السبت، 26 يوليو 2014

الحلقة 39(كيف تستعد لرمضان):

عدنا إليكم ونحن نستقبل شهر الرحمات والمغفرة...
حلقتنا في هذا الأسبوع رقم 39 تتناول كيف نستعد لتقبال هذا الضيف المبارك  وحمل عنوان  (كيف تستعد لرمضان):
دعونا ونحن نتحدث نستشعر عظمة الرحمن، الذي هيأ لدوامة الحياة محطات تعبوية تستريض فيها النفوس مساحة ماسحة كدر الدنيا التي ﻻ تفتأ تدور حول نفسها وتدور حول شمسها بلا توقف.
إن هذا الشهر المختلف تماما عن إخوانه يحمل في جيبه مفاتيح العتق وفي جيبه اﻵخر ختم الغفران، ويرتل لسانه بيان الرحمن أن النافلة عن فريضة والفريضة عن سبعين والعمرة عن حجة والصبر موفى بغير حساب.
أبواب الجنة مفتوحة كناية عن مضاعفة الرحمة وكذا أبواب النيران أغلقت، والشياطين صفدت.
به ليلة تتدارك فيها عمرك الذي ربما لن تبلغ فيه الثمانين  إذ هي ليس مساوية ﻷلف شهر(82 عاما) وإنما أكثر{خير من ألف شهر} (ليلة>ألف)وما يدريك ما الكثرة؟ هل الضعف أم أكثر؟ انتبه قبل أن تفرز أيقونة خيالك فإنك تتحدث عن جود ملك الملوك.
إنك إن سجدت فيها أو سبحت أو تصدقت أو آية أو... عن جهد 82 عاما بل أكثر، وتفكروا أن نبضنا في المتوسط يجس بين الستين سنة والسبعين فتداركوا.                                
 والحكمة من إخفاءها هو أن تستثمر جميع لياليك في  رمضان عابدا لله بأطياف القربات فلا يخذلنك اجتهاد المجتهدين في تحديدها. تتفتح زهور القلب في رمضان لرياح البشرى ملقحة كل رحيق بإكليله؛ عليه فالاستغلال الأمثل يكون بالمزج بين العاطفة وحسن التدبير، فسوق رمضان يحتاج إدارة متقنة لتشتري بضائعه كاملة بدون خسران، لذلك كان ﻻ بد من تنظيم للوقت و توزيع الطاقة عليه، تفاديا للعواطف المتسابقة التي تجعلنا نكدح كدحا في أول أسبوع ثم نسترخي تعبا ومللا في باقي اﻷسابيع.
 وأقترح أن نتدرج مرتقين ﻻ أن ننتكس خاسرين، فمثلا في قراءتك للقرآن أن تقرأ عقب كل صلاة ورقتين كاملتين فبذلك تكون أتممت جزءا واحدا، أضف إليه قراءة نصف جزء بعد صلاة العصر ونصف جزء بعد الفجر، فباﻹجمال تكون قد ختمت جزئين في كل يوم فإن استمررت على ذلك ستختم القرآن مرتين خلال رمضان، ومن أراد الزيادة فليضاعف جهده بعد اﻷسبوع الثاني ثم يضاعف مرة أخرى بعد اﻷسبوع الثالث فالرابع، وهكذا بالنسبة لﻷذكار فليأت مثلا بالتسابيح مئة مرة عقب كل صلاة في اﻷسبوع اﻷول ثم يضاعف في اﻷسبوع الثاني وهكذا يرتقي، وقس على ذلك باقي اﻷعمال كمضاعفة نوافل اليل والنهار.
إن قراءتك لثلاثة حروف من القرآن مثل: {الم} تساوي 210 حسنات إذ كل حرف بسبعين حسنة على أقل تقدير، فما بالك إن قرأت جزءا وما بالك إذا ختمت أكثر من ختمة. أحبائي في الله إن أكثر الناس معرفة من أين يؤكل ذراع الحسنات هم العلماء فتراهم يتركون كتب الفقه في رمضان ليتمسكوا بالقرآن، ولا عجب في ذلك إذ هم يقتدون بنبيهم الكريم فتراه يختم قرآنه كل رمضان وركبته ملتصقة بركب معلمه الروح اﻷمين عليهما السلام فلنقتدي بشفيعنا عليه صلوات الرحمن.

📝 أبو عبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: