الثلاثاء، 7 أبريل 2015

الحلقة 76 (عيد الخلود):

الحلقة 76 (عيد الخلود): إن عيد اﻷم ليس موسمًا ينتهي بانتهاء تقوصه وإنما هو عيد متجدد، وأكله دائم، فيوم عيدها هو تلك اللحظة التي يبر بها أوﻻدها.
اﻷمومة ملحمة أدبية ﻻ يجف عن رسمها ريش اﻷدباء، فيلتقي في مسرحها مدائح المتنبي و بديعيات أبي تمام ونشوة أبي نواس و تهجد البحتري، ونوائح الخنساء وخضرمة حسان، ونونية أبي مسلم، على شاطئ النيل في أمسية بدرية اﻷنوار هادئة اﻷغوار، تتفتق تحت قدميها كروم الجنان و تسترسل من ثنايا ضحكتها أطياف الحنان. إنها الصبح بتنفسه والليل بعسعسه من إشراق وبشر واطمئنان، يظل ظلها على رأس
الحلقة 76 (عيد الخلود):
ولدها وإن طالت به السنون واﻷعمار. 
إن زفرة من زفراتها ﻻ يطال غُرْمَه طيرُ السماء وﻻ حيتانُ الماء، فسبحان من أودع في قلبها على ذراريها حِلْم إبراهيم ورحمة محمد -عليهما صلوات الله وسلامه- ، وسبحان من رفع كرسي شأنها إلى جوار كرسي قدسية عبادته {وقضى ربك أﻻ تعبدوا إﻻ إياه وبالوالدين إحسانا}. 
شقي ذلك المتنطع عن شم يدها وكنس مفرشها، أو عصى عليه أن يطمئنها إذا غاب و يأويها إذا حل ويسامرها بقلب الصحبة وملقى المعانق المشتاق.
ﻻ تطلب المودة الصادقة من رفقاء تتقلب قلوبها كقلي القد على زيت القديد، إن حبها لم تكن له أكوان فتستوعبه وﻻ جنان فتمثله، 
نصيحة//
إن أقل شيء تبر به والدتك أن تؤدي فرائضك لتطمئنها على سلامة خاتمتك ثم لتدعوا لها بعد كل فرض بالرحمة والمغفرة والجنة{وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}، ويعجبني أؤلئك المتصدقون عنها صدقة جارية .
ولم ينتظروا حتى توافيهم المنيّة للتصدق لهم ؟،
فعشرة ريالات من راتبك تضعها -من أجلهما- في بناء مسجد أو مدرسة قرآن قليلٌ ولكنّ فيه الكثير.
بقلـــم | أبي عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
راجعه | أبوحميد عبدالله الحجري
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: