#حديث_الإثنين | الحلقة 127 (السرطان المستطر):
لقد تفشت في المجتمعات المسلمة فاحشة الزنى، وهي كبيرة موبقة تحمل المقت والقتل، و صفها الله تعالى بالفاحشة؛ وتعني الخروج عن المألوف الفطري السليم، وذكرت في القرآن بين آيتين ذكر فيهما القتل من سورة الإسراء، بين قوله تعالى:{ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق}، و{ولا تقتلوا النفس التي حرم الله}؛ أي أن هذه الفاحشة مؤداها إلى القتل، وهو قتل الحياء أولا، وقتل إنسانية ولد الزنى فينعت بالحرام طول عمره، وقتل أسرة مرتكب الزنى وإبادة قبيلتها بالفضيحة المخزية أمام الناس، والتنكيل بصمعة البلد التي تتفشى فيها>>
إذن القضية أكبر مما يتصوره شراذمة الفحش، فالقضية قضية مجتمع ودولة، و عاقبتها عقاب جماعي من الجبار المنتقم، ولست هنا أخاطب من ترذلت فيهم هذه الموبقة، الذين وصل بهم الحال أن يقودوا على أخواتهم وزوجاتهم، وباتت لهم مستنقعاتهم الموحلة، وتجمعاتهم فرادى وزرافات، إنما الخطاب موجه إلى الناس مجتمعهم وحكومتهم، إذ لا يجدي السكوت على هذه الموبقة بعدم النصح والاستنكار، وفرض العقوبات، و القوانين والإجراءات للحد من استطارها، وكأن لسان الحال متستر عليها أو مقر لها، فهل ينظرون إلا زلازل وبراكين وأعاصير تقصف بصالحهم قبل ساكتهم قبل فاسدهم، وما حال تسونامي جزيرة سومطرا ببعيد، وقد وصلت منه صخرة في شواطئ الجنوب تزن 160 طنا رمت بها أمواج النقمة إلى آلاف الكيلو مترات.
اتصل صاحب عمارة تقطنها طالبات بإحدى تناكر البالوعات لشفط بالوعة العمارة، لكن أنبوب الشفط توقف فجأة وانسد، وبعدما أُخرج وجدوا مفاجأة مهولة، أن الذي سده جثة جنين مجهوض، ثم أبلغوا الشرطة فوجدوا ما هو أكبر من ذلك… وجدوا عدة جثث لأجنة أجهضت في تلك البالوعة، فتفكروا إلى أي حدّ وصل الفساد، زنى ثم إجهاض والإجهاض قتل متعمد، وهما من أشنع الكبائر والعياذ بالله.
إن هذا الفساد المتسارع والمنتشر إن لم نقف جميعا في وجهه سيأتي زمن ليس ببعيد لا نستطيع السيطرة عليه ولا على نتائجه التي تضرب البلد في اقتصادها وأمنها، أما من ناحية الاقتصاد ستنفق المليارات من الأموال لمعالجة أمراض هذه الموبقة، وتكون الفئة المصابة فئة الشباب، والشباب هم وقود الاقتصاد و الأمن، ولئن كان وقود الاقتصاد منخر، وفي نفس الوقت هو من يستنزف مخزون الدولة في علاجه… تكون النتيجة الاضمحلال، فهل تعتمد الدول الإسلامية على أيادي أجنبية بديلة؟ لا خيار، وتلك الأيادي الأجنبية ستطالب بعد عقود من توطنها بشغل مناصب قيادية ستتحكم بمستقبل البلدان على إملاءات أوطانها الأم.
هذا الأمر يهم الجميع والكل مسؤول عنه ولا يعذر أحد مهما بلغت معذرته فهو متعلق بالدين و الأخلاق والمجتمع والدولة و المستقبل والأمن والشباب والاقتصاد والحياة برمتها. والله المستعان.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
لقد تفشت في المجتمعات المسلمة فاحشة الزنى، وهي كبيرة موبقة تحمل المقت والقتل، و صفها الله تعالى بالفاحشة؛ وتعني الخروج عن المألوف الفطري السليم، وذكرت في القرآن بين آيتين ذكر فيهما القتل من سورة الإسراء، بين قوله تعالى:{ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق}، و{ولا تقتلوا النفس التي حرم الله}؛ أي أن هذه الفاحشة مؤداها إلى القتل، وهو قتل الحياء أولا، وقتل إنسانية ولد الزنى فينعت بالحرام طول عمره، وقتل أسرة مرتكب الزنى وإبادة قبيلتها بالفضيحة المخزية أمام الناس، والتنكيل بصمعة البلد التي تتفشى فيها>>
إذن القضية أكبر مما يتصوره شراذمة الفحش، فالقضية قضية مجتمع ودولة، و عاقبتها عقاب جماعي من الجبار المنتقم، ولست هنا أخاطب من ترذلت فيهم هذه الموبقة، الذين وصل بهم الحال أن يقودوا على أخواتهم وزوجاتهم، وباتت لهم مستنقعاتهم الموحلة، وتجمعاتهم فرادى وزرافات، إنما الخطاب موجه إلى الناس مجتمعهم وحكومتهم، إذ لا يجدي السكوت على هذه الموبقة بعدم النصح والاستنكار، وفرض العقوبات، و القوانين والإجراءات للحد من استطارها، وكأن لسان الحال متستر عليها أو مقر لها، فهل ينظرون إلا زلازل وبراكين وأعاصير تقصف بصالحهم قبل ساكتهم قبل فاسدهم، وما حال تسونامي جزيرة سومطرا ببعيد، وقد وصلت منه صخرة في شواطئ الجنوب تزن 160 طنا رمت بها أمواج النقمة إلى آلاف الكيلو مترات.
اتصل صاحب عمارة تقطنها طالبات بإحدى تناكر البالوعات لشفط بالوعة العمارة، لكن أنبوب الشفط توقف فجأة وانسد، وبعدما أُخرج وجدوا مفاجأة مهولة، أن الذي سده جثة جنين مجهوض، ثم أبلغوا الشرطة فوجدوا ما هو أكبر من ذلك… وجدوا عدة جثث لأجنة أجهضت في تلك البالوعة، فتفكروا إلى أي حدّ وصل الفساد، زنى ثم إجهاض والإجهاض قتل متعمد، وهما من أشنع الكبائر والعياذ بالله.
إن هذا الفساد المتسارع والمنتشر إن لم نقف جميعا في وجهه سيأتي زمن ليس ببعيد لا نستطيع السيطرة عليه ولا على نتائجه التي تضرب البلد في اقتصادها وأمنها، أما من ناحية الاقتصاد ستنفق المليارات من الأموال لمعالجة أمراض هذه الموبقة، وتكون الفئة المصابة فئة الشباب، والشباب هم وقود الاقتصاد و الأمن، ولئن كان وقود الاقتصاد منخر، وفي نفس الوقت هو من يستنزف مخزون الدولة في علاجه… تكون النتيجة الاضمحلال، فهل تعتمد الدول الإسلامية على أيادي أجنبية بديلة؟ لا خيار، وتلك الأيادي الأجنبية ستطالب بعد عقود من توطنها بشغل مناصب قيادية ستتحكم بمستقبل البلدان على إملاءات أوطانها الأم.
هذا الأمر يهم الجميع والكل مسؤول عنه ولا يعذر أحد مهما بلغت معذرته فهو متعلق بالدين و الأخلاق والمجتمع والدولة و المستقبل والأمن والشباب والاقتصاد والحياة برمتها. والله المستعان.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
لمتابعة حلقات حديث الإنثين على مدونة الأبجدية
{إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}
0 coment�rios: