الاثنين، 12 أكتوبر 2015

حديث الإثنين | الحلقة 102 (مساقي الهجرة)

حديث الإثنين | الحلقة 102 (مساقي الهجرة)

للهجرة النبوية أفلاج لا تجف عن ريها ضاحية حياتية كانت أو دعوية أو أخروية،منها: 
1. دعوى الاعتدال حال السراء والضراء:
خروج النبي - عليه الصلاة والسلام- من مكة خروج العزيز الباسل، رغم أنه كان مكرهاً لكنه لم يخنع، ولم يذل، ولم يفقد ثقته بربه، حتى فتح الله عليه مكة، و كان فتحه لها فتح المتواضع الرحيم، فلم يطش به فرح النصر زهواً، ولم يتعاظم تيهاً، وكانت عيشته يوم كان في مكة يلاقي الأذى من سفهاء الأحلام كعيشته يوم أطلت رايته البلاد العربية، وأطلت على ممالك قيصر ناحية تبوك،
>> و كذلك ينبغي أن يكون حال المتأسي به
حديث الإثنين | الحلقة 102 (مساقي الهجرة)

2. اليقين الخالص بأن العاقبة للتقوى:
كل المؤشرات التي قبل الهجرة ترجح بقاصر الرأي أن الدعوة إلى زوال واضمحلال، ولكنها بعد الهجرة المباركة اتجهت للفوز والنصر والسعة.
>> فعلى كل مجاهد في سبيل الله الدعوة الحق أن يثبت في وجه أشياع الباطل، ولا يهن في دفاعهم وتقويم عوجهم، ولا يهوله أن تقبل الأيام عليهم، فيشتد بأسهم، ويجلبوا بخيلهم ورجالهم؛ فقد يكون للباطل جولة، ولأشياعه صولة، ولكن تبقى العاقبة للذين {اتقوا والذين هم محسنون}.

3. المؤمن كالجبل الراسخ في المواقف الحرجة:
بخلاف المتأبط نفاقا؛ فهم سرعان ما يتهاونون عند المخاوف وينهارون عند الشدائد، قال الصديق لصاحبه: والله يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى موقع قدمه لأبصرنا
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم مطمئناً له:{ما ظنّك باثنين الله ثالثهما }. 
فهذا مثل من أمثلة الصدق والثبات، والثقة بالله، والإتكال عليه عند الشدائد، واليقين بأن الله لن يتخلى عنه في تلك الساعات الحرجة، و تلك المنعة الإيمانية أوقدت في صدر أبي بكر الصديق ما يفتح به الفتوح الإسلامية.

بقلم | أبوعبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: