الأربعاء، 30 أبريل 2014

الحلقة 31: المسلمون بين مطرقة العلمانية وسندان التبعية:

صباح الخير إخوتي الأكرام
نتابع سلسلة أحاديثنا ليوم اﻻثنين في الحلقة 31 
(المسلمون بين مطرقة العلمانية وسندان التبعية):
العلمانية تعني فصل الدولة عن الدين، ويقول قائلها: دع ما لله لله، ما لقيصر لقيصر، ويقول أيضا: الدين أفيون الشعوب؛ أي مخدرها عن الإنتاج.
طبعا هذه عقول غربية نسمعها بألسن بعض المسلمين منهم المفكرون والكتاب بل أصحاب القرار أحيانا وأحيانا أكادميون. 

 قبل الثورة العلمية في أوروبا كانت الكنيسة تسيطر على الجسد الغربي عقله وقلبه وروحه، كان بيدها القرار السياسي والعسكري فضلا عن الديني، وﻷجل امتداد هيمنتها كانت تقضي على أي فكر يناهض فكرها، ولكن ظهرت إرهاصات نهضوية علمية من قبل بعض الطامحين، لكنهم  قوبلوا بالرفض الذي وصل إلى درجة القتل، فمثلا قتل مكتشف دائرية الأرض المغايرة للإنجيل المحرف القاضية بسطحيتها. 
وقد امتدت حبال مشانق الكنيسة لتطال الناس في أتفه اﻷسباب ومنها أنها عمدت إلى قتل عدد مهول من النساء بدعوى أن الشيطان يقوم بمباشرتهن، فقتل منهن ما يفوق قتلى الحروب العالمية عددا.
ثارت الشعوب بعد إياس من فضائع الكنيسة حتى حصرت دائرة أعمالها بين حدود جدرانها، فكان ما لله لله ومال لقيصر لقيصر(وهو الحاكم الطامح للعلم والعمل).
إن تلك الثورة ورثت فكرة تجدونها في ذهنية الغرب إلى الوقت الحالي وهي نفسها التي ينضح منها بعض المسلمين المعجبين بهم بعد التلقين، فبعدما كانت سلاحا مضادا أصبحت سلاحا هجوميا على وقع مغاير وهو ما يعرف بالعولمة، أي سيطرة القوى الاقتصادية العظمى على فكر العقول النامية ﻻ سيما صناع الفكر فيها ﻷجل الهدف المادي أوﻻ وأخيرا.
وللأسف الشديد تشكلت غشاوة على هؤلاء الملقنين (سدلة الغرب) طبعت نظرتهم للإسلام على نفس آلة النسخ الغربية القاضية بمحدودية الكنيسة وحيلولتها دون التقدم والابتكار العلمي، لذلك يحدث الكر والفر في فصل والوعظ عن المؤسسات والمجتمعات، بل ظهر الغزو الواضح والمتنوع في فكر الكثير من المسلمين وعاداتهم عبر مداخل محتسبة وغير محتسبة. وقد نتج من ذلك ظهور فساد ﻻ حصر له في الجانب اﻹداري والاجتماعي والثقافي ... ناهيك عن القناعة الزائفة بأن التحضر هو التحضر الغربي الذي يعني ترك الدين وقبول كل ثوب منسوج بلون الغرب، وبما أن الغرب قبل بعادات تأباها الفطرة لتجره من الدين كالزواج المثلي وغيره، فإن ذلك في الطريق قادم ﻻ محالة إن لم نتكاتف سويا لنشر الخير والقضاء على الفتن قبل استفحالها. ولنعد إلى مصدر القضية نجد أن الإسﻻم في نقيض دائم من أفعال الكنيسة فكان أول نداء له هو طلب العلم{اقرأ}، وهي خاصية لن تجدوها في رسائل اﻷمم السابقة، ولن تجد مدرسة ممتدة تحث على العلم والتحضر السليم كمدرسة محمد رسول الله... تلك مدرسة وافرة بكل ما تحتاجه الحياة من رفد روحي وعقلي ومادي.
فيا حراس العقيدة السمحة، إن الإسلام حياة الشعوب وقوامها، وعلى هذا المبدأ يجب أن نبني أنفسنا ونطبع عليه أجيالنا ونناظر به مخالفينا. إذن خلاصة القول أن الغرب تخلص من تبعية الكنيسة المحبطة للأجل التحضر ولكنه وقع في وحل الخواء الخلقي، وهذا ما لم يتنبه إليه المسلمون رغم أنهم كانوا بدون الإسلام وتوجيهاته الربانية أذلاء وخدم و ولاة للروم والفرس، وقد جاء نبي الله ليرجع العزة للعرب  فلا نضيعها بما كسبت أفهامنا وطبقتها أيدينا. 

📝 أبوعبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي



الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: