تسلسلنا سابقا في أبجديات القيادة وقطفنا معنا أزهار التعريفات القيادية وخزامى الركن الأول منها وهو الرؤية المستقبلية، وها نحن نعود بكم إلى باقة المزهرية، فإلى الركن الثالث وهو (التشجيع والتحفيز)، وسنرجي الركن الثاني( الاتباع المخلصون) عندما يحين وقته، لغاية في نفس يعقوب.
حديث الإثنين | الحلقة 134 (التشجيع والتحفيز):
- أصبح التحفيز فنًّا يدرس ويعلم، ولم يعد قضية ترتبط بالنوايا الطيبة والاحتساب، فإن وجد فلا يقل من شهادة شكر، ولربما أرسلت عن طريق بريد، أو من ينوب.
- التحفيز هو الوصول بالعاملين في مؤسسة ما إلى حالة الشغف والتلهف بأعمالهم ذاتيا دون رقيب خارجي. ولا يتحقق أثره إلا من الأعماق( الصدق)، ولا تكون غايته الفرد فتخسر المؤسسة ولا المؤسسة فيخسر الفرد وإنما كلاهما معا.
- مهمة القائد الناجح هي المساعدة والاحتضان واكتشاف القدرات والمواهب والحفاظ عليها وتسخيرها لمصلحة الفرد ثم مصلحة العمل. ومن المحبط أن ينسب القائد النجاح لنفسه.
- تعتمد طبيعة التحفيز على( حسب طبيعة الفرد والعوامل المؤثرة على فاعليته وطبيعة المؤسسة):
- البعض عن طريق إلهاب الحماس بالرؤية المستقبلية، لذلك ينبغي للقائد أن يذكر أتباعه بها وينوع في طريقته.
- البعض ماديين وهذ طبيعة بشرية{ وتحبون المال حبا جما}
- البعض بالإيمان.
- البعض بالألقاب المهنية وهذه تمتاز بديمومة العطاء، فالله تعالى يخاطب القائد العظيم المعروف بذي القرنين، ونبيه القائد يوزع ألقابا تحفيزية غنية الدعم (سيف الله، الفاروق، الصديق، أمين الأمة…). كما استخدم النبي أنواعا من التحفيزات: -المعنوية: (لا أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بعودة جعفر). -المادية: من توزيعه للغنائم، ومنها غنائم حنين. -الفخر والشهرة: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن). -العقاب أحيانا يحمل فيه تحفيزا ولا يدرك ذلك إلا لبيب سامق، فقد عزل النبيُ سعدَ بن عبادة يوم فتح مكة لما توعد من سفك الدماء، ثم عين عنه ولده، فإن عين غير ابنه لخرب التحفيز. وأخيرا تمعنوا في هذا التحفيز الرباني: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا}.
>> القائد الفعال الذي يحسن اختيار طريقة التحفيز( المناسبة)، لأنه أدرى برجاله ومفاتيحهم. في الحلقة القادمة نذكر أمثلة على التحفيزات الربانية من السيرة النبوية.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
لمتابعة
حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية
(إِنَّا
سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ *
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ
وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)
0 coment�rios: