حديث الإثنين | الحلقة 137(جدلية الحور العين):
ظهرت في الآونة الأخيرة أفكار تنادي بخلاف الفهم المعرف عن حقيقة(الحور العين)؛ فهي في رأيهم (الحداثي) ليست نساء في الجنة، وهؤلاء المحدثون رغم اتفاقهم على ذلك غير أنهم اختلفوا في تأويلها؛ فمنهم من يرى أن المقصود منها الفاكهة، ويرى آخرون أنها النفس البشرية؛ فأنت ونفسك زوجا حور عين، ومنهم من خفف الفهم قليلا فأقر بوجود الحور ولكنهم أولوها بصبيات (مرشدات سياحية)، وهم مع ذلك يستخدمون نفس الأدلة ولكن كل فريق يأولها على حسب الغاية التي يرمي إليها فيعبد الفهم ويلوي النصوص ﻷجل بلوغ مراميه،
وإليكم بعضا من أدلتهم (ومناقشتها ثم الرد عليها في الحلقة القادمة):
1.قالوا: ﻻ بد من المساواة بين الرجل والمرأة فإن كان للرجل حور عين فلا بد للمرأة كذلك، فإن كانت الحور للرجال دون النساء فهذه عنصرية تنافي عدالة الله، حتى أنهم عنونوا مقالهم (الطريق إلى اﻹيمان بالله ومحبته). واستدلوا بقوله تعالى:{إن المتقين في مقام أمين، في جنات وعيون، يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين، كذلك وزوجناهم بحور عين، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين}الدخان، والشاهد:بأن لفظة(المتقين)تشمل الجنسين في الخطاب، كدلالة لفظة(المؤمنين) التي تشمل الرجال والنساء في كثير من الآيات من قوله تعالى{يا أيها الذي آمنوا}. وقالوا إن كلمة(يلبسون) كلمة جمع تشمل الجنسين لأنها تدل على الجمع السالم، فلم يقل (يلبسوا)للرجال، ولم يقل (يلبسن) للنساء. وكذلك القول في لفظة(متقابلين)... وعلى هذا التأسيس تكون النتيجة أن الحور العين هي ((الفاكهة)) ﻷنها تشمل الجنسين وبذلك تتحقق عدالة الله.
2. وأولوا كلمة (زوجناهم) بمعنى "الازدواجية" واختاروا هذا المعنى من معان كثيرة مثل(التشابه، والتبعية، والنكاح) بدليل قوله تعالى:{ يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير} فالتزويج هنا بمعنى الازدواجية التي تأتي لتلازم العمل كطبيب التخدير وطبيب الجراحة، وتزاوج الأرض مع القمر ﻹحداث الليل والنهار، وتزاوج النعل مع النعل وهكذا.
إذن الزواج بمعنى الاقتران بدليل عدم وجود مأذون، كما أن إثبات حرف الباء يؤكد ذلك فلم يقل(وزوجناهم حورا عينا) وإنما قال (بحور عين) فالباء تقتضي عدم النكاح كما في قوله تعالى:{فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} ولم يقل (زوجناك بها) فدلت على النكاح.
3.واختاروا لمعنى كلمة (الحور) الفاكهة والنخل والرمان، فكلمة "حور" بمعنى الرجوع من قوله تعالى{إنه ظن أن لن يحور} وهو المجرم الذي استلم كتابه خلف ظهره فظن أن العذاب لن يرجع ويعود إليه.
فلو طبق هذا المعنى على الفاكهة فهو مناسب ﻷنها دائمة العودة ولن تنضب ويوافق ذلك قوله تعالى:{كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل}.
4.وعندهم كلمة (عين) بمعنى عين الماء فالفواكه تتجدد كما لو كانت عينا تسيل بالماء.
5.وأولوا معنى (الخيام) من {مقصورات في الخيام} بمعنى قشرة الفاكهة التي تحفظها من الضياع، فتبدوا في أكمامها تلك كاللؤلؤ المكنون.
6.ومعنى (لم يطمثهن) لم يلمسهن أي الثمر الذي لم يلمسه أحد من قبل.
7. ومعنى (أترابا) الصنو المتماثل في العمر و النشأة فثمار كل نوع تتطابق بالشكل والطعم. وبذلك خلصوا إلى الآتي:
1.القول بأن الحور هي نساء للرجال فيه عنصرية، تتنافى مع عدالة الله.
2.الحور هي الفواكه المتجددة فتشمل الرجل والمرأة وهذه هي العدالة.
3.وهذه الفواكه لم يلمسها أحد وهي كاللؤلؤ والمرجان والياقوت.
أعزائي القراء في الحلقة القادمة يكون النقاش و الرد بحول الله وإلى ذلك الموعد أترككم تتمتعون بالحور العين على مائدة الإفطار والأسحار.
ظهرت في الآونة الأخيرة أفكار تنادي بخلاف الفهم المعرف عن حقيقة(الحور العين)؛ فهي في رأيهم (الحداثي) ليست نساء في الجنة، وهؤلاء المحدثون رغم اتفاقهم على ذلك غير أنهم اختلفوا في تأويلها؛ فمنهم من يرى أن المقصود منها الفاكهة، ويرى آخرون أنها النفس البشرية؛ فأنت ونفسك زوجا حور عين، ومنهم من خفف الفهم قليلا فأقر بوجود الحور ولكنهم أولوها بصبيات (مرشدات سياحية)، وهم مع ذلك يستخدمون نفس الأدلة ولكن كل فريق يأولها على حسب الغاية التي يرمي إليها فيعبد الفهم ويلوي النصوص ﻷجل بلوغ مراميه،
وإليكم بعضا من أدلتهم (ومناقشتها ثم الرد عليها في الحلقة القادمة):
1.قالوا: ﻻ بد من المساواة بين الرجل والمرأة فإن كان للرجل حور عين فلا بد للمرأة كذلك، فإن كانت الحور للرجال دون النساء فهذه عنصرية تنافي عدالة الله، حتى أنهم عنونوا مقالهم (الطريق إلى اﻹيمان بالله ومحبته). واستدلوا بقوله تعالى:{إن المتقين في مقام أمين، في جنات وعيون، يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين، كذلك وزوجناهم بحور عين، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين}الدخان، والشاهد:بأن لفظة(المتقين)تشمل الجنسين في الخطاب، كدلالة لفظة(المؤمنين) التي تشمل الرجال والنساء في كثير من الآيات من قوله تعالى{يا أيها الذي آمنوا}. وقالوا إن كلمة(يلبسون) كلمة جمع تشمل الجنسين لأنها تدل على الجمع السالم، فلم يقل (يلبسوا)للرجال، ولم يقل (يلبسن) للنساء. وكذلك القول في لفظة(متقابلين)... وعلى هذا التأسيس تكون النتيجة أن الحور العين هي ((الفاكهة)) ﻷنها تشمل الجنسين وبذلك تتحقق عدالة الله.
2. وأولوا كلمة (زوجناهم) بمعنى "الازدواجية" واختاروا هذا المعنى من معان كثيرة مثل(التشابه، والتبعية، والنكاح) بدليل قوله تعالى:{ يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير} فالتزويج هنا بمعنى الازدواجية التي تأتي لتلازم العمل كطبيب التخدير وطبيب الجراحة، وتزاوج الأرض مع القمر ﻹحداث الليل والنهار، وتزاوج النعل مع النعل وهكذا.
إذن الزواج بمعنى الاقتران بدليل عدم وجود مأذون، كما أن إثبات حرف الباء يؤكد ذلك فلم يقل(وزوجناهم حورا عينا) وإنما قال (بحور عين) فالباء تقتضي عدم النكاح كما في قوله تعالى:{فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} ولم يقل (زوجناك بها) فدلت على النكاح.
3.واختاروا لمعنى كلمة (الحور) الفاكهة والنخل والرمان، فكلمة "حور" بمعنى الرجوع من قوله تعالى{إنه ظن أن لن يحور} وهو المجرم الذي استلم كتابه خلف ظهره فظن أن العذاب لن يرجع ويعود إليه.
فلو طبق هذا المعنى على الفاكهة فهو مناسب ﻷنها دائمة العودة ولن تنضب ويوافق ذلك قوله تعالى:{كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل}.
4.وعندهم كلمة (عين) بمعنى عين الماء فالفواكه تتجدد كما لو كانت عينا تسيل بالماء.
5.وأولوا معنى (الخيام) من {مقصورات في الخيام} بمعنى قشرة الفاكهة التي تحفظها من الضياع، فتبدوا في أكمامها تلك كاللؤلؤ المكنون.
6.ومعنى (لم يطمثهن) لم يلمسهن أي الثمر الذي لم يلمسه أحد من قبل.
7. ومعنى (أترابا) الصنو المتماثل في العمر و النشأة فثمار كل نوع تتطابق بالشكل والطعم. وبذلك خلصوا إلى الآتي:
1.القول بأن الحور هي نساء للرجال فيه عنصرية، تتنافى مع عدالة الله.
2.الحور هي الفواكه المتجددة فتشمل الرجل والمرأة وهذه هي العدالة.
3.وهذه الفواكه لم يلمسها أحد وهي كاللؤلؤ والمرجان والياقوت.
أعزائي القراء في الحلقة القادمة يكون النقاش و الرد بحول الله وإلى ذلك الموعد أترككم تتمتعون بالحور العين على مائدة الإفطار والأسحار.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
لمتابعة
حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية
(إِنَّا
سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ *
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ
وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)
0 coment�rios: