الثلاثاء، 29 يوليو 2014

الحلقة41: (من مبادئ ذي القرنين)

صباحكم طاعة إخوتي..
في كل جمعة نقرأة سورة الكهف وهي مليئة بالقصص والعبرة والموعظة، من تلكم القصص قصة ذو القرنين، وفي حلقتا41 من حيث الاثنين تحمل عنوان (من مبادئ ذي القرنين):
ﻻ أريد هنا نقاشا ينتصر إلى جدلية خاسرة في كلا الحلات حول سبب تسمية ذي القرنين، وإنما أحاول بعون ربي أن أسلط الضوء إلى اﻷهم إلى مراد القرآن في شيء من هذا الجانب.
فljmlحديثنا اليوم عن رجل عظيم صنع خصيصا في عين الله فآتاه كما قال:{من كل شيء سببا}، لذلك كانت ميزته لفتة منقطعة النظير في الوجود البشري.
وأنت تقرأ تلك اﻷسطر القرآنية في أوآخر الكهف في كل جمعة تجدها عظيمة المعنى رغم أنها قصيرة المبنى، فاختزلت حاكما عادﻻ وقائدا عسكريا فاتحا في آن، واستطاع بذينك اﻷمرين أن يملك الدنيا من مطلع شمسها إلى مغربها، تراه وهو يتقدم جيوشه المتنوعة اﻷعراق واللغات واللهجات والثقافات والطبائع ما يبهر الدهاة.
يجول بهم الدنيا على تنوع تظاريسها بعلم الجغرافيا وعلم اﻹرصاد، ويخاطبهم خطابا جامعا مانعا فينقادون ﻷوامره دون تردد، ويوجههم نحو الهدف بكل انصياع. ويحقق بهم عدالة الله في المخالفين ﻷوامره وكأنه قاضي القضاة.
وله من علم الهندسة المعمارية ما يبهر المحترفين، إذ كيف تفسر بناءه لسد منيع بين جبلين طوبه الحديد وصرحه زبره، وقد أوغل في عمقه فلا يستطيعون نقبه، وأطال في علوه فﻻ يستطيعون صعوده إلى أن يشاء ربك.
ولكن ما يشد الانتباه أن ذي القرنين رغم قوته الحيدية ورغم السلاسل الجبلية لجيوشه الممتدة لم يتخل عن مبدء قد يغفل في هكذا حالات خصوصا فيمن تلبس بالغرور، ومبدؤه هو (العمل الجماعي)، ربما يكمن السر هنا في توسع فتوحاته الكونية، إذ تستلهم ذلك من آوامره للذين استنجدوا به { ... أعينوني بقوة ...} لكي {أجعل بينكم وبينهم ردما} فهو إذن يمزج بين خبرته العلمية وبين العمل الجماعي المكون من رجاله السابقين ورجاله الجدد الذين يطمح كسبهم ثم تجنيدهم تحت رايته من وراء هذا العمل المصلحي المشترك المنسكب في خدمتهم بتأمين حياتهم الآنية والمستقبلية(وإنك إن خدمت الناس فيما يحتاجون بيديك خدموك بأعينهم). وإنه إن استلهم كل مسؤول سيما الدعاة هذه المبادئ لاستنارت قيادتهم مؤمنة اﻷخطار بل متقدمة الطموح متوسعة الإبداع. ويأتي هذا الحديث(كما نبهني له أحد الفضلاء) في شهر رمضان الذي تكثر فيه اﻷعمال الخيرية سيما اﻷمسيات الثقافية والصدقات وزكاة الفطر وهي بحاجة للعمل الجماعي ﻷنجاحها وكسب أياد بيضاء تخدم دعوة الله سواء كانت تلك أيادي فرق أو أندية أو حلة أو غيرها. 
(وإن العمل الجماعي المنظم أكثر إنتاجا وأوفر وقتا). والله الموفق.
📝أبوعبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: