الأحد، 2 نوفمبر 2014

الحلقة 55: (أبعاد الهجرة في حياتنا)

هاهو عام هجري جديد أشرق علينا بميلاد فيجر جديد نحتفل معه بذكرى عطرة سطرها التاريج بمداد من ذهب وهي هجرة المصطفى-صلى الله عليه وسلم- واليوم في حدثنا في حلقة الخامسة والخمسون (55) نتحدث فيها عن(أبعاد الهجرة في حياتنا):

1. السببان الرئيسان للهجرة:
أ. (القضاء على القيادة) لم تكن الهجرة هروبا من الأذى النفسي أو الجسدي سواء اﻷذى المؤلم كالتعذيب الذي ﻻقاه بلال، أو اﻷذى المغري كالذي عرض على النبي فأجابهم لو وضعوا الشمس في يمينه و القمر في يساره لما ترك دعوة الله وإن هلك دونها. بل ﻷن سقف اﻷذى بلغ أشده وهو توعد المشركين بتصفية القيادة الدعوية الماثلة في شخص النبي-عليه السلام-.
 ب.(أمر من الله) بالهجرة فوجب الامتثال بلا خيار:{وما كان لمؤمن وﻻ مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}.إذن على الدعاة أن يشقوا طرقهم وﻻ يهربوا من أذى بلدانهم و على الناس فتح اﻷبواب لهم ﻷجل الصالح العام للدعوة. 
2.حب الوطن: علمنا من وجدان نبينا وهو يغادر مكة أن للوطن مكانة في العقيدة "والله إنك لخير أرض الله ... ولوﻻ أني أخرجت منك لما خرجت". إذن وجب حب الوطن والتضحية له. 
3. التخطيط المسبق: لم تكن قيادة النبي عشوائية تتبختر على البركة كحال الناس اليوم و كذا دعاة اليوم، وإنما كانت مسبوكة إداريا باﻷهداف والرؤى و بخطة لا يخر منها الماء وقد شرحت ذلك باستفاضة في حلقة سابقة. 
4. صناعة الحاضر و المستقبل: نعم خسر المهاجرون وطنهم وأموالهم و بيوتهم ولكن رغم ذلك الظلم العظيم بدأوا من جديد فبنو وطنا قطبا ومساجد وبيوتا وأقاموا دستورا يشملهم ويشمل البشرية جمعا، وصنعوا رجالا مؤيدين لهم فهدو بهم أمة في أقل من ربع قرن. إذن من تلك التجربة الواقعية لن يعرف اليأس طريقا للمجدين.  
5. آﻵم الهجرة راحة اليوم: لقد شق النبي وأصحابه الصخور الصماء ﻷجل راحتنا ونفقوا في ذلك أموالهم ودماءهم وأرواحهم وراحتهم فلولاهم لما عبدنا الله خالقنا ولما انتشرت المساجد والجوامع والمعاهد الشرعية والجامعات، فكان حقا علينا الدعاء لهم ما بقينا. علينا أن نوقد شعلة تضحياتهم في أنفسنا مجددين العهد كل عام ونغرسها في أوﻻدنا حتى تبقى روح اﻷمة وقادة. ونعززها في شبابنا حتى يتركوا الشهوات واللعب واللهو ويهتموا ببناء أنفسهم.
6. اﻷخوة: إن التﻻحم الذي شيده الأنصار مع المهاجرين ظل قلعة اﻹسﻻم الشامخة لكل الأجيال، فلنحمي قلعتنا من ثغور الجرذان.
7. راية النساء: موقف أسماء النطاقين وأختها عائشة وصبر أم سلمة على فراق زوجها وطفلها و تقاسم المهاجرات ظلم التهجير(الذي يعد اليوم جريمة حرب) يؤسس دور المرأة في صناعة الحياة مع شقيقها الرجل. إذن على المرأة أن تشارك الرجال بما يناسب طبيعتها مع ضمان أمنها.
8.هل انتهت الهجرة؟: قال النبي:"ﻻ هجرة بعد الفتح"أي فتح مكة، ولكنه قال أيضا:"المهاجر من هجر ما نهى الله عنه" وفي الحديث اﻷول أضاف"...إﻻ جهادا ونية"؛فكيف يجمع بين الأمرين؟، الفرق يكمن في مستوى الفضل، فلن يصل أحد في الفضل الذي وصل إليه المهاجرون الصحابة بعد الفتح، ولكن يمكن أن يهاجر كل مسلم مضطهد في بلاده وﻻ يستطيع أن يمارس شعائر دينه فيحصل على اﻷجر والثواب، وكذا تستمر الهجرة بهجر المعاصي، وبما أننا بصدد انسﻻخ سنة وميﻻد أخرى فلنهاجر إلى اﻷفضل قبل توقف دقائق النبض. 
9.المساهمة في لب الخير: أبى الصديق إﻻ تحمل جميع نفقات الهجرة وأبى النبي إﻻ مشاطرته إياها مناصفة في نيل الفضل، إذن ﻻ يفوت جيوبنا استهام الخير الدعوي سيما في مراحل التأسيس.
10. تصحيح معلومة تاريخية: الروايات التي تتحدث عن تعرض النبي للأذى الجسدي من قومه كوضع سلى الجزور عليه و بث على وجهه بالتراب و...، ما هي إﻻ روايات ضعيفة تنافي الحقيقة، والواقع أنه يستحيل عقﻻ أن يرضى بنو هاشم أن يهان سيد منهم في وقت أصلت فيه العرب حميتها القبلية وإن خالفوا دينه، كما أن النبي نفسه كان به من القوة التي ﻻ يستطيع رجل كعقبة ابن معيط أن يهينه، وقضية نعتهم له باﻷذى اللساني ثبت بالقرآن ولكنه لم يكن في حضرته، فلننزه نبينا ونرفع من قدره.
أبوعبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابيللنشر رحمكم الله
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: