حديث الإثنين | الحلقة 151 (يوسف العزيز -11- ... من بطن الفتن ينبثق الرجال)
إنه من لطف الله وتوفيقه أن يوافق حديث الاثنين غرة السنة الهجرية على صاحبها عليه الصﻻة والسﻻم بيوم الاثنين، وأن يوافق موضوع الحلقة موضوع الهجرة... فلله الحمد والمنة والفضل.
عزيزي المتابع لحلقات نبي الله يوسف -عليه السﻻم- ﻻ تظن أنك في حياتك الدنيا ﻻ تمر باختبارات تنقلك من مرحلة لتؤهلك إلى أخرى فمن سمى بنفسه انتقل إلى أسمى، ومن انغمس -حشاك- تراجع ونزل، وتلك الاختبارات هي (الفتن)، يقول جل وعﻻ: {الم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ﻻ يفتنون}، تقول: فتنت الذهب بالنار أي أحميته حتى ذابت عنه الشوائب فصار معدنه خالصا صفيا، وهكذا تصنع الرجال، وهم درجات على حسب افتتانهم.
وأعﻻهم اﻷنبياء ثم الذين يلونهم من اﻷصفياء وأكثرهم افتتانا أعﻻهم قدرا وأقربهم إلى الله محبة ... وحسبك من هذا مواساة، نعم مواساة للذين يتجرعون مرارة كيد الناس وكآدة الدنيا، وكبد عيشها.
مر نبي الله يوسف بمراحل من الفتن كان أولها افتتان إخوته عليه فقرروا تهجيره من مستقر حاله إلى ما ﻻ يدرى مآله، تماما كما فعل أهل مكة بنبينا وأصحابه "وما من نبي إﻻ وأخرجه قومه" كما قال ورقة بن نوفل.
بيد أنهم حولوا هجرتهم إلى فتح بتقواهم وصبرهم واحتسابهم... فمن يتصور أن غﻻما كان رقا ثم أودع في السجن سيصبح عزيز مصر يهدي أهلها إلى صراط الله المستقيم، فكانت هجرته التي انبنت على فتنة كانت مبطنة بنعمة عظيمة.
إخوتي، ما من عاقل يرجو الفتنة على نفسه، فليس الكثرة من نجى من لهيبها، فهاكم بعض أصحاب رسول الله وقعوا فيها بعد مماته وهم هم، فكيف ونحن نحن؟... فالعاقل يبعد بنفسه عن اقترابها ولكن إن وقعت عليه فعليه الصبر والتقوى، واحتساب اﻷجر على الله.
عندما تمر عليك فتن الناس تجد كل فريق يدعي الحق له والظلم عليه، وعليه وجب التثبت قبل الحكم.
كثيرون خاضوا في افتتان الصحابة، ولكن هذا باب خطير وراؤه ما وراؤه، ولكنها دماء طهرنا الله أسنتنا منها فلنطهر عنها ألسنتنا، فكل صحابي وقع في الافتتان فأيدته أو خالفته يكون من ورائه مؤيد له أو مخالف... باب فتنتهم باب جهنمي فتحه المسلمون على أنفسهم ولذلك تجدهم اﻵن في افتتان و شقاق.
اللهم ﻻ تبلونا بما ﻻ نطيق وأعنا فيما نطيق.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
إنه من لطف الله وتوفيقه أن يوافق حديث الاثنين غرة السنة الهجرية على صاحبها عليه الصﻻة والسﻻم بيوم الاثنين، وأن يوافق موضوع الحلقة موضوع الهجرة... فلله الحمد والمنة والفضل.
عزيزي المتابع لحلقات نبي الله يوسف -عليه السﻻم- ﻻ تظن أنك في حياتك الدنيا ﻻ تمر باختبارات تنقلك من مرحلة لتؤهلك إلى أخرى فمن سمى بنفسه انتقل إلى أسمى، ومن انغمس -حشاك- تراجع ونزل، وتلك الاختبارات هي (الفتن)، يقول جل وعﻻ: {الم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ﻻ يفتنون}، تقول: فتنت الذهب بالنار أي أحميته حتى ذابت عنه الشوائب فصار معدنه خالصا صفيا، وهكذا تصنع الرجال، وهم درجات على حسب افتتانهم.
وأعﻻهم اﻷنبياء ثم الذين يلونهم من اﻷصفياء وأكثرهم افتتانا أعﻻهم قدرا وأقربهم إلى الله محبة ... وحسبك من هذا مواساة، نعم مواساة للذين يتجرعون مرارة كيد الناس وكآدة الدنيا، وكبد عيشها.
مر نبي الله يوسف بمراحل من الفتن كان أولها افتتان إخوته عليه فقرروا تهجيره من مستقر حاله إلى ما ﻻ يدرى مآله، تماما كما فعل أهل مكة بنبينا وأصحابه "وما من نبي إﻻ وأخرجه قومه" كما قال ورقة بن نوفل.
بيد أنهم حولوا هجرتهم إلى فتح بتقواهم وصبرهم واحتسابهم... فمن يتصور أن غﻻما كان رقا ثم أودع في السجن سيصبح عزيز مصر يهدي أهلها إلى صراط الله المستقيم، فكانت هجرته التي انبنت على فتنة كانت مبطنة بنعمة عظيمة.
إخوتي، ما من عاقل يرجو الفتنة على نفسه، فليس الكثرة من نجى من لهيبها، فهاكم بعض أصحاب رسول الله وقعوا فيها بعد مماته وهم هم، فكيف ونحن نحن؟... فالعاقل يبعد بنفسه عن اقترابها ولكن إن وقعت عليه فعليه الصبر والتقوى، واحتساب اﻷجر على الله.
عندما تمر عليك فتن الناس تجد كل فريق يدعي الحق له والظلم عليه، وعليه وجب التثبت قبل الحكم.
كثيرون خاضوا في افتتان الصحابة، ولكن هذا باب خطير وراؤه ما وراؤه، ولكنها دماء طهرنا الله أسنتنا منها فلنطهر عنها ألسنتنا، فكل صحابي وقع في الافتتان فأيدته أو خالفته يكون من ورائه مؤيد له أو مخالف... باب فتنتهم باب جهنمي فتحه المسلمون على أنفسهم ولذلك تجدهم اﻵن في افتتان و شقاق.
اللهم ﻻ تبلونا بما ﻻ نطيق وأعنا فيما نطيق.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
0 coment�rios: