حديث الإثنين | الحلقة 129 (أيام خلتْ بين المضحك والمبكي… المُغَيَّب)
المُغَيَّب هو الشخص الذي يوهم عنه أنه ما زال حيّا بعدما شاع موته، وهذه الوهم ﻻ نجده في بلداننا فحسب وإنما ثقافته متداولة عند الكثير من الشعوب حتى تلك التي تدعي التطور العلمي، فيسمونه "زومبي"، حتى أنهم صنعوا من تلك الأوهام روايات وأفﻻم في الدراجيدا المرعبة يتكسبون منها المﻻيين.
# قالوا: أن المغيب شخص مسحور ولم يمت وأما الذي غسلوه وكفنوه ودفنوه فهو عبارة عن جذع نخلة 《قيعلة》أو صرمة موز《قعو》لكن الساحر خيله لهم أنه هو... لكن السحرة يتلاعبون بأعين الناس ليسترهبوهم كما جاء في الكتاب العزيز، فكيف لهم أن يتلاعبوا بحاسة اللمس؟ هذا شيء عجيب!.
وأذكر أن السنوات والتي قبل 15 سنة تقريبا من اﻵن كانت هذه اﻷوهام والخرافات متفشية في أذهان الناس حتى كاد لم يمت أحد إﻻ يقال أنه مسحور وهو مستعبد عند من سحره ثم تأتي الروايات أنه وجد في مكان كذا، ساعة كذا ...، ويبات أهل الميت في مصابين مصاب الفقد ومصاب الخوف والهلع والقلق عن مصير فقيدهم.
ويستغل ذلك طبالو الدجل وهم أصحاب بيوت الزار ليعقدوا صفقاتهم مستغلين حال بعض أهل الميت المتأثرين بأن يعمل لهم جلسة زار لعلهم يبلغون مشفاهم وما هم ببالغيه، وكل ذلك من تفشي ثقافة السحر فكانت السماء التي تظل الناس واﻷرض التي تقلهم، خضعت العقول برهة لا بأس بها من الزمن لأصحاب الدجل، وهيمن حفنة ممن يدعون السحر على عقائد الناس وحالهم ومستقبلهم، وكاد ﻻ يصاب أحدهم بحمى أو بزكام ... إﻻ قالوا فيه مسّ من جان، أو نفثة من شيطان، أو عقدة من ساحر، وأهل الزار عليهم بالمرصاد (ولا تكاد تخلوا منطقة من غرفة زار) فيتقاضون من زبونهم كذا من المبالغ فضﻻ عن تكاليف ليلة الزار من مأكوﻻت، و وصايا الشياطين من القرابين، ومنه (التيسح اﻷحول و الديك اﻷشول...) ويذبح ذلك على نصب الشرك والعياذ بالله.
# وظهرت مصطلحات أضفت شيئا من التمكن المفرط ومنها: 《المُغَلْغَل》وهو كما يوهمون "عفريت" مقيد بسﻻسل يقطن في مكان مجهول ويظهر ليﻻ، ومنها《الروع》وهو جني يروع المسافرين ويرميهم بالحصى ويصدر أصواتا مخيفة، ومنها《ضبعة الساحر》 التي يركبها بعكس اتجاهها، والساحرة لها ضبع ذكر.. ثقافة محنكة بزنبق الجهل يحار لها إبليس نفسه.
وكلها عادات مربكة للحقائق، موغلة في الجهل ليس لها بالعقل مد ولا بالمنطق صلة، ناهيك عن الدين الحنيف، العلم الرديف.
وفي جلسات الزار - وما أدراك ما جلسات الزار، ثم ما أدراك ما جلسات الزار؟! - طقوس تنفض ما بقي من ذرة عقل حيث تجتمع شياطين اﻹنس والجن بمهرجان صاخب، كل يدلو بدلوه فيوهمون المغفلين أمثالهم بأكل الجمر والمشي عليه وكل ألاعيب غوغائية بالعيون، ناهيك عن الاختﻻط بين الجنسين الذي يصل إلى ارتكاب الفواحش في بعض المناطق الخصبة بأضغاث جهلهم. وفي سنة من السنوات الغبراء استغل أهل بلدة وهم المغيب لمكاسب اقتصادية، بعدما شقت الحكومة طريقا تمر على جبل يستغنى بها عن طريق بلدتهم القديم، فرأى أهل تلك البلد أن سوقهم يصاب بالذبول بعد تجنب المسافرين طريق سوقهم، فأشاعوا باكتشاف كهف في الجبل به مغايبة كثر، وأن الشرطة أخذوهم إلى مشفى الأمراض العقلية، فصدق الناس ذلك وذهب الكثير منهم ليسألوا عن موتاهم لعلهم يجدوا بعضهم… وأشاعوا أن كبير السحرة يتوعد المارين بتلك الطريق برصد شباك سحره ليصطاد آخرين... فتفكروا إلى أين وصل الحال العجيب هذا؟ وكلها لعمر الله عقائد فاسدة تهوي بصاحبها في مضيق الشرك و مهاوي الفزع وظلام اليأس.
# ولكن ولله الحمد تكشفت ظلم الجهل بنور العلم حتى انغمس أكثر تلك الأوهام في زئبق النسيان، وإن كان بعضها ما زال يرفرف في بعض المناطق الظامئة للهداية، بل بدأ ضلال بعضه يتكور من جديد ليبعث للناس خرافة أخرى لعلنا نجد لها متنفسا في حديثنا القادم.
# قالوا: أن المغيب شخص مسحور ولم يمت وأما الذي غسلوه وكفنوه ودفنوه فهو عبارة عن جذع نخلة 《قيعلة》أو صرمة موز《قعو》لكن الساحر خيله لهم أنه هو... لكن السحرة يتلاعبون بأعين الناس ليسترهبوهم كما جاء في الكتاب العزيز، فكيف لهم أن يتلاعبوا بحاسة اللمس؟ هذا شيء عجيب!.
وأذكر أن السنوات والتي قبل 15 سنة تقريبا من اﻵن كانت هذه اﻷوهام والخرافات متفشية في أذهان الناس حتى كاد لم يمت أحد إﻻ يقال أنه مسحور وهو مستعبد عند من سحره ثم تأتي الروايات أنه وجد في مكان كذا، ساعة كذا ...، ويبات أهل الميت في مصابين مصاب الفقد ومصاب الخوف والهلع والقلق عن مصير فقيدهم.
ويستغل ذلك طبالو الدجل وهم أصحاب بيوت الزار ليعقدوا صفقاتهم مستغلين حال بعض أهل الميت المتأثرين بأن يعمل لهم جلسة زار لعلهم يبلغون مشفاهم وما هم ببالغيه، وكل ذلك من تفشي ثقافة السحر فكانت السماء التي تظل الناس واﻷرض التي تقلهم، خضعت العقول برهة لا بأس بها من الزمن لأصحاب الدجل، وهيمن حفنة ممن يدعون السحر على عقائد الناس وحالهم ومستقبلهم، وكاد ﻻ يصاب أحدهم بحمى أو بزكام ... إﻻ قالوا فيه مسّ من جان، أو نفثة من شيطان، أو عقدة من ساحر، وأهل الزار عليهم بالمرصاد (ولا تكاد تخلوا منطقة من غرفة زار) فيتقاضون من زبونهم كذا من المبالغ فضﻻ عن تكاليف ليلة الزار من مأكوﻻت، و وصايا الشياطين من القرابين، ومنه (التيسح اﻷحول و الديك اﻷشول...) ويذبح ذلك على نصب الشرك والعياذ بالله.
# وظهرت مصطلحات أضفت شيئا من التمكن المفرط ومنها: 《المُغَلْغَل》وهو كما يوهمون "عفريت" مقيد بسﻻسل يقطن في مكان مجهول ويظهر ليﻻ، ومنها《الروع》وهو جني يروع المسافرين ويرميهم بالحصى ويصدر أصواتا مخيفة، ومنها《ضبعة الساحر》 التي يركبها بعكس اتجاهها، والساحرة لها ضبع ذكر.. ثقافة محنكة بزنبق الجهل يحار لها إبليس نفسه.
وكلها عادات مربكة للحقائق، موغلة في الجهل ليس لها بالعقل مد ولا بالمنطق صلة، ناهيك عن الدين الحنيف، العلم الرديف.
وفي جلسات الزار - وما أدراك ما جلسات الزار، ثم ما أدراك ما جلسات الزار؟! - طقوس تنفض ما بقي من ذرة عقل حيث تجتمع شياطين اﻹنس والجن بمهرجان صاخب، كل يدلو بدلوه فيوهمون المغفلين أمثالهم بأكل الجمر والمشي عليه وكل ألاعيب غوغائية بالعيون، ناهيك عن الاختﻻط بين الجنسين الذي يصل إلى ارتكاب الفواحش في بعض المناطق الخصبة بأضغاث جهلهم. وفي سنة من السنوات الغبراء استغل أهل بلدة وهم المغيب لمكاسب اقتصادية، بعدما شقت الحكومة طريقا تمر على جبل يستغنى بها عن طريق بلدتهم القديم، فرأى أهل تلك البلد أن سوقهم يصاب بالذبول بعد تجنب المسافرين طريق سوقهم، فأشاعوا باكتشاف كهف في الجبل به مغايبة كثر، وأن الشرطة أخذوهم إلى مشفى الأمراض العقلية، فصدق الناس ذلك وذهب الكثير منهم ليسألوا عن موتاهم لعلهم يجدوا بعضهم… وأشاعوا أن كبير السحرة يتوعد المارين بتلك الطريق برصد شباك سحره ليصطاد آخرين... فتفكروا إلى أين وصل الحال العجيب هذا؟ وكلها لعمر الله عقائد فاسدة تهوي بصاحبها في مضيق الشرك و مهاوي الفزع وظلام اليأس.
# ولكن ولله الحمد تكشفت ظلم الجهل بنور العلم حتى انغمس أكثر تلك الأوهام في زئبق النسيان، وإن كان بعضها ما زال يرفرف في بعض المناطق الظامئة للهداية، بل بدأ ضلال بعضه يتكور من جديد ليبعث للناس خرافة أخرى لعلنا نجد لها متنفسا في حديثنا القادم.
اللهم نعوذ بك من الوهم والجهل بعد الإيمان والعلم.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
لمتابعة
حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية
(إِنَّا
سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ *
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ
وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)
0 coment�rios: