حديث الإثنين | الحلقة 131 (طرق معرفة البصّار):
لم يكن حديثنا في هذه الحلقة والحلقة الماضية يخص علماءنا المعروفين بعلم الأسرار من أهل التقوى والورع والعلم الرباني الصحيح كالعلامة سعيد بن خلفان الخليلي والعلامة أبو مسلم البهلاني والعلامة خميس بن جاعد الخروصي وغيرهم، ولا يمت لهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد، وإنما يتسلط ضوؤه على طائفة أخرى ضالة مضلة تحاول تقليدهم أو السطو على علم السلوك وهم منه بمنأى لا يفرقون بين المشرق والمغرب إن كان ثمت مقارنة، فهؤلاء ليس لهم قاعدة إيمانية فقهية ولا تقوى، والإيمان والفقه والتقوى هما العمد الذي يتكئ عليه القاصد، وهؤلاء من ذلك خواء.
ولم أكن لأشهر حالهم لولا اشتهارهم و خطورة ما هم عليه و بداية تفشي حالهم في المجتمع المسلم، وانحراف بعض الشباب بسببهم عن جادة الصواب، و وقوع نساء في شباكهم العفنة.
تعرفت على أحد أعمدتهم وهو يحاول أن يكبر نفسه في عيني كلما التقينا ومما قاله أنه رأى في منامه أن رسول الله ألبسه عمامته فأخفيتها في نفسي ولم أبدها له وقلت أنت شر مكانا والله أعلم بما تصف به نفسك، وفي مرة تهاوشت معه بشدة لأنه لم يتورع عن فعل استنكرته عليه حتى افترقنا...فهذا حال من تولى كبرهم فما حال من دونه.
ولم اكتف بذلك فحاولت انتشال رفيقي عنهم ومناقشتهم عن طريقه في أمورهم المستنكرة، وقد خلصت من أفعالهم خلاصة أبينها لكم لتتخلصوا من شرهم وهي في النقاط الآتية:
1.نيتهم: لا تخلو من شرك، فمنهم من يريد التسلط، ومنهم من يريد الشهرة والتكبر، ومنهم من يريد كسب المال للعلاج، سألت أحدهم لماذا تأخذ مبالغا كبيرة على علاجك( وأقول علاج تجوزا)، فأجاب وهو يحك مؤخرة رأسه ويبتسم في خلسة: لأن الديزل غالي.
2.ذكرهم: الذكر إما يكون باللسان دون القلب وهذا لا فائدة منه، وإما باللسان مع حضور القلب وهذا أفضل، والأفضل منهما هو الذكر مع الشعور بمحبة الله وقربه، وهؤلاء لم يتجاوزوا الأولى، بل نزلوا لأقل منها، فيأتي الواحد بمسابيح طويلة ويفرها وهو يذكر على أنه اختصر عددا كبيرا في ذكره.
3.قصدهم من الذكر: لأجل الحصول على "روحاني"، ولأجل رؤية الكرامات والأنوار… وكل ذلك شرك والعياذ بالله، فعبادة الله لا تزاحم بهذه النوايا وغيرها، فلا بد أن تكون خالصة لله وحده... {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء… وذلك دين القيمة}.
4.الروحاني: سألتهم ماذا يقصدون به، فأجابوا أنه خلق بين الجن والملائكة، فأجبتهم أنه لم يذكر في القرآن غير الجن والإنس والملائكة، فمن أين لكم هذا العلم الغيبي؟، فأجابوا: أنه مذكور في القرآن من قوله تعالى: {تنزل الملائكة والروح}، فقلت ذلك جبريل لقوله تعالى{ نزل به الروح الأمين}. لكني اكتشفت أن الذي يعنونه هو مجرد (جني)، فمال هؤلاء المغفلون بذلك؟ !.
5.يستعينون بجنيهم في كشف أشياء يبهرون بها أتباعهم ومرضاهم ويستقطبون به آخرون، ويدّعون بذلك أنهم يعلمون الغيب، ولا يعلم الغيب إلا الله بل يدّعون أنهم يعلمون ما تكنه الصدور، ولا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور إلا الله، والقرآن صريح بذلك، فمال هؤلاء ينازعون الله في ملكه وصفاته كذبا وافتراء؟!...ولا هم ولا جنهم يعلمون من الغيب شيئا، فلو كان الجن يعلمون الغيب لعلموا بموت نبي الله سليمان غير أن دابة الأرض دلتهم بأكل منسأته فكانت دابة الأرض أقوى من الجن.
6.وانظروا إلى الأقبح من ذلك… سألتهم لم تستحضرون شيخكم قبل بدء الذكر ولم تستأذنونه رغم أن الذكر لا يحتاج استئذان من أحد… (وشيخهم من دولة إفريقية)، فأجابوا: لكي يحمينا من تعرض الشياطين، قلت: سبحان الله! وهل يحميكم غير الله؟، وشيخكم هذا أحوج منكم لحماية الله، ثم سألتهم كيف يحميكم؟، فأجابوا جوابا كاد يقتلني غمّا: أن شيخهم يرسل ملائكة يحموهم... أظن بهذا تكون الصورة واضحة فهم يؤلّهون شيخهم والعياذ بالله.
7.وتوجد في معالجيهم أخلاق فاسقة، فلا يتورعون عن ملامسة النساء أثناء القراءة عليهن، وفيهم علامات النفاق كالكذب وإخلاف الوعد، ويهتمون بنافلة الذكر أكثر من الفرائض، فلا جماعة ولا صلاة فجر ولا ورع .
🔷 وبالجملة فإني أحذر من مغبة هؤلاء المضلين، وأحذر من فخاخهم المضللة وأتأسف كل الأسف على من يطلبون علاجا منهم، وكيف تطفؤ النار نارا واقدة إلا زادتها اشتعالا؟! هذا وقد حذر منهم المشايخ كالدكتور كهلان...وما ذكرت عنهم إلا بعضا مما هم عليه وأعرضت عن بعض،
والله المستعان.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
لمتابعة حلقات حديث الانثين على مدونة الأبجدية
http://www.alabjadiah.net/search/label/حديث%20الاثنين?m=0
(إِنَّا
سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ *
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ
وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)
0 coment�rios: