الثلاثاء، 22 أبريل 2014

الحلقة30: رقراق المسجد

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي قراء وزوار الأبجدية حديث الاثنين يتجدد معكم هذا الأسبوع في  حلقة 30 والتي بعنوان(رقراق المسجد):
يكفي الإمام شرف دنيويا وأخرويا ودينيا أنه يعتلي جانبا أساسا من مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالمسجد أول بيت في اﻷرض أول بيت بعد تمام الهجرة، قواعده التقوى وحيطانه عماد الدين وصرحه العلم وسقفه الوردة الزرقاء.
وجب على قائد مقوده أن يستشعر مدى المسؤلية المناطة على كاهله، وﻻ يجاز له أبدا التورع عن إهمال الهدف الأساس من توحيد الجماعة على صف الصلاة، وتعليمهم مبادئ الإسلام من صلاة وما يحوم في فلكها من شروط و وسنن وأركان ونواقض وخشوع.
وكذا الصوم وأحكامه والزكاة وشرائطها والحج ونسكه، والإيمان وأخلاقه 
 والآداب ومحاسنها، وإن كان بقراءة كتاب كقواعد الإيمان مثلا أو المعتمد. 
ولنعلم جميعا أن الدعوة ﻻ بد أن تجمع بين الدرس الخاص والعام، فالعام محاضرات أسبوعية أو على اﻷقل شهرية لعامة أهل المسجد، والدروس الخاصة تكون أسبوعية إن لم تكن يومية لأوﻻد جماعة المسجد، يحفظون القرآن ويعلمون الفقه واﻵداب والتوقير طيلة العام وليس فقط في المراكز الصيفية.
كل ذلك تيمنا بدعوة الحق الخالدة لتكون يا إمامنا لبنة في جدارها الشاهق فإن توليت أبدلت لبوتك بأفضل منها رسوخا وثباتا ومن جاهد فلنفسه والله غني عن العالمين.
 إن إمامة المسجد أشرف الوظائف فهي التي تربط المصلين بخالقهم جل في عﻻه، والمسؤول المباشر فيها هو الله فاطر السماوات واﻷرض، أوﻻ وأخيرا وليس أي إنسان.
فهي ليست مجرد وظيفة، وإنما تتقاضى مرتبك ﻷجل الارتباط، وقد أجمع أصحاب رسول الله على مرتب إمامهم أبي بكر لارتباطه بالخلافة فعليه يقاس مرتب اﻹمامة الصغرى من باب أولى.
أيها الإمام الفاضل ﻻ تنحصر إمامتك بين جدران المسجد، وإنما تتوسع دائرتها لتشارك أهل المسجد مجالسهم وأفراحهم وأتراحهم فتقرب البعيد وتحبب القريب، وتذيب الخﻻف وتؤلف القلوب.
إن منبر اﻹمامة بات من (الواجب) تفعيله في ظروف الحياة الحالية، وتفعيله يكون بالتشارك بين اﻹمام وأهل المسجد ليسهموا جميعا على إذابة جليد الفتن التي تنهال على مجتمعاتنا، ويسيروا سواء لتوسعة دائرة الصلاح (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة آل عمران : 104]، (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [سورة الحج : 40] وكلمة منكم هنا للبيان ؛ أي تشمل الجميع فالكل مطالب بدعوى من الله باﻹسهام في عمل الخير والتمهيد له تحت أي ظرف.
إن ما أذكره ليس باﻷمر السهل ولكن نتائجه أيضا ليست بالهينة، فصلاح فرد على جهادك الإرشادي خير لك من الدنيا وقصورها وحدائقها، فما بالك إن استقام لك بفضل الله مجتمعا أو قرية، والله مع الذين اتقو والذين هم محسنون، والله ﻻ يضيع أجر المحسنين، إن الله مع الصابرين (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [سورة الحج : 41]. 

بقلم: أبوعبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي

الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: