حديث الإثنين | الحلقة 155 (يوسف العزيز -15- من أصعب المواقف)
استطاع اﻹخوة مجتمعون أن يقنعوا أباهم ليذهبوا بأخيهم إلى المرعى، فلما وصلوا البئر تحولت بسمتهم إلى أنياب ذئب وتصيرت أصابعهم إلى مخالب وسكاكين، فجأة شعر الطفل أن إخوانه الذين يتبرعم بين حناياهم تحولوا إلى أشكال لم تعهدها طفولته البريئة، اختلط لديه فهم ذلك التحول فرأى أنيابا تتكشف عن شفاههم المرتعدة و أغلاﻻ تلوح بها أعينهم الداحرة ودهش أن رأى خفافيش تنبت من ريش حمام وأصوات جلد تتقيأ من غمام، فيا لها لحظة ﻻ أدري كيف مرت على غضارة يوسف الصغير أن يرى إخوته يلفون حوله الحبال ويزجون به في قعر البئر بلا رحمة وﻻ شفقة وهو طفل وهم عشرة... يضيق فهمه الواسع لما يتقلب أمام ناظريه مفاجآت مخيفة ... مشهد تنحدر منه اﻷكتاف وتذبل من فجاعته الأجفان وتنشق من ظلمه اﻷفئدة من أخوة كانوا حمى فصاروا غمى... إنها الحياة البشرية عندما تقسو كصفوان أو أشد، فليس ساعة أمر على المرء من غدر أخ أو خيانة زوج أو عقوق ولد ... ساعة هضمت كل ساعات سعد فلم تبق للدهر غد، نعوذ بالله من شرةر أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
استطاع اﻹخوة مجتمعون أن يقنعوا أباهم ليذهبوا بأخيهم إلى المرعى، فلما وصلوا البئر تحولت بسمتهم إلى أنياب ذئب وتصيرت أصابعهم إلى مخالب وسكاكين، فجأة شعر الطفل أن إخوانه الذين يتبرعم بين حناياهم تحولوا إلى أشكال لم تعهدها طفولته البريئة، اختلط لديه فهم ذلك التحول فرأى أنيابا تتكشف عن شفاههم المرتعدة و أغلاﻻ تلوح بها أعينهم الداحرة ودهش أن رأى خفافيش تنبت من ريش حمام وأصوات جلد تتقيأ من غمام، فيا لها لحظة ﻻ أدري كيف مرت على غضارة يوسف الصغير أن يرى إخوته يلفون حوله الحبال ويزجون به في قعر البئر بلا رحمة وﻻ شفقة وهو طفل وهم عشرة... يضيق فهمه الواسع لما يتقلب أمام ناظريه مفاجآت مخيفة ... مشهد تنحدر منه اﻷكتاف وتذبل من فجاعته الأجفان وتنشق من ظلمه اﻷفئدة من أخوة كانوا حمى فصاروا غمى... إنها الحياة البشرية عندما تقسو كصفوان أو أشد، فليس ساعة أمر على المرء من غدر أخ أو خيانة زوج أو عقوق ولد ... ساعة هضمت كل ساعات سعد فلم تبق للدهر غد، نعوذ بالله من شرةر أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
0 coment�rios: