حديث الإثنين | الحلقة 82 ( الرسالة على أعناقكم ): تحدثا في الحلقة السابقة عن >الرؤية والأهداف<، وها نحن اليوم نستكمل الحديث عن الرسالة.
1.من أنا؟
2.وماذا أريد أن أعمل؟.
إن لنا المثل الأعلى برسالة سيد المرسلين و إخوانه السادة السابقين من الأنبياء، وهي جلية واضحة في كتاب الله تعالى : {فذكر إنما أنت مذكر}، * فلئن سألته صل الله عليه وسلم أجاب: أنه مذكّر؛ أي :رسول. * وأنه جاء للتذكير، بالله وتقواه.
وبما أن الله أمرنا أن نتبعه كان لزاما علينا أن تكون رسالتنا الجوهرية هي التذكير، فأين نجد الناصحين اليوم.
لعمرك إن التذكير رسالة في عنق الجميع وفي عنقك ستسأل عنها يوم البعث هل أديتها بحق؟… نعم ستسأل عن تبليغها ما تحقق فيك شرطين: ( العقل والبلوغ) .
وهذا الأمر الخطير الذي لا يدركه كثير من الناس، فهم في غفلة حتى يفاجأوا بالسؤال المحتم عليهم. >فالناس تقلصوا من مسؤلية النصح ليرموا بها في حجر الملتزمين فقط،
وهذا الأمر الخطير الذي لا يدركه كثير من الناس، فهم في غفلة حتى يفاجأوا بالسؤال المحتم عليهم. >فالناس تقلصوا من مسؤلية النصح ليرموا بها في حجر الملتزمين فقط،
>ولم يكتفوا بهذا الحال حتى نجدهم ينعتون الدعاة النزيهين بألقاب من شأنها تحول بين الناصح والمنصوح ومن ذلك كلمة( مطاوعة) فهي عندهم كالعيب وإنما هي في حقيقة الحال تملص من مسؤولية الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحجرها على أشخاص قلائل.
والنتيجة:
تفشي الأوباء النفسية والأعراض السلوكية الخطيرة بداعي هذا التملص اللا مسؤول.
# إذن أمانة التذكير على عاتق كل مسلم بداعي الخطاب الشرعي، بل على عاتق كل إنسان وإن كان كافرا بداعي الخطاب الوضعي، بل على عاتق العاصي، وإن كان في وقت ممارسته للمعصية مع صحبه، فهو مسؤول أمام الحكم العدل -جل جلاله- عن أمرين؛ لماذا عصيت؟، ولماذا لم تنصح من عصى؟. وبالتالي ينتظره عقابان لا عقاب واحد كما يُظن. إخوتي في الله، ما ذكرته كان على سبيل النصح الفردي (غالبا)، وأما النصح الجماعي (الغالب) لا يتصدر منبره إلا الشخص المناسب ((خلقا و علما)) وهو الذي بدأ بنفسه أولا ونهاها عن غيها فكانت أخلاقه ألسنٌ ناطقة عن مبادئه، وكذا يكون صاحب مهارة علمية وعقلية يستطيع بها الإقناع والمناظرة، وهذا لا يتأتى إلا بتدريب وتهيئة مدروسة من قبل المؤسسة التي تنشئ هذه الطائفة من الدعاة.
# إذن أمانة التذكير على عاتق كل مسلم بداعي الخطاب الشرعي، بل على عاتق كل إنسان وإن كان كافرا بداعي الخطاب الوضعي، بل على عاتق العاصي، وإن كان في وقت ممارسته للمعصية مع صحبه، فهو مسؤول أمام الحكم العدل -جل جلاله- عن أمرين؛ لماذا عصيت؟، ولماذا لم تنصح من عصى؟. وبالتالي ينتظره عقابان لا عقاب واحد كما يُظن. إخوتي في الله، ما ذكرته كان على سبيل النصح الفردي (غالبا)، وأما النصح الجماعي (الغالب) لا يتصدر منبره إلا الشخص المناسب ((خلقا و علما)) وهو الذي بدأ بنفسه أولا ونهاها عن غيها فكانت أخلاقه ألسنٌ ناطقة عن مبادئه، وكذا يكون صاحب مهارة علمية وعقلية يستطيع بها الإقناع والمناظرة، وهذا لا يتأتى إلا بتدريب وتهيئة مدروسة من قبل المؤسسة التي تنشئ هذه الطائفة من الدعاة.
# إن التدريس والإلقاء والتحدث والخطابة وأسلوب النصح بات فن يعلم بقواعد وأسس مدروسة بدراسات متعاقبة حتى أنضجت معالمه للطالبين فكان حكمة وموعظة حسنة بحق، وأما العشوائية فلا تولد إلا فوضى، وكذا أسلوب (اشربي وإلا العصى) لا تولد إلا ضمأى.
# فلنصحح مسارنا إلى الأفضل فالله مبتلينا بأينا أحسن عملا في الحياة.
# وعلينا بالصبر فما هي إلا (سويعات صبر يعقبها خلود نصر) بحول الله وقوته الذي وعد عباده بالاستخلاف الرباني ما أحسنوا. والله ولي التوفيق.
أبوعبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
مقال رائع..
ردحذف