في أول اختبار نوعي واجهه أول من اهتدى بدين الحق (محمد وصحبه) كان في غزوة بدر الخالدة، وفيها امتنّ الرب على ناصري دينه بجنة عرضها السماوات والأرض لمن نال فيها الشهادة، وكان أحدهم يقول متعجبا (بخ بخ)، وقد بشره النبي بنيلها، فبدأت المعركة وهو لم ينه تميراته، فقال: ما بيني وبين الجنة سوى هذه التميرات. فرماها، ودخل ساحة الجهاد حتى نال ما بُشر به. والجنة هي الحافز الأكبر من الله تعالى و قد أخبرنا ببعض تفاصيلها المعفزة، منها انتزاع أمراض القلوب لتعيش النفس طاهرة من غلها ساكنة مطمئنة، ومنها تنوع الثمار و وفرتها وديمومتها، ومنها الحور العين، وتلك بعض معالمها، غير أن ما خفي أكثر ذلك لقوله تعالى: {وما تدري نفس ما أخفي لها من قرّة أعين}، فلفظة (ما) تدل على عموم شاسع.
حديث الإثنين | الحلقة 136(التحفيز الأخروي)
ويؤنسنا بذلك تقرير نبينا: (فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) فالدائرة كبيرة لتضم ما رأيت، ثم لتكبر بما سمعت مما رأآه غيرك، ثم لتنطلق مطلقة لتفوق الخيال، فتخيل ما شئت ففي الجنة أكثر من فضاء خيالك الطلق. ولكن باتت بعض هذه التحفيزات مشوبة بتدليس بعض المتفيقهين، وقد أخضعوا النصوص الظاهرة المعنى لتناسب توجهاتهم المشوشة، وأطلقوا شباكهم على ساحة الحور العين ليخرجوها من بِركة الفهم الصريح ليزجوا بها في بركة الماء العكر، حتى أصبح لهم أتباع يؤمنون بفكرهم ويخضعون لتوجهاتهم وينتصرون لها ويزمرون لها. وقد طلب مني شخص قريب إلى القلب أن أعجم هذا اللبس المشوش في حلقاتكم الاثنينية، وعليه ستكون الحلقات القادمة لتبيين أقوالهم وكشف ملابساتهم، ولتثبيت الفهم الصحيح لدى أذهانكم الصفية.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
لمتابعة
حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية
(إِنَّا
سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ *
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ
وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)
0 coment�rios: