الاثنين، 16 فبراير 2015

الحلقة 71 (الحلية الإسلامية):

أسعد الله صباحكم بكل الخيرات والبركات، (الحِليةُ الإسلامية) هو عنوان حلقتنا لهذا الأسبوع في عددها 71،؛ حلية اﻷخلاق اﻹسلامية هي التسامح، وهي السلوك العام الذي نتعامل به مع المسلمين وغيرهم "كأهل الذمة" كما يسمون في التراث الفقهي أو كما نسميهم "اﻷجانب" في بلداننا وهم العاملون أو السياح غير المسلمين. 
فهؤﻻء ﻻ ينطوقون بالشهادتين ولكنهم بحاجة إلى مسح الضبابية فيما بين مورثهم الثقافي الضيق و أفق اﻹسلام السمح الرحب، وهذه الحلقة هي المكملة للحلقتين السابقتين.
الحلقة 71 (الحلية الإسلامية): التسامح حديث الإثنين
الحلقة 71 (الحلية الإسلامية):

1. (سماحة النبي يوسف-عليه السلام):
إننا نستلهم حليتنا الخلقية من منجم اﻷنبياء والصحابة وأهل الفضل، فتسامح النبي يوسف- عليه السلام- يدون نموذجا صلبا، فبعدما شرده إخوته عن أبيه وعن موطنه ﻷكثر من أربعين سنة قد مسح كل ذلك بعد اعتذارهم إليه وﻷبيه وأجابهم :{ﻻ تثريب عليكم} بل دعى لهم ولنفسه بالمغفرة.

2. ( تسامح النبي اﻷعظم-عليه الصلاة والسلام- ):
وأذكر تسامحه مع أهل مكة الذين أجلوه هو وأصحابه، فقال لهم يوم أحاط بهم بقوته الجرارة :( اذهبوا فأنتم الطلقاء)، ولندقق أنه تسامح مع مشركين أغلبهم ﻻ يقربونه بيد أن النبي يوسف تسامح مع إخوته وهم مسلمون. وهذا مما نستدل به على فضل نبينا - صلى الله عليه وسلم - على سائر اﻷنبياء.
3. (سماحة الصديق أبي بكر-رضي الله عنه-): 
بعد حادثة اﻹفك مع مسطح بن أثاثة الذي تقوّل على عِرْضِ ابنته عائشة الطاهرة العفيفة -أم المؤمنين وزوج صاحبه نبي الله- حتى برأها الله -تعالى- بكتابه المقدس، بل أرجع الصديق نفقته لمسطح تلبية لنداء الله ورغبة في مغفرته {... وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}، النور 22.
4. (تسامح أهل عمان):
وهنا نستحضر مديح النبي-عليه الصلاة والسلام- لهم كما جاء في صحيح مسلم: (لو أنك أهل عمان أتيت لما سبوك وما ضربوك)، وهي شهادة فخر و وسام شرف على صدر كل عماني لم يتجرد من عمانيته. وعليه فإن عمان بشعبها وعلمائها وحكومتها ومفكريها  أبو إﻻ نبذ الطائفية والمذهبية، وقننت ذلك في دستورها، حفظاً لدينها وكرامتها وأمنها في الداخل والخارج -والحمد لله- .
ولا مناص للخلاص من التناحر القائم بين المسلمين إﻻ بهذا المسلك السمح الرصين.
5. (بعض حقوق غير المسلمين علينا):
الحماية من الاعتداء الخارجي والظلم الداخلي سواء في أبدانهم ودمائهم أو في أعراضهم أو أموالهم، فمما يروى عن الفاروق عمر -رضي الله عنه- أنه وجد شيخاً يهوديا أنهكته الحياة فأمر بإعفائه من الجزية بل وأمر أن يعطى مرتّباً من مال المسلمين العام.
6. (تنبيه مهم) للموالين ﻷعداء اﻷمة: 
ﻻ يمكنم الجمع بين متناقضين وهما مد يد التسامح لأعدائكم وهم يمدون سكاكينهم في نحوركم فقد قال الله تعالى محذرا :{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم ﻻ يستكبرون}،المائدة 82. 
اللهم اجعل شعارنا التسامح واحفظه من الخسران. 
بقلم/ أبوعبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
يمكنكم المشاركة في الموضوعات ﻻبداء رأيكم
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: