الاثنين، 18 مايو 2015

حديث الإثنين | الحلقة 84 ( هدفك الشخصي ):

حديث الإثنين | الحلقة 84 ( هدفك الشخصي ): 
أما وقد تحدثنا سابقا عن الهدف العام الذي من شأنه يرفع بمؤسسة إلى طموح أفضل من الحال، و يرقى بها إلى مجد كان صعب المنال.  فاليوم نتحدث عن الهدف الشخصي، لنقس به تقدمنا.  وليسأل كل واحد منا نفسه متجاوزا أمر بناء البيت وتحقق الزواج بالصالحة وشراء السيارة المريحة: 
حديث الإثنين | الحلقة 84 ( هدفك الشخصي ):

ما هي رؤيتي لمستقبلي، ما هدفي الشخصي في الحياة؟ 
كيف سأكون بعد عشر سنوات؟ 
هل أكتفي بالثانوية ؟ 
هل أكتفي بالبكالوريوس… بالماجستير… بالدكتوراة… بالبروفوسورية( الأستاذية)؟ هل عرفت مسائل ديني فقها و تفسيرا للقرآن؟ هل اكتفي بحفظ جزء أو جزئين أو ثلاثة؟

هل ترقيتي في العمل ستقف عند درجة كذا؟ هل… وهل… وهل… ..............؟ ؟، 
إن كان الجواب إيجابا وتقدما مصحوبا بأهداف محسوبة فأبشر بمستقبل منير وحياة كفاح وبذل، ينتظرك خير وفير لك ولأبنائك ولأتباعك الذين سيقتدون بك.  ولتكن أهدفاك عظيمة ليكن طموحك عظيما، فمن ذلك يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوجيهه لرسم الأهداف العليا: ( إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى فإنها أعلى منازل الجنان)، ومن ذاك يقول المتنبي: "
إذا ما طمحت إلى شرف مروم***** فلا تقنع بما دون النجوم
 فطعم الموت في أمر حـقــير*****كطعم الموت في أمر عظيمِ".
 إن تطورك الروحي و العلمي والثقافي والمادي يوصلك إلى المجد والرفعة والعزة: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب} أي أصحاب العقول، وإنك بالعلم تكون قوي الذات منيع الروح قادر على التفكير الإبداعي،، و به تستلهم من مكنون قدراتك الحلول الناجحة لتقدمها لنفسك وللناس لتجاوز العقبات، وتستطيع به أن تفض الخصوم و تكسر شوكة المناظر الصعب وتكن مرجعا لبلدك و قائدا لمجتمعك. ومن الناحية الروحية لا تكتف بأداء الفروض وإن كانت الحد الأدنى للفلاح فارسم لنفسك رؤية تجعلك مع السفرة الكرام البررة، بعشرات النوافل والصدقات والتلاوة والذكر ثم ضاعفها للمئات ثم الآلاآف فالملايين على أهداف تسلسلية من الإعداد والتخطيط، ولا تضاعفها إلا بضمان اصطحاب الخشوع والتلذذ بالعبادة، فإنما رؤيتك القرب الأقرب من الرحمن.
 وإن أردت اختصار الوقت للوصول إلى جوزاء القرب من الله و نبي الله، فعليك بالخلق الرفيع، إنما ذلك من الحديث المحفز (إن المرء ليبلغ بالخلق منزلة القائم الصائم) و(أقربكم مني منزلا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا) والخلق متاح للجميع لا يحتاج إلى تكلف ولا تزلف إلا بالترويض رويدا ، ولك من خلق نبي الله شفّا لا ينتهي، فتدبر سيرته العطرة فإنما خلقه القرآن. يقول العلامة ابن بيوض رحمه الله: "لئن خيرت بين العلم والخلق لاخترت الخلق".
 أخوتي في الله الأمر بيدينا لنغير حياتنا إلى الأفضل ومستقبلنا، فقط ما يطلب منكم الآن الاختلاء بالنفس بعيدا عن صخب الناس ثم التفكير في سفينة حياتك إلى أين ستوجهها. فارسم توجهك وطموحك ثم ارفع شراعك وكدف بجناحيك وبحول الله ستصل كما وصل غيرك، والله معك.
أبو عبد الرحمن سامي بن محمد السيابي. 
للنشر رحمك الله
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: