الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

الحلقة 53 : ( قصة الحج)

ها نحن نعود إلكيم قرائي الأعزاء وحديثنا لليوم في الحلقة 53 بعنوان:
 (قصة الحج)
في حلية على لون الصفي من الهجر، هجر اللبن من السمن أو هجر السحاب من البحر، هاجرنا بأنفس من كدر الدنيا إلى صفوة البارئ، هاجرنا بزاد عار القدمين من زاد سوى دمع يشج برسله صخورا تجلمدت على لسان ضاد ادخرناه بشحنا على تربة امتنعت المقلة أن تجود به على غير تربة الوطن إﻻ تربة طيبة ثاوية الحبيب، ومكة بارئته.
والغريب أنك لن تكون غريبا في المدينة المنورة بصاحبها عليه الصلاة والسلام، و اﻷغرب أن تتبدل نفسك غير نفسك عند وصولك فيها و فؤادك غير فؤادك و روحك غير روحك فكأنك دخلت عالما آخرا خيرا في كل شيء إن شئت خيارا لما فارقتها حتى الثوى. كان إحرامنا بمثابة تكبيرة اﻹحرام للصﻻة فجردت به عن أذهاننا الدنيا وعوالقها وعن شهواتنا الرفث ومقدماته و عن جبلتنا الفسوق ونواعره والعصيان ومغباته، هي أكادمية إذن للتربية الإيمانية الخالصة، على رسلها يعود المرء كيوم ولدته أمه. وعند الطواف والمسعى ترى الناس غيوما حيرى، تسطع من بين حناياهم رعود وبروق وسيول انسابت من كدرة سوداء، وهم في اسنجامهم حول كعبتهم يتجسد انسجام الكواكب حول شمسها أو انسجام اﻷيونات حول نواتها أو انسجام البيت المعمور عند أهل سمائها، فسبحان من يسبح له كل شيء. وعند عرفات لم يعرف اللسان بيانا إلا بلسان الدمع الغادق من العبرات، عبرات تشج طريقها بكل تماد، فمن وفرة الحض أنك تجد ضفافك المحضوض على مصب أنهر الإجابة ... يوم عرفة بيوم جمعة بليال أقسم بها العظيم بحال سفر بموقع قام به النبي هو مخيم العمانيين بعرفة...  إن هذا وذاك بحاجة إلى استرسال شكر وثناء قبل الدعاء. و عليك أن تحمد الله أن اختارك مسلما من بين مليارات الناس واختارك صالحا من بين مليار مسلم واختارك حاجا من بينهم فكن شاكرا مع القلة من الشاكرين {وقليلا من عبادي الشكور}. ومن فيض لطفه أننا نسينا صلاتي الظهر والعصر باليوم الحادي عشر لنذكرها عند المسجد الحرام عند طواف اﻹفاضة حيث الصلاة بمئة ألف و قبل اﻹفاضة أفاضت علينا السماء بعطرها ديمة من فضل الرحمن {وأما بنعمة ربك فحدث}، ربي اجعلني من الشاكرين وارفع شكري حمدا يفي بكمال نعمك ادراكا لفقر إدراكي لشكرك. جمعني الله وإياكم على حنيذ إبراهيم في رفيعة محمد.
بقلم: أبو عبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي



الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: