يتدارك
الرب جلّ في علاه عباده المخلصين عند عقبات تعوق مسيرهم بكرامات لا يحضى
بها إلا آخذ بالأسباب متوكل عليه، هدفه رضى ربه، ولا ينكر هذا إلا عاق
للروح الإيمانية، المحروم من المراتب اللدنية{ وإنا لنعلم أن منكم مكذبين}،
ومن العجب أن يكذب بهذا القرآن رغم وضوح آياته، ومن ذلك التكذيب بكرامات
أتت ظاهرة فيه كإكرام الله لمريم بالرزق، وإكرامه لأصحاب الكهف بالنوم
ثلاثمئة سنين واذدادوا تسعا.
ويكون التدارك في حق الأنبياء (إعجازا) لخرقه المعتاد والمألوف، وفي حق الأولياء (نعمة استثنائية)، غير أن ما يشبهه من توفيق ظاهر إنما يبطن (استداجا) في حق العصاة فهو نقمة عليهم {فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين}.
حديث الإثنين | الحلقة 135(التحفيز الرباني):
و التحفيز الرباني في الحياة الدنيا فيه استيقان للذين آمنوا أن الله معهم وأن قدرته المطلقة التي تفوق كل منطق لتداركهم بالنصر فتثبت أرجلهم على الحقّ وتسن سيوف تقدمهم في شق غبار الباطل، و أما التحفيز الأخروي فهو الأفضل والأدوم{ والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوِّئَنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون}، وإليكم نماذج من التحفيز الرباني هي للتمثيل لا للحصر: 1.في معركة الخندق أحيط بالمسلمين من فوقهم ومن أسفلهم بجمع لم يسبق له مثيل من قبائل العرب وغدر بني قريضة {إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}، وهذا وصف الله تعالى لذروة الخوف وشموخ الرعب أن شق على قلوب المسلمين من أن يُبادوا ويباد الإسلام معهم في مهده حتى بلغت نبضات قلوبهم حناجرهم، فكان شغلهم الشاغل حفر الخندق، حتى أُرهقوا من الجوع والتعب، فرأى جابر بن عبدالله من حال رسول الله ما رأى من الإعياء، فأراد مشفقا أن يولم له بشاته الهزيلة الوحيدة، فهمس في أذن النبي بذلك لكي لا يسمعه أحد فالوليمة لا تكفي، فوافق النبي ونادى في المسلمين أن غداءهم مع جابر، فوقع في نفس جابر من الحرج ما وقع، كيف لشاة هزيلة لا تكفي لثلاثة أن تغذي جيشا؟، فصابه الهم ولكن زوجه المؤمنة (الموقنة) بأمر الله ورسوله واسته بيقينها أن في الأمر شيئا ربانيا ما دام رسول يعلم بحال أمرك. وفعلا حدث الإعجاز أن جيشا بكامله تغدى على مائدة جابر المتواضعة، فكان كل عشرة منهم يتعاقبون على المائدة وهي تتجدد عليهم كلما دخول من يلونهم كما لو أحضرت أول مرة. 2.كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخطب في الناس، فتكشفت له الحجب عن جيش سارية بن زنيم ورأى الأعداء يكمنون له من كل صوب، وليس لهم منفذا من مأزقهم إلا الانحياز لجبل قربهم، فقطع خطبته ونادا فيهم: يا سارية الجبلَ الجبلَ. فتعجب الناس عن فعلته، فأخبرهم بما شاهد، ولما جاء رسول سارية إلى عمر بعد أسابيع أخبره بما حدث لهم وأنهم انتصروا على أعدائهم، فسأله الناس كيف انتصروا؟، فأجابهم أنهم سمعوا صوتا يأمرهم بالالتجاء إلى الجبل فحاربوا عدوهم من مكان واحد فانتصروا… هذه مكرمة من الله وتحفيز رباني لعمر وأتباعه، وإلا فكيف يراهم عمر وكيف يسمعونه وبينهم مسير شهر.
3.عندما أقيمت الدولة الرستمية الإباضية في شمال إفريقيا اختاروا أن تكون (تايهرت) عاصمة لهم، ولكن وجدوا أن تايهرت مليئة بالسباع والضراري والهوام، فأرسل إمامهم مبعوثه إلى ساحتها، فنادى فيها أيتها السباع والضراري والهوام إننا نريد إقامة عاصمتنا في هذه الأرض فارحلي عنها، وقد شُهِد من اليوم التالي رحيلها وهي تحمل ذراريها معها... إنها مكرمة ربانية وتحفيز لا يناله إلا من التصقت روحه بربه.
ويكون التدارك في حق الأنبياء (إعجازا) لخرقه المعتاد والمألوف، وفي حق الأولياء (نعمة استثنائية)، غير أن ما يشبهه من توفيق ظاهر إنما يبطن (استداجا) في حق العصاة فهو نقمة عليهم {فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين}.
حديث الإثنين | الحلقة 135(التحفيز الرباني):
و التحفيز الرباني في الحياة الدنيا فيه استيقان للذين آمنوا أن الله معهم وأن قدرته المطلقة التي تفوق كل منطق لتداركهم بالنصر فتثبت أرجلهم على الحقّ وتسن سيوف تقدمهم في شق غبار الباطل، و أما التحفيز الأخروي فهو الأفضل والأدوم{ والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوِّئَنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون}، وإليكم نماذج من التحفيز الرباني هي للتمثيل لا للحصر: 1.في معركة الخندق أحيط بالمسلمين من فوقهم ومن أسفلهم بجمع لم يسبق له مثيل من قبائل العرب وغدر بني قريضة {إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}، وهذا وصف الله تعالى لذروة الخوف وشموخ الرعب أن شق على قلوب المسلمين من أن يُبادوا ويباد الإسلام معهم في مهده حتى بلغت نبضات قلوبهم حناجرهم، فكان شغلهم الشاغل حفر الخندق، حتى أُرهقوا من الجوع والتعب، فرأى جابر بن عبدالله من حال رسول الله ما رأى من الإعياء، فأراد مشفقا أن يولم له بشاته الهزيلة الوحيدة، فهمس في أذن النبي بذلك لكي لا يسمعه أحد فالوليمة لا تكفي، فوافق النبي ونادى في المسلمين أن غداءهم مع جابر، فوقع في نفس جابر من الحرج ما وقع، كيف لشاة هزيلة لا تكفي لثلاثة أن تغذي جيشا؟، فصابه الهم ولكن زوجه المؤمنة (الموقنة) بأمر الله ورسوله واسته بيقينها أن في الأمر شيئا ربانيا ما دام رسول يعلم بحال أمرك. وفعلا حدث الإعجاز أن جيشا بكامله تغدى على مائدة جابر المتواضعة، فكان كل عشرة منهم يتعاقبون على المائدة وهي تتجدد عليهم كلما دخول من يلونهم كما لو أحضرت أول مرة. 2.كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخطب في الناس، فتكشفت له الحجب عن جيش سارية بن زنيم ورأى الأعداء يكمنون له من كل صوب، وليس لهم منفذا من مأزقهم إلا الانحياز لجبل قربهم، فقطع خطبته ونادا فيهم: يا سارية الجبلَ الجبلَ. فتعجب الناس عن فعلته، فأخبرهم بما شاهد، ولما جاء رسول سارية إلى عمر بعد أسابيع أخبره بما حدث لهم وأنهم انتصروا على أعدائهم، فسأله الناس كيف انتصروا؟، فأجابهم أنهم سمعوا صوتا يأمرهم بالالتجاء إلى الجبل فحاربوا عدوهم من مكان واحد فانتصروا… هذه مكرمة من الله وتحفيز رباني لعمر وأتباعه، وإلا فكيف يراهم عمر وكيف يسمعونه وبينهم مسير شهر.
3.عندما أقيمت الدولة الرستمية الإباضية في شمال إفريقيا اختاروا أن تكون (تايهرت) عاصمة لهم، ولكن وجدوا أن تايهرت مليئة بالسباع والضراري والهوام، فأرسل إمامهم مبعوثه إلى ساحتها، فنادى فيها أيتها السباع والضراري والهوام إننا نريد إقامة عاصمتنا في هذه الأرض فارحلي عنها، وقد شُهِد من اليوم التالي رحيلها وهي تحمل ذراريها معها... إنها مكرمة ربانية وتحفيز لا يناله إلا من التصقت روحه بربه.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
لمتابعة
حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية
(إِنَّا
سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ *
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ
وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)
0 coment�rios: