الأربعاء، 11 مارس 2015

الحلقة 74 (كشف الغطاء):

من خلال النقع الذي تثيره روايات الانحلال، يستطيع الكيّسُ الفٓطِن أن يستيقن ما المعشش عند دعاتها و يستقرئ ما شكل مولودهم القادم وما الهدف الذي يصبون إليه، وما رؤيتهم لمستقبل بلادنا. فالقضية ﻻ تنحصر في مجرد روايات هابطة وإنما للأمر أبعاد خطيرة العقبى.الحلقة 74 تــ(كشف الغطاء) لنا.. متابعة ممتعة


1. هدفهم المعلن الذي أفصحوا عنه هو بكل صراحة (إفساد المجتمع المحافظ)،
ألم يقل أحدهم: " إن ذلك سيفتح المجال مجددا أمام الحكومة لرفض طلبهم منع المشروبات الروحية في فنادق البلاد وربما يفتح المجال أيضا لفتح باب المتعة الجسدية وذلك للترفيه عن الشباب والمراهقين في البلاد ، والأجمل من ذلك انه سيفتح الطريق أمام مؤلفات أكثر جرأة كان المجتمع ... يعتبرها عيبا ويغلق عليها في المناديس" على حد قوله.
2.إذن هم يهدفون ﻹفساد المجتمع عن طريق الموبقات الكبرى:
(الخمر، والزنى) وما يغشيها من سفور واختلاط ومجون وانحلال، و ما كانت روايات الفسق إﻻ توطئة وتمهيدا يروضون بها الحال رويدا رويدا حتى تتحقق أمنياتهم تلك، واﻷدهى أنهم يستندون على غطاء حكومي كما صرحوا بذلك، وكذا يتهمون كل من يناهض فكرهم بالتشدد والتزمت والانغﻻق و كبت الحرية والرجعية و... إلى غيرها من مسمياتٍ كثيرة يبررون بها ليبيراليتهم المزعومة، وجهلوا أنها فشلت فشﻻ ذريعا حيث منبتها الفاسد، وهؤﻻ المغفلون يريدون غرس بذورها في مجتمعهم الطاهر.
3.ولكن ما التصور الذي يصل إليه هدفهم؟ وما انعكاسه على المجتمعات الإسﻻمية المحافظة؟. دعونا ندرس تصورهم بعيدا عن العواطف و انبعاثاتها.
4.المجتمع المسلم غالبه يدين للأخلاق الفطرية البشرية السامية إﻻ من شذ وهم قلة،  فكيف يهيمن الشاذ المنقطع على العام الدائم؟ فكأنك تريد أن تجعل من إناء وعاء لبحر. ومن يحاول تخفيف الشاذ بداعي الحذر منه ما هو إﻻ معترف بوجوده وهذا واقع أعربوا عن مستوره ولكن العيب يكمن للمقر له والساكت عنه. ولكن أيضا دعونا نتصور حدوث مآربهم.
5. ولنجعل تحليلنا أكثر بساطة ولنجعله وفق الدراسات الطبيعية و التطبيقية والتجريبية الغربية التي يتطلعون إلى تقليدها.
  ◀المسكرات: ينتج عن انتشارها اﻷمراض الجسدية و العقلية التي ﻻ طائل لها، وهي سبب مباشر لتفشي الشحناء والخصوم بين الناس وهي سبب لسفك الدماء ناهيك عن أنها السبب الرئيس لحوادث السير الذي تُزهق بسببه مئات اﻷرواح، فكم من أطفال يتمت؟ وكم من نساء رملت؟ وكم بيوت أغلقت؟... إن هذه الموبقة احتار الغرب بأسره لعلاجها وسيظل في حيرته ما ابتعد عن النضج الفكري للإسﻻم، وقد صرحوا بأن الحل الأمثل هو ما أتى به اﻹسﻻم، و تقول طبيبة غربية لو أننا حرمنا الخمر ﻻستغنينا عن ثلثي مستشفياتنا.                  
  ◀ الزنى: تحمل هذه الموبقة أكبر اﻷمراض فتكا بالبشرية كاﻹيدز وقد كبدت الدول التي أباحته أعباء اقتصادية رادحة، وقد دفعوا المليارات ﻷجل انهاء مسببه اﻷكبر وهو الاختﻻط ولكن بدون جدوى.                    
  ◀مناهضة أهل الذكر: كالعلماء وأهل الغيرة والرجال وأصحاب النخوة والحكماء والرشداء والموجهين المحترمين، ونعتهم بأقبح العبارات وتسليط ألسن السفه على جهودهم وشخوصهم ما يعني غلق أبواب النصح والتوجيه السليم على مسامع الناس حتى تفتح لهم في الجانب اﻵخر دواعي الإفساد والجهل على مصارعها، بداعي الحرية و الانفتاح والتحضر. خصوصا أنهم يجدون ضالتهم اﻹباحية ومظلتهم المشوشة عند من انجرف بالتيار الذي ينفي سنة النبيّ ليحكم مطلق العقل البشري الذي يعتليه الغباء والقصر والجهل في أحيان كثيرة وإﻻ لما هدم عقلهم القاصر صرحا علميا مبينا و خلقا عظيما تواطأت عليه أجيال كان من المستنكر إنكارهم، وهذا التيار المحدود يبيح الحرية بإطلاقها مع كونه ينفي السنة وأخلاقها، ويأمر بالاختلاط، وبعض رؤوسه وداعته يمارسون الاختلاء باﻷجنبيات باعترافهم ودعوتهم له.                 
6.(حرية التعبير المطلقة) وبالسماح لحرية التعبير غير المقننة بالانطلاق - علما أنها مقننة في الغرب وليست على إطلاقها -  وإتاحة الفرصة لكل المؤلفات بالانتشار، غثها وسمينها ،ستنتج معادلة نووية، فهي تفتح المجال لكتب تبيح كل ما هو محظور ومن ذاك التراشق السياسي و الديني والطائفي والمذهبي وكلها كانت محظورة بنص الدساتير اﻹسﻻمية بل حتى الدول الحزبية، وبتلك الحرية المزعومة تحولت العراق إلى عراق اليوم و سوريا إلى سوريا التي تشاهدونها، فهل ترغبون لمجتمعكم مثل ذلك ؟؟           هذه التمهيدات تقود منطقيا إلى نتيجة حارقة فهي(تُكّبت بسلاسلها دعاةٓ الخير، وتطلق العنان ﻷهل الفساد ومضلليهم، وتوغل أمراض المسكرات والزنى بالعقل والجسد والروح، و تورث خصومات طائفية ومذهبية) و بما أن الفئة المستهدفة هم الشباب والشباب هم وقود الدول اﻹسلامية والعربية وقوامها وعزها وهم جيشها و شرطتها و طاقة مصانعها و ثروة إنتاجها، واقتصاد الدولة وأمنها تبقى رهينة العواصف الرعناء، فيصير الشباب بعد أن كان وقود الدول سبب في اﻹخماد و يصير حراسها سبب لنهبها وتصير الطاقة خموﻻ، بل سيصبحون وباﻻ على ميزانيتها ﻷجل معالجتهم وبالتالي سينهار الاقتصاد ويتهاوى اﻷمن، لتنفتح بعده أبواب المصائب على مصارعها، من جرائم وقتل وسرقات واغتصابات وإرهاب، ناهيك عن الاختلاط الفاحش الذي سيصير الجامعات والكليات والمدارس بل والمعسكرات إلى بيوت الرايات الحمر.
سؤال يطرح نفسه: لماذا في رأيكم تعتمد الدول الغربية على السلاح الجوي بنسبة تفوق 90٪ على القوة البشرية البرية؟ ﻷن شباب جيشهم أصبح بهذا الحال، فانظروا إلى التكالب اﻷممي على داعش هل أنتج تأثيرا يذكر؟ فقوتهم الجوية التي وصلت ألفي طلعة باﻷسبوع الماضي لم تقض على عشر داعش.
7.ولنتصور أيضا ما يعقب ذلك الانهيار، فلأجل معالجته يضطر اﻷمر للاعتماد على أيد أجنبية لتحل محل الجندي والعامل والشرطي والموظف، ولكنها أي اليد الوافدة بالتدرج المنطقي سترتقي مستقبلا لتكون الضابط والمدير ثم الوزير والمشير، أي تنتهي الدولة إلى هرم دولة أخرى أو تتمزق الدولة إلى دويلات وستكون بذلك لقمةً سهلةً لتحتلها دول أخرى .                         
الخاتمة: إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وكلنا نبحر في سفينة واحدة ولن يترك شاذ يحدث فيها خرقا بأي دافع فيغرق الجميع، فعلى الجميع أن يقرروا سﻻمة سفينتهم بأنفسهم وإﻻ الغرق المحتوم. حفظ الله بﻻدنا من كل مكروه.
أبوعبدالرحمن سامي بن محمد السيابي

الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: