حديث الإثنين | الحلقة 86 ( كيف تنمي ولدك في الصيف ):
لقد
اعتنى النبي - صلى الله عليه وسلم - عناية خاصة بأصحابه، عناية المعلم
لتلميذه، عناية الوالد لولده، فتخرجت على يديه أجيالا طيبة، و قام بتأهيلهم
معلمين ليحملوا بعده رسالته المشرّفة، فكان الجيل الأول من مثل *عبدالله بن مسعود* -من المهاجرين-حتى أنه كان يقرأ القرآن بإتقان، وكأنه نزل لتوّه من كعبة السماء.
ومن الجيل الثاني *معاذ بن جبل* فبعد تخرجه صار أعلمهم بالحلال والحرام فأوكله مفتيا وقائدا على اليمن و هو من الأنصار .
ومن الجيل الثالث *عبدالله بن عباس*
الذي ضمه النبي إلى صدره ودعا له بالتفقه في دين الله، بل دعا له بالتخصص
في العلم، بالبراعة في تأويل القرآن الكريم حتى صار ترجمانه، وهذه نقطة
يغفل عنها الناس وهي التخصص بعد المعرفة -رضي الله عنهم أجمعين- .
## لا نجعل ما فاتنا من العلم يفوت أولادنا، فحرام علينا أن نتوارث الجهل والضعف، فليس هذا من الإسلام في شيء.
##
إن للصيف مدةً لا تستهان ولا تقدّر بثمن، و أفضل ما يُستغل به هو غرس قيم
الإسلام، و تعلم دين الله، تعويضا عن الخواء الروحي الذي خلفته المناهج
المدرسية.
ولن يتحقق أي تقدم بدون القرآن (حفظا وفهما) فهو الأساس لكل علم لوصيته -صلى الله عليه وسلم- عليه: (إن أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله هو)، فالقرآن يهب حامله نبوغا وخلقا يحلق به فيما شاء من رياض.
وأقل ما ينبغي للطالب أن يحفظ في اليوم ثلاثة أسطر، وبعض الطلبة يتجاوز حفظهم اليومي ست صفحات، فالقدر بقدر القدرة.
>>
أعزائي الأولياء لا يفوت وقت الصيف دون تعلم أساسيات الدين، ولا يفوت دون
غرس بعض القيم، فلئن غرست في ولدك ثلاث قيم في كل صيف لتجدنه رائدا في
الأخلاق بعد 12 سنة من دراسته.
##| نصيحة غالية |##
=> وإنّ أفضل معين لك بعد جهدك المراكز الصيفية، فهي سنة الرسالة الخالدة، فيها رجال وهبوا أنفسهم لتنشئة جيل طيب واعد.
>>
وأما بالنسبة للمناهج فخير ما يمكن الاعتماد عليه هو مجموعة كتب لوزارة
الأوقاف، التي صيغت بطريقة منهجية في الفقه والسيرة و غيرها، وقد رجوت من
معلمي المراكز الاعتماد عليها ففيها الغنية عن الشتات .
اللهم ربنا فقهنا وأولادنا في الدين وعلمنا التأويل .
بقلم/ أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
0 coment�rios: