حديث الإثنين | الحلقة 130 (البصّار الجديد):
لم تكد العقول تتطهر من زيغ الكهنة المغرضين للدين حتى يأتي مشوشون جدد يستغلون ضعف الناس، وجهلهم، فاستخفوا هوانهم بهوان أنكل مما هم عليه من أمراض نفسية أو جسدية أو سمها ما شئت من أوهام وقرت في مخيلتهم بوساوس شيطانية فاستوطنتها أذهانهم أنها حقائق يقينية.
ولم تكن غايات هؤلاء متسلطة على تشويه العقيدة فحسب كما كان أسلافهم، وإنما طالت لتنال أعراض الناس وأموالهم وقناعاتهم، بل الأنكل من ذلك أنهم تستروا بستار الدين ليقضوا به مآربهم من أوسع نافذة يطلون من خلالها على أفئدة الناس، وهذا لعمر الله هو أسوأ أنواع الرياء وهو استغلال الدين لأجل أغراض أخرى.
ولم أكن بحديثي هذا لأنقل لك أيها القارئ الحصيف مما توارد علي من أخبار الناس ولكني أنقله إليك مما رأته عيناي التي سؤسأل عنها ذات يوم فيما رأت؟، وهي أمانة وجب علي التحذير عنها، وإنه ليحزنني أن بعض المتأثرين بهم سيقرؤن مقالي وربما سيأخذون علي مأخذا وهو أمر -نعم- يعز على نفسي غير أنني أقدم غيرتي على الدين وأقدم تحذيري للناس من مغبة الوقوع في شَرَك أشباحهم المضلة وأوهامهم الخاطئة، ولعلهم يرجعون إلى رشدهم وصوابهم. فقبل مدة ليست بقريبة حاول أحد رفاقي إقناعي بالمشاركة في جلسة أذكار يتجمع فيها بعض رفاقه بمعية أحد مشايخهم -كما يزعم- وأقنعني أن الأمر كله أذكار في أذكار، فقلت في نفسي هي تجربة لا بأس بمعاينتها. وعندما دخلنا عليهم وكنت أتصور أن الحاضرين أصحاب التزام ديني كما كنا نعهدهم، وأن الشيخ الذي يتحلقون حوله صاحب لحية مهابة وعمامة بيضاء و وقار، فإذا بهم مجموعة شباب لا لهم وصف بذلك أبدا، ثم بعد الجلوس سمعتهم ينادون واحدا فيهم بالشيخ وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره فعرفت أنه الشيخ المزعوم. وقبل بدء جلسة الذكر أمر شيخهم بأن يقرأوا آية الكرسي، فقرأناها ثم أمر بقراءة المعوذات ففعلنا، ثم أمر بشيء عجيب وهو أن يستحضر كل واحد في قلبه الشيخ فلان (وهو رجل من دولة إفريقية هو من علمهم هذا) وكانوا قد استأذنوه لأجل إقامة هذه الجلسة، وأظن أني همست لصاحبي ما هذا فأشر إلي بعدم المناقشة. وقد أعدوا صبورة وضعواها على الأرض وكتبوا عليها طلاسم في جدول و وسطها وضع شيخهم خاتمه، وكان الذكر الذي قرره هو تكرار اسم الجلالة( يا لطيف) وعدد تكراره مئة ألف أو يزيدون، وهذا العدد مقسم على الحاضرين فكان من سهمي يزيد على 10 آلآف… والخوف من من أن تتساقط شدغاننا من هذا العدد. ثم بدأنا الذكر وأطفئت الأنوار وعم الصمت وأمسك كل بمسباحه وأنفلت الألسن وحرت الأنفس، وديست فرامل المسابيح ثم ما لبثنا دقائق معدودة إلا وانتهى شيخهم من ذكره وكان له نصيب الأسد من الأعداد، تفاجأت كيف ابتلعها بهذه السرعة، ولكنهم أخبروني أنه من الأسرار الروحانية التي بلغها، ثم بدأوا يقاسمونه نصيبهم هذا يعطيه كذا ألف والآخر كذا ألف.. وهو كالأفعى الجائعة يلتهم الذكر في دقائق معدودة حتى انتهينا، وبدأ كل واحد يذكر أنه رأى كذا من النور على شكل بروق، فخفت أن يسألوني لأني لم أر إلا شحنات ملابسهم تبرق، و بدأوا يستفتون الشيخ في أمور شريعتهم هذه وهو يجيب بكل ثقة وهم مطأطئو رؤسهم مذعنين، حتى أنه أحدهم سأله بأنه وجد شيئا كالبودرة على جسده في جلسة ذكر، فأجابه العّلامة بأن ذلك(مدد)، فقام جميع الحضور يهنئونه، ولكني لا أستبعد أن ذلك بقايا من بودرة حلّاق. ثم جلب العشاء الشهي وبدأت مغاريف أياديهم تنهش الأرز وكأن بينهم وبينه ثأر الأجداد، وكان شيخهم كلما انتهت صلصة المانجا لديه أشار لهم بالزيادة وكان أحيانا يوهمهم بأنني أنا الذي طلبتها فيلتهمها قبل أن تصل إليها يدي(سنوقية + سموجية).
ولما خرجنا نتماوج من الأكل اكتشفت أن بعضهم لم يؤدوا صلاة العشاء إلى ساعة متأخرة ثم صلوها بدون جماعة فقدموا النفل على الفرض. ثم حدث عطل بسيط بكهرباء منزل الشخص الذي أضافنا… ففسروها أنه من جراء حرارة الأذكار... أو المدد، ثم اختلى بي شيخهم ليخبرني أمرا وكان ما أخبرني به هو أمور شخصية قد تحدث لأي شخص، وكان قصده استعراض قدراته في علم الأسرار الذي يتمتع بها. فاستوضحت ذلك من رفيقي بعدها فأجابني أن شيخه يملك (روحانيا) يخبره بما خفي، فما هذا الروحاني؟، أجاب: أنه مخلوق بين منزلتي الملئكة والجان. فاللهم علمنا ما لم نعلم وفهمنا ما لم نفهم. سأكمل في حلقة قادمة لتحليل كل ذلك وما يجري حوله.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
لم تكد العقول تتطهر من زيغ الكهنة المغرضين للدين حتى يأتي مشوشون جدد يستغلون ضعف الناس، وجهلهم، فاستخفوا هوانهم بهوان أنكل مما هم عليه من أمراض نفسية أو جسدية أو سمها ما شئت من أوهام وقرت في مخيلتهم بوساوس شيطانية فاستوطنتها أذهانهم أنها حقائق يقينية.
ولم تكن غايات هؤلاء متسلطة على تشويه العقيدة فحسب كما كان أسلافهم، وإنما طالت لتنال أعراض الناس وأموالهم وقناعاتهم، بل الأنكل من ذلك أنهم تستروا بستار الدين ليقضوا به مآربهم من أوسع نافذة يطلون من خلالها على أفئدة الناس، وهذا لعمر الله هو أسوأ أنواع الرياء وهو استغلال الدين لأجل أغراض أخرى.
ولم أكن بحديثي هذا لأنقل لك أيها القارئ الحصيف مما توارد علي من أخبار الناس ولكني أنقله إليك مما رأته عيناي التي سؤسأل عنها ذات يوم فيما رأت؟، وهي أمانة وجب علي التحذير عنها، وإنه ليحزنني أن بعض المتأثرين بهم سيقرؤن مقالي وربما سيأخذون علي مأخذا وهو أمر -نعم- يعز على نفسي غير أنني أقدم غيرتي على الدين وأقدم تحذيري للناس من مغبة الوقوع في شَرَك أشباحهم المضلة وأوهامهم الخاطئة، ولعلهم يرجعون إلى رشدهم وصوابهم. فقبل مدة ليست بقريبة حاول أحد رفاقي إقناعي بالمشاركة في جلسة أذكار يتجمع فيها بعض رفاقه بمعية أحد مشايخهم -كما يزعم- وأقنعني أن الأمر كله أذكار في أذكار، فقلت في نفسي هي تجربة لا بأس بمعاينتها. وعندما دخلنا عليهم وكنت أتصور أن الحاضرين أصحاب التزام ديني كما كنا نعهدهم، وأن الشيخ الذي يتحلقون حوله صاحب لحية مهابة وعمامة بيضاء و وقار، فإذا بهم مجموعة شباب لا لهم وصف بذلك أبدا، ثم بعد الجلوس سمعتهم ينادون واحدا فيهم بالشيخ وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره فعرفت أنه الشيخ المزعوم. وقبل بدء جلسة الذكر أمر شيخهم بأن يقرأوا آية الكرسي، فقرأناها ثم أمر بقراءة المعوذات ففعلنا، ثم أمر بشيء عجيب وهو أن يستحضر كل واحد في قلبه الشيخ فلان (وهو رجل من دولة إفريقية هو من علمهم هذا) وكانوا قد استأذنوه لأجل إقامة هذه الجلسة، وأظن أني همست لصاحبي ما هذا فأشر إلي بعدم المناقشة. وقد أعدوا صبورة وضعواها على الأرض وكتبوا عليها طلاسم في جدول و وسطها وضع شيخهم خاتمه، وكان الذكر الذي قرره هو تكرار اسم الجلالة( يا لطيف) وعدد تكراره مئة ألف أو يزيدون، وهذا العدد مقسم على الحاضرين فكان من سهمي يزيد على 10 آلآف… والخوف من من أن تتساقط شدغاننا من هذا العدد. ثم بدأنا الذكر وأطفئت الأنوار وعم الصمت وأمسك كل بمسباحه وأنفلت الألسن وحرت الأنفس، وديست فرامل المسابيح ثم ما لبثنا دقائق معدودة إلا وانتهى شيخهم من ذكره وكان له نصيب الأسد من الأعداد، تفاجأت كيف ابتلعها بهذه السرعة، ولكنهم أخبروني أنه من الأسرار الروحانية التي بلغها، ثم بدأوا يقاسمونه نصيبهم هذا يعطيه كذا ألف والآخر كذا ألف.. وهو كالأفعى الجائعة يلتهم الذكر في دقائق معدودة حتى انتهينا، وبدأ كل واحد يذكر أنه رأى كذا من النور على شكل بروق، فخفت أن يسألوني لأني لم أر إلا شحنات ملابسهم تبرق، و بدأوا يستفتون الشيخ في أمور شريعتهم هذه وهو يجيب بكل ثقة وهم مطأطئو رؤسهم مذعنين، حتى أنه أحدهم سأله بأنه وجد شيئا كالبودرة على جسده في جلسة ذكر، فأجابه العّلامة بأن ذلك(مدد)، فقام جميع الحضور يهنئونه، ولكني لا أستبعد أن ذلك بقايا من بودرة حلّاق. ثم جلب العشاء الشهي وبدأت مغاريف أياديهم تنهش الأرز وكأن بينهم وبينه ثأر الأجداد، وكان شيخهم كلما انتهت صلصة المانجا لديه أشار لهم بالزيادة وكان أحيانا يوهمهم بأنني أنا الذي طلبتها فيلتهمها قبل أن تصل إليها يدي(سنوقية + سموجية).
ولما خرجنا نتماوج من الأكل اكتشفت أن بعضهم لم يؤدوا صلاة العشاء إلى ساعة متأخرة ثم صلوها بدون جماعة فقدموا النفل على الفرض. ثم حدث عطل بسيط بكهرباء منزل الشخص الذي أضافنا… ففسروها أنه من جراء حرارة الأذكار... أو المدد، ثم اختلى بي شيخهم ليخبرني أمرا وكان ما أخبرني به هو أمور شخصية قد تحدث لأي شخص، وكان قصده استعراض قدراته في علم الأسرار الذي يتمتع بها. فاستوضحت ذلك من رفيقي بعدها فأجابني أن شيخه يملك (روحانيا) يخبره بما خفي، فما هذا الروحاني؟، أجاب: أنه مخلوق بين منزلتي الملئكة والجان. فاللهم علمنا ما لم نعلم وفهمنا ما لم نفهم. سأكمل في حلقة قادمة لتحليل كل ذلك وما يجري حوله.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
لمتابعة
حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية
(إِنَّا
سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ *
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ
وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)
0 coment�rios: