق، فالرسول يشارك المجتمع بكل احتياجاته... يلبي دعوة الناس ويجالسهم ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ويتعجب لتعجبهم... يواسي مصابهم ويضمد جراحهم ويبني مصالحهم ويفسل غرسهم ويطبب مرضاهم... كان لهم أبا وكانوا له محبين... فالداعية من يأتي وﻻ يؤتى، ويتجول وﻻ يهدأ، ينثر علمه ويبذر حبه ويسقي غرسه في ربوع تجواله، ويترك الحصاد للناس ينعمون ويتربعون... فهو يعطي وﻻ يأخذ ويسلم وﻻ يستلم، فالداعية ﻻ ينفك عن المجتمع.
2.(رسول): نأخذ من هذه اللفظة الرسالة وهي (التبليغ) فالرسالة التي استلمها الرسول ما زالت رايتها قائمة ترفرف في شموخها ولن تنزل اﻷرض ما ارتفعت السماء، فضع يدك في عمودها وتذكر أن تأخذ إرثك من النبوة التي تتمثل تركتها في رسالة الدين فتبلغ عنها ولو بآية...وتتذكر دائما أثناء دعوتك أن شعلة الرسالة ﻻ تنطفئ عندك فادعو إلى الله وقن بتأهيل من يدعو بعد موتك.
3.(من أنفسكم): النفس هي الذات الكامنة دخل الجسد المسؤولة عن شخصيتك وتصرفاتك، وكل إنسان أعلم بنفسه ويثق فيها تماما ويعرف ما تحب وتبغض وتوقن عين اليقين من صدقها... إذن نعني بهذا هو (الثقة)، فامنح من تدعو ثقتهم بك أوﻻ ثم ابدأ مشوارك الدعوي.
4.(عزيز عليه ما عندتم): العزة هي تلك الغاية التي يتجه إليها الجميع ويسعى إلى تحقيقها لنفسه ويبذل ﻷجلها الغالي والنفيس وإن كانت ماله وروحه ثمنها... إن تلك الغاية التي تسعون إليها موجودة في اﻹسﻻم وحققها لكم نبي اﻹسﻻم منعا من الذل والتقهقر والتخلف... فليكن هدف (العزة) ناصب بين عينك تتجه إليه وهم من خلفك تبعا. والعزة تحمل معنى الغيرة من حيثية التنظير ومن حيث التطبيق هي الحرص، كما في الخصلة اﻵتية.
5.(حريص عليكم): الحريص هو ذلك الباخع القلق الخائف الحذر الوجل من الوقوع في الزلة التي تعقبها التهلكة، وحرص نبينا أعلى الدرجات فاستشعاره كان على جودة من الحساسية بالرصد الواقد، وحرصه عليكم يفوق حرصكم على أنفسكم فهو أغير منكم عليكم وأخيركم على أنفسكن وأهلكم منكم، ومن توجيهاته الصارمة في ذاك أنه أمن ليتيمكم كفالته ولضعيفكم قوته ولمظلومكم نصرته ولمسكينكم صدقته ولنسائكم وصايته ولجاركم عنايته ولعدوكم إرشاده وحمايته قبل جبايته ولصديقكم وفاءه ولعهدكم ميثاقه ولوالديكم بره وﻷولادكم تربيته وﻷموالكم وأعراضكم حراسته ولدينكم وقايته ولعقولكم وقلوبكم هديه وهدايته... إنه حقا نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم... فليحمل الداعية هذه المهام بتلك الخصلة.
6.(رؤوف رحيم): تجد في زهرة النبي أطياف الرحمة... الشفقة والحنان والود والعطف واللين ورحابة الصدر وحسن الملقى وحزن المفترق يستوعب الشقي ليتقي ... بقطن يده يمسح رأس اليتيم وبمعطف صدره ينشف دمع الحزين ... آذانه للمسن وميزانه لﻹنس والجن ... إنه خليل الرحمن وتربيته ورحمته في أرضه... فالرحمة هي اﻷساس والعموم والشمولية وإنما الشدة نطاقها أضيق ونطاقها يكمن في حال انتهاك حرمة الله تعالى.
إذن الخصال النبوية للداعية هي:(المشاركة، والرسالة، والثقة، والعزة، والحرص، والرحمة) أضف إليها (عدم التولي)، فمن تولى عن ذلك ولم يأخذ بتلك الخصال فهو ودعوته في سراب وجوابه هو تكملة للآية{فإن تولو فقل حسبي الله ﻻ إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
0 coment�rios: