الأحد، 22 مارس 2015

الحلقة 75 (أعداؤك الثلاثة):

إن مسيرة اﻹنسان الدنيوية ﻻ تخلو من امتحانات، ودليل ذلك قوله تعالى: {الم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم ﻻ يفتنون}، إن اجتازها فاز ونجح {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلولوا، حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله إﻻ إن نصر الله قريب}، وكما هو معلوم فإن للإنسان أعداء وهذا ما يوضحه عنوان الحلقة في عددها 75 (أعداؤك الثلاثة):
أعدعكم مع المقال ومعرفة هؤلاء الأعداء حتى نأخذ حذرنا منهم:
 
الحلقة 75 (أعداؤك الثلاثة):
✔️وللإنسان ثلاثة أنفس:
أ.النفس اﻷمارة بالسوء:
{إن النفس ﻷمارة بالسوء} وهي تنصب الخط اﻷول من العداء.
ب.النفس اللوامة:
{وﻻ أقسم بالنفس اللوامة} وهي المقاومة لما بعد اﻷولى.               
ج.النفس المطمئنة:
وهي نصيرك و فوزك ، يقول الله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} 
** أضف إلى العدوين السابقين - الأمارة واللوامة - عدوا ثالثا هو (الشيطان)، ولكن ثق أن الثلاثة مجتمعون لن يهزموا النفس المطمئنة وحدها.
وإليك شيئًا من التفصيل:
1.النفس اﻷمارة بالسوء:
جبل اﻹنسان على حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة واﻷنعام والحرث، وحب المال حبًا جمًا وغيرها، فيأتي اختباره من حيث ميوله؛ فإن أحسن ضبط نفسه غير متجاوز حد الظلم والإفساد فقد نجى واستحق النجاح بجدارة، {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}.
2.النفس اللوامة: 
هي العدو الثاني بعد تجاوزك العقبة الكؤود، فتمنعك عن فعل الخير، و تؤنبك  بعد فعله، حتى ﻻ تتقدم به إلى قمة اﻹيمان، فلفعل الخير درجات كلما توسعت فيها ابتعدت عن المعاصي هكذا حتى تنسلخ منك النفسان العدوّان لتلبس الثوب الجديد النظيف وهو النفس المطمئنة، وكلما ابتعدت عن المعاصي بات من الصعب العودة إليها.
3.الشيطان:
يعني لغة "البعد"، فهو متخصص في إبعادك عن الله و رحمته، إﻻ عباد الله المخلصين، وهم أصحاب النفوس المطمئنة. 
وللشيطان أعوان من الجن واﻹنس، هم أؤلئك الذين ينثرون بذور الفساد بين الناس، ويحاولون إغواءهم جاهدين ليل نهار، وهم على ما يبدو اﻵن يكيدون بشكل منظّم للمسلمين، ولكن جزاءهم هم ومن اتبعهم: {فكبكبوا فيها هم والغاوون، وجنود إبليس أجمعون} اﻵية.
*ومن الجدير بالذكر أن هنالك عدو آخر متربص بك إنه <عقلك > ولكن في حال تجرده من المشورة والخبرة و التجربة، فكم من شخص تجرد منها فكانت أفكاره عدوه؟.
هذا في الجانب الدنيوي وأما الجانب اﻷخروي فلا ينفع عقل بلا قرآن وﻻ سنة صحيحة ثابتة عن رسول الله الذي هو رحمة للعالمين.
✔️الخلاصة:
النجاح يكون أكثر متعة بعد دحضك ﻷعدائك المتربصين والنجاح ﻻيكون إﻻ (بصبر و تقوى)؛ فاعلم أعدائك وشخصهم ثم لقنهم ما يناسبهم من قوة وبأس، يقول: أبومسلم - شاعر العلماء وعالم الشعراء - :
(عليك بأنحرها وإن هي ولولت) حتى تكون محصّنا في رياض النفس المطمئنة، واعلم أن الحفاظ على مكثك فيها يحتاج إلى عينٍ يقظة ولُبٍ خاشعٍ مع الله -عز وجل-.

بقلم: أبوعبدالرحمن سامي بن محمد السيابي.


الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: