الاثنين، 1 ديسمبر 2014

الحلقة 60 : (سيد الزعماء)

مرحبا قرآئي الأعزاء، يتجدد لقائي بكم في حلقة جديد من حديث الإثنين.. في حلقتتا 60 تحمل عنوان(سيد الزعماء): شخصية أعجبتني و إنها منار لكل زعيم أو مسئول أو وزير،لكل وكيل أو مدير عام أو خاص،لكل محافظ أو وال أو أمير،لكل سيد أو شيخ.
شاءت حكمة رب العزة أن يجعل من صناع اﻹسلاجم اﻷوائل رجالات هم منارات لكل كرسي في ضواحي الحياة، وللزعامة سيد اﻷوس والخزرج  سعد بن معاذ - رضي الله عنه وأرضاه-.
إن لهذا السيد كلمات ﻻ تنسى أبداً، فكأني بأصحاب رسول وهم يتمنون أن لو انبثقت من أفواههم، في يوم استثنائي، في يوم بدر في أول امتحان لأول جيل ستعقبه اﻷجيال علما لها، بذلك اليوم سيعز اﻹسﻻم لﻷبد و يذل الكفر لﻷبد،  وكأنك ترى رسول الله وهو قلق على مصير الدين الحنيف الذي سيحدده جيشه  الثلاث مئة اﻷعزل مقابل ألف مدججين بأنواع العدة والعتاد، و نصف جيشه من اﻷنصار الذين بايعوه على النصرة في المدينة، ولكنهم اﻵن خارجها لمواجهة أناس ليس بينهم عداوة، قام المصطفى مشاورا اﻷنصار والمهاجرين للحرب مستجلبا موقفهم فيها فقال: "أشيروا علي يا قوم" .
فقام الصديق فتكلم بما يثلج الصدر ثم الفاروق ثم غيرهما من المهاجرين ممن ضمنت ولايتهم و طاعتهم سابقا، و لكن لم يشف ذلك مراد النبي إذ يتكلم أحد من اﻷنصار والموقف يحتدم، فظل يردد أشيروا علي يا قوم ملتمسا رأيهم، فإذا بسيدهم سعد بن معاذ يستقرئ مراد نبيه قائلا: كأنك تريد رأينا يا رسول الله ؟ فقال المصطفى:"نعم"، فقال سعد: (بايعناك وناصرناك فامض بنا حيث شئت، وإنك لو خضت بنا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، ولن نقول لك كما قال قوم موسى لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن نقول قاتل أنت وربك وإنا معكما مقاتلون).. الله أكبر.. هنالك اطمأن نبي الله أن معه رجالا خلصاء سيعتز بهم اﻹسلام، وبذاك نصرهم الله تعالى.
وفي يوم الخندق خير السيد أن يحكم في مصير من كانوا مواليه من بني قريظة، الذين غدروا بالمسلمين يوم تكالبت عليهم قبائل العرب؛ ليبيدوهم جميعا من وجه الخليقة ويسبوا نساءهم ويستعبدوا أولادهم و يقبروا الإسلام في مهده، فاختار سعد -رضي الله عنه- أهل اﻹسلام على أهل الغدر، واطئا ولايتهم العبثية تحت قدميه فحكم بحكم الله الحق، وكأني أراه وهو محمول على اﻷلواح ينزف دما جراء غدرهم وهو يردد: ( آن لسعد أﻻ تأخذه في الله لومة ﻻئم ). يرددها حتى ﻻ تغره نفسه على موالات الخونة فولاية الله ورسوله والمؤمنين، فوق كل شيء ؛ لذلك ((اهتز عرش الرحمن لموت ذلك الضرغام)) رغم أنه مضى على إسلامه خمس سنوات فتفكروا عظمة صنيعه فيهن،
ولعل بعض زعماء اليوم يهتز عرش الرحمن لفعائلهم المخزية ومواقفهم المخجلة ضد اﻹسلام والمسلمين، خصوصا المستضعفين منهم والله المستعان ... 
إخوة اﻹيمان:
عندما وصل معاذ إلى مجلس النبي و الصحابة قام نبي الله وأمر أصحابه بالقيام لذلك السيد العظيم رغم أن عادة القيام عندهم مستنكرة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام:"من سره أن يرى الناس له قياما فليتبوأ مقعده من النار" فاحذروا دواعي الغرور، ولكن لم يكن القيام إﻻ لزعيم مخلص، مؤمن، مجاهد، كسعد بن معاذ فأين زعماء اليوم ليقتبسوا من لجية هذا المحيط الذي ﻻ ندري أعجنت طينته من مسك الفردوس؟! أم نسجت روحه من نور الملائكة؟ أم ألبست نفسه اﻷنيقة هندام اللؤلؤ والمرجان فظلت صافية كصفاء اﻷعياد؟! وبقدر صفاء السيد خلص صفاء أتباعه لذلك قرر رسول الله أن يعيش بجوارهم بدلاً من بلده اﻷم، ودعا لهم بالمغفرة هم وذرياتهم .
فيا ساداة المسلمين أفلا تكونوا خالدين كخلود صاحب رسول الله أنتم وأتباعكم؟.
أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: