الثلاثاء، 20 يناير 2015

الحلقة 67 (الشيخ القاضي سيف الفارسي):

مرحبا بكم أخوتي عنوان حلقتنا 67 لهذا اليوم هو: (الشيخ القاضي سيف الفارسي): 
حديثي هذا أكتبه نصرة لنبينا المصطفى - صلى الله عليه وسلم-. فلا تتعجب من العنوان فالقصد منه ذكر رجل أحب نبيه فأصدق الحب عمليا ﻻ لسانيا، فنصر نبيه قبل أن تطاله ألسن العابثين الرعناء.
الحلقة 67 ( الشيخ القاضي سيف الفارسي ):
الحلقة 67 ( الشيخ القاضي سيف الفارسي ):
 لست مزايدا إن أصدقتكم القول أن الشيخ القاضي - رحمه الله - هو مؤسس الدعوة في وﻻية بدبد وله الفضل في إرساء دعائمها العلمية والروحية، إذ روح الشيخ امتداد لنهضة العلماء اﻷجلاء الذين ربتهم عمان وأنجبتهم حفاظا ﻷصلاتها وإسنادا لديمومة عزها و ترسيخا لكرامتها وتجديدا لهيبتها وقبسا لتقدمها، فمن منهل اﻹمام محمد بن عبدالله الخليلي - رحمه الله - كان ارتشافه ومن حوض مدرسته كان اغترافه، والإمام الخليلي امتداد لنور الدين السالمي والسالمي امتداد للشيخ صالح بن علي الحارثي إلى المحقق سعيد بن خلفان الخليلي رحمهم الله جميعا... وهكذا في سلسلة متجذرة في عمق ألف وأربعمئة سنة إلى جابرنا ( جابر بن زيد ) التابعي تلميذ ابن عباس وابن مسعود وعائشة وسبعين بدريا إلى نبينا - عليه الصلاة والسلام - ولله الحمد والمنة والفضل. لم تكد تجف من ذاكرتي رسم حلق الحجيج حول كعبة دعوته، تلبية لأذان { اقرأ } ونداء الحق و الاستقامة. فيأتيه المسن والشاب والصبية والمثقفون والدعاة و شيوخ العلم والعامة، بين متعلم ودارس ومستفسر ومستشير و مستنير و سمير، وكان صدره روضة للجميع لكل فيها أريكته وفاكهته و قهوته. 
له حلم مترف الجود يثير الثمار الغض في ركود الريح.  ما أعذب الجلوس بين يديه وهو يروي لك قصص الفضﻻء وتاريخ النبﻻء فمنها ما يشعل الحماس ومنها ما يبكيك شوقا لفعل الخيرات ومنها ما يعظك به بمعطف العطف والحنان، وكلها تهذيب للنفوس ووضاءة للخير وصنوف الخير. رغم تجاوز عمره السبعين ما تجاوزت قارورة تعليمه نزعة الثلاثين، فمجلس علمه العامر كتعاقب الليل والنهار، و قد وقد حلقه على مدار الساعات و اﻷيام. وخص اﻷحد للنحو واﻷربعاء للفقه والخميس للعقيدة والميراث، وقراءته للكتب والمجلدات والمؤلفات القديمة والجديدة كانت له حياة أخرى. يمتاز الشيخ بما يمتاز به علماء عمان فجمع مع العلم اﻷدب وديوانه خﻻصة الفكر خير شاهد. لكل امرئ أب ولطالب العلم أب يمضي به إلى النعيم، وإشفاقه لطلبته أنساه كثرة الجلوس وتقدم العمر. كانت قرية الحمامات في أعلى فنجاء مرصعة بالبﻻط بنبض فؤاده ونخيلها العرائس الحور و سواقيها تتفتق بدهون العود، وبعد فراقه صارت كورق الصفصاف الحزينة. لم يمت الشيخ فعروقه ما زالت تنبض في أحشاء الكثير من طلابه (المخلصين)، و صحائفه منثورة في منابر القرى لمن وفى بصحبته. وهذا لعمر الله هو الترجمة الفعلية الصادقة لحب نبي الرحمة إذ كانت وظيفته التذكير والتبليغ عن دعوة الله وما أشرفها من مرتبة. بل كان يدعو برحمة محمد وحنية محمد ورأفة محمد وعصى اﻷنبياء للاتكاء فقط أو لهش الأغنام والناس ليسوا قطيع أغنام فلترفق في دعوتنا لهم 
{واخفض جناحك للمؤمنين}
إن نموذجية الشيخ هي ما وجب علينا انتهاجها في حياتنا نصرة لنبينا وقد تسعفنا يد المقاطعة الاقتصادية، وأما الجاليات المسلمة في الغرب فعليها تبيين رحمة محمد العالمية، ولنوقن أن شمس محمد لم ولن تفل و ستبقى خفافيش الليل تسير في الظﻻم، ويكفينا قول الحق تبارك وتعالى: { فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزين الذين يجعلون مع الله إله آخر فسوف يعلمون، ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين }

أبو عبد الرحمن سامي بن محمد السيابي.
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: