حديث الإثنين | الحلقة 87 (أهدافك في رمضان):
المسلمون ثلاثة؛ مسلم عاصٍ، ومسلم طائع، وطائع مقرّب. وأنت الآن في طريقك إلى بوابة رمضان عليك أن تفند نفسك قبل ولوج تلك المدرسة الربانية ، ولا بد أن تعرف ما الذي يناسبك من حال لكي تتدرب لترتقي فيرفعك ارتقاؤك قدرا في مستقبل علاقتك مع من بيده مصيرك.
من كان في منزلة العصيان فهو في المنطقة الحمراء، لا يأمن على نفسه من العذاب إلا خروج الروح من جسده، وخروجها متاح في أي وقت، فليكن هدفه في رمضان النصر على عادته السيئة، فليحددها ثم ليحدد أسبابها، ثم ليدرب نفسه على تركها والاشتغال بخير منها، فإن لرمضان أجواء تتيح فرصة للتدريب على فعل الخير. ومن كان في منزلة التقوى فهو في الظل الأخضر، فليطمح أن يكون من أهل الله وخاصته، الذين إن أقسموا عليه أبرهم، وإن تمنوا أجابهم، وإن استنصروه نصرهم، لا تنفك قلوبهم عن ذكره بحب وشوق سيّال. ومن كان مع الكرام البررة فليحافظ على منزلته، وإنما الحفاظ عليها أكثر تكليفا من الوصول إليها، فكم من مشايخ معممين رأوا الأنوار تتنزل ثم أركسوا في الفتنة والعياذ بالله، أركسوا بملذات الدنيا وهي دار غرور. إخوة الإيمان في رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار كناية عن الرحمة الواسعة، فلنستغل رحمة هذا الشهر الكريم بتحقيق شيئ من الأهداف، كالتدرب على الخشوع وإنما الخشوع شرط للفردوس، والتدرب على الرحمة فإنما هي صفة خاتم النبيين، وكفانا غلظة بالناس في تعاملنا، ولنتدرب على التسامح والحياء، والبر والإحسان والعدل.... ولنستعن بالله تعالى، فلنعم المجيب، فهو الآمر بالخير وهو فاعله جل جلاله وتقدست صفاته.
بقلم | أبو عبد الرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي
للنشر رحمكم الله
0 coment�rios: