الاثنين، 27 يونيو 2016

ملفان PDF | يوضحان كيفية التوثيق طبقا لنظام جمعية علم النفس الأمريكيةAPA
قبل أن نتطرق إلى روابط تحميل الملفين، سنتحدث كنبذة سريعة عن  جمعية النفس الأمريكية
American Psychologicl Association

ملفان PDF | يوضحان كيفية التوثيق طبقا لنظام جمعية علم النفس الأمريكيةAPA

هي أكبر جمعية علمية ومهنية للنفسانيين في الولايات المتحدة. وهي كذلك الأكبر على مستوى العالم، إذ تضم 137,000 عضو تتوزع صفاتهم بين عالم ومعلم وطبيب عيادي ومستشار وطالب. الميزانية السنوية للجمعية تبلغ حوالي 115 مليون دولار أمريكي.
تحتوى الجمعية 54 قسمًا فرعيًا تختص بمجالات مختلفة لعلم النفس والمواضيع ذات الصلة.

ملفان PDF | يوضحان كيفية التوثيق بنظام الجمعية الأمريكية لعلم النفس  APA


الملف الأول: دليل الكتابة العلمية والتوثيق بنظام APA

الملف الثاني: التوثيق والإقتباس تبعا لجمعية علم النفس الأمريكية APA




حديث الاثنين | الحلقة 139 (الرد على منكري حقيقة الحور الحور... "الجزء2"):
حديث الاثنين | الحلقة 139 (الرد على منكري حقيقة الحور الحور... "الجزء2"): 

4.استشهادهم بقوله تعالى:{وإذا النفوس زوجت}اﻵية9 من سورة التكوير أنها للقتران بين النفس والجسد في الجنة، فﻻ يعني نساء الجنة التي هي الحور وﻻ يعني ذلك ...

حديث الاثنين | الحلقة 139 (الرد على منكري حقيقة الحور الحور... "الجزء2"):

الرد: هذا استشهاد باطل بالنظر إلى سياق الآية الكريمة، فسياقها جاء في موضع أهوال يوم القيامة بعد بروز العﻻمات الكبرى فمنه تكوير الشمس وانكدار النجوم وتسيير الجبال وغيرها، ثم يأتي تزويج النفوس بعد البعث، كما يأتي نشر الصحف وتسعير الجحيم وإزﻻف الجنة... وليس السياق في موضع الجنة وإنما ما قبل ذلك... فما حقيقة هذا التزويج؟

أولا: النفوس جمع نفس، والنفس يطلق على الروح كقوله تعالى:{يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك} الفجر 27،28، كما تطلق على ذات الإنسان، ومنه:{وﻻ تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}اﻷنعام151، ولحديث:(إذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم)، وعليه يكون المراد بالنفوس في اﻵية:
- إما(اﻷرواح): فيحمل معنى التزويج بين الروح والجسد فيصير الروح زوجا للجسد بعد أن كان فردا لا جسم له.
- وإما(ذوات اﻷشخاص): فينصرف معنى التزويج إلى تصنيف الأشخاص أصنافا:(مؤمن وكافر و فاجر) لقوله تعالى:{وكنتم أزواجا ثﻻثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون}الواقعة 10،9،8.

ويجوز أن يكون مقتضى المعنيين واردا معا؛ فالمعنى اﻷول في "منازل البعث لاقتران اﻷرواح بأزواجها من اﻷجساد ثم تقسيم الناس إلى مراتبهم للحشر، ويؤكد ذلك قوله تعالى:{ثم نفخ فيه نفخة أخرى فإذا هم قيام ينتظرون}الزمر68، ثم قال:{وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا}الزمر71، ثم قال:{وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا} الزمر73"، (ينظر:التحرير والتنوير،لابن عاشور).
وهذان المعنيان هما المستساغان في السياق القرآني ويؤكدهما تماما قوله تعالى:{احشروا الذين ظلموا و(أزواجهم)}؛أي:قرناءهم (المحيط للصاحب ابن عباد)، فمعنى {إذا النفوس زوجت} هو اقتران اﻷرواح بالأبدان(الكليات،للكوفمي باب:الزاي)، ثم اقتران كل شيعة بمن شايعت(تاج العروس،للزبيدي باب:زوج)، وأما ما عداهما من المعاني التي سيقت لمعنى التزويج فيمجه السياق القرآني.

5.ثم نجدهم بذلك التأويل المفبرك اصطحبوا معاني(كواعب، وأتراب، وعرب) إلى صبيات صغار تعمل للإرشاد السياحي بﻻ دليل قاطع ظاهر...

على الرغم من اتفاق المعجمات العربية على أنها صفات للنساء الحسناوات العاشقات ﻷزواجهن والمتحببات لهم، ولست مضطرا لذكر معاني تلك اﻷلفاظ لحاجة في نفس يعقوب ولكن يمكن للقارئ الرجوع إلى (جمهرة اللغة لابن دريد:ب ر ع، ب ع ل، الصحاح للجوهري: عرب، تهذيب اللغة لﻷزهري: عرب، تاج العروس للزبيدي: عرب، كعب، لسان العرب لابن منضور: كعب، معجم مقاييس اللغة لابن فارس: عرب، المعجم الوسيط لإبراهيم أنيس: العين، الكاف)

إذن ينتفي بذلك قولهم أن الحور للإرشاد السياحي، ورأيهم الخداج الذي تشدقوا به وأضلوا به يصدمه مقتضى قوله تعالى:{ويدخلهم الجنة عرفها لهم} سورة محمد6، فليس ﻷهل الجنة بعد هذا المنحة الربانية حاجة إلى مرشدين سياحيين، كما أنهم ﻻ يملكون دليﻻ بينا يعضدون به قولهم، إﻻ هواهم.

6. إذا نظرنا إلى المعنى النحوي في إعراب قوله تعالى:{وحور عين}اﻵية22 من سورة الوقعة لوجدنا أن التباين شمس فرقت بضوئها بين ظهيرة الحور العين وكواكب (الفواكه السيارة التي يطوف به الغلمان المخلدون على أكواب وأباريق)... وإليكم بيان ذلك:

اختلف القراء في قراءتها وعلى إثرهم اختلف النحاة في إعرابها بيد أنهم جميعا اتفقوا على المغايرة بين معنى اللفظتين (الحور والفواكه) والمغايرة يقتضيها العطف، فالبعض قرأ اﻵية بالرفع والبعض قرأها بالنصب والبعض بالجر، وإليكم تبيان ذلك:
أ. (الرفع): قراءة ابن كثير وأبي عمرو و عاصم وشيبة ونافع و(الحسن البصري كما نسبه إليه سيبويه). واختلفوا في إعرابها؛ فقيل: الابتداء وهو رأي سيبويه(الكتاب لسيبويه، و جهود سيبويه في التفسير)، والرفع محمول على المعنى ﻻ اللفظ؛ أي:(لهم أكواب وأباريق وكأس من معين وفاكهة ولحم طير وحور عين)؛أي: ولهم حور عين كما لهم كل ذلك، واستدلوا بقول الشاعر:(بادت وغير آيهن مع البلى... إﻻ رواكد جمرهن هباء)(ومشجج أما سواء قذالة ... فبدا وغير ساره المعزاء)، والشاهد: أنه رفع(مشجج) على المعنى ﻷن المعنى بها رواكد وبها مشجج، وكما تعلمون يسوغ الابتداء بالنكرة وصفا. ويرى الأخفش أن الرفع بالظرف المضمر بتقدير(هناك حور عين)، وقيل: معطوف على (ولدان).
وكل ذلك عطف والعطف يقتضي المغايرة كما هو معلوم لغة.

ب.(النصب): وقد قرأها أبي بن كعب كما حكى عنه سيبويه، والفراء، والنصب محمول على المعنى كذلك؛ ﻷن المعنى (يطوف عليهم بكذا وكذا، ويعطون كذا وكذا وكذا ثم عطف حورا على معناه، وقيل: يجازون كذا وكذا)، بدليل قول الشاعر:
(جئني بمثل بني بدر لقومهم... أو مثل أسرة منظر وابن سيار)(أو عامر بن طفيل في مركبه...أو حارثا يوم نادى القوم يا حار).

ج.(الجر): وهو قراءة اﻷعمش وحمزة والكسائي، على أن يحمل اﻹعراب على المعنى أيضا؛ ﻷن المعنى:(ينعمون بهذه اﻷشياء وينعمون بحور عين)، قال أبوجعفر النحاس: وهذا جائز في العربية كثير كمال قال الشاعر:(إذا ما الغائبات برزن يوما...وزججن الحواجب والعيونا)؛ والعيون ﻻ تزجج فحمله على المعنى.
وقيل معطوف على قوله تعالى:{بأكواب وأباريق}، والمعنى مختلف إذ ﻻ يستساغ أن يطوف عليهم ولدان بحور عين فالعطف هنا على اللفظ ﻻ المعنى.
فإن سالت لعابهم لهثا على غشاوة هذا الإعراب اﻷخير، فإننا يمكن أن نرد عليهم بأمرين، جانب نحوي واﻵخر دلالي:
- فأما (النحوي): فإنه يشذ إضمار حروف الجر بعد العطف، وعليه ﻻ يليق أن نعرب كﻻم الله بما شذ، خصوصا أن اﻷمر يتعلق بأمر غيبي عقدي.
- وأما من حيث (الدﻻلة): فإن اعتقدنا إضمار الباء (ويطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب و بحور عين) فﻻ يستساغ أن تكون بمعنى الفواكه؛ ﻷنه دﻻلة الباء هي (الإلصاق) وهو مذهب النحاة و سيبويه واﻷصوليون، فتقول مثﻻ: مسكت بيدك؛ أي: ألصقت يدي بيدك، وعليه فاﻹلصاق ينافي تأويلهم لمعنى الطمث(اللمس للفاكهة) فهم يقولون بأن الفاكهة لم يلمسها أحد قبلهم، كيف وقد لمست من قبل الولدان المخلدون؟... يتبع 


✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي  

للنشر رحمكم الله


لمتابعة حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية




(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)

حديث الاثنين | الحلقة 139 (الرد على منكري حقيقة الحور الحور... "الجزء2"): 

الاثنين، 20 يونيو 2016

حديث الاثنين | الحلقة 138 (الرد على منكري حقيقة الحور الحور... "الجزء1"):

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسﻻم على النبي المجتبى، وبعد؛ فهاكم وبالله التوفيق الرد على من ادعى بأن الحور العين ليست لما عرف عن غاية خلقها في الجنة، فهي كما زعموا فواكه أو صبيات مرشدات أو النفس (وتكون بضاعتي في الرد هي نفس اﻷدلة التي استخدموها: القرآن واللغة العربية والعقل):

حديث الاثنين | الحلقة 138 (الرد على منكري حقيقة الحور الحور... "الجزء1"):

قبل كل شيء ندين بأن الله جل جلاله:{لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون} الأنبياء:23، ويمتنع الحرج إن أحدث جدل يتقصد الدين وغايته والنصوص وتأويلها إلى غير ما عنيت له، ويكون الرد والنقاش في نقاط:

1.زعمهم أن وجود الحور للرجال فقط دون النساء ينافي عدالة الله:
الرد: إنه بالنظر إلى جبلة الحياء الذي تتطبع عليه النساء – كما هو معلوم – فإن الله الحكيم العليم لا يشوقهن للجنة بما يستحين منه، وأن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة – كما هو معلوم – فليس الذكر كاﻷنثى، ولهذا فإن
الله شوّق الرجال بذكر نساء الجنة مصداقا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم - :(ما تركت بعدي فتنة أضر على
الرجال من النساء) أخرجه البخاري.
أما المرأة فشوقها الذي يناسب طبيعتها يكمن في الزينة من اللباس والحلي، وهو يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالى:{أومن ينشأ في الحلية} سورة الزخرف:18.

وقد ذكر الله -عز وجل- الزوجات للأزواج؛ لأن
الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة، وسكت عن الأزواج للنساء، وﻻ يقتضي ذلك أنه ليس لهن أزواج.. بل لهن أزواج من بني آدم لقوله - عليه الصﻻة والسﻻم:(ما في الجنة أعزب) أخرجه مسلم، وبما أن من جملة النعيم الزواج ومن جملة العذاب الأعزاب فالزوجة في الدنيا تتبع زوجها في الجنة والتي لم تتزوج في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ما
تقر بها عينها في الجنة.. فالنعيم للجنسين.

2.قولهم أن الباء من {وزوجناهم بحور عين} تدل على عدم النكاح لقوله تعالى:{فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} فهذه تدل على النكاح ....
الرد: هذه لغة عند العرب في قبيلة "أزد شنئوة" كما قال الفراء، و روى ابن سلام والكسائي أن "تميم" تقول: تزوجت امرأة وتزوجت بها... وبما أن اللغتين وردتا معا عند العرب الذين نزل بلسانهم القرآن على أحرفه السبعة فالأمران واردان وﻻ مانع من ازدواجيتهما؛
-فالتزويج يدل على النكاح ويؤكد ذلك قول مجاهد: أنكحناهم الحور.
-ولفظ الباء يدل على الاقتران والنكاح.... أليس هذا أبلغ للقرآن الكريم من حذف الباء في قوله تعالى:{وزوجناهم بحور عين}؟.

3. معنى(الحور العين): اختاروا لكلمة (حور) معنى "الرجوع عن الشيء إلى الشيء" ﻷنه يوافق مبتغاهم في الفاكهة ترجع إلى أصلها بعد أكلها لقوله تعالى:{هذا الذي رزقنا من قبل}...

الرد:
أ.معنى الرجوع مأخوذ من (الحور) بفتح الحاء وسكون الواو، وهو من (حار يحور حورا)، غير أن لفظة (حور) في اﻵية ليست من حار، وإنما من (الحور) التي هي بفتح الحاء وفتح الواو، وهو بمعنى "شدة بياض العين وسواد سوادها و استدارة حدقتها و ترقق جفونها مع شدة بياض الجسد"(تاج العروس للزبيدي باب:حنصر)، وهذا ما يوافق وصفهن بالبيض المكنون. ولو سلمنا جدﻻ أنها بمعنى الرجوع فذلك التسليم فيه منافاة لما استدلوا به من قوله تعالى:{هذا الذي رزقنا من قبل} فأصل (الحور) التي بفتح الحاء وسكون العين: هو "الرجوع إلى النقص"، (لسان العرب لابن منضور، باب:حور)، ومنه حديث عبادة :(يوشك أن يرى الرجل ثبج المسلمين قراء القرآن على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم- فأعاده وأبدأه ﻻ يحور فيكم إﻻ كما يحور صاحب الحمار الميت) ؛ أي: ﻻ يرجع فيكم بخير وﻻ ينتفع بما حفظه من القرآن كما ﻻ ينتفع بالحمار الميت صاحبه.

ب.معنى (عين) عندهم هو عين الماء، فالفاكهة تتجدد كتجدد عين الماء...

الرد: نعم إن كانت جمع (عين) بفتح العين وسكون الياء، وهذه تجمع على "أعين وعيون"(المعجم الوسيط، لمجمع اللغة العربية)، غير أن(عين) بكسر العين هو "جمع عيناء" وأصله عين على فعل كما تقول حمراء وحمر فكسرت العين لئلا تنقلب الياء واوا فتشبه ذوات الواو ... ومن العرب من يقول: حير عين على الاتباع" (مشكل إعراب القرآن للقيسي).

إذن قولهم أن الحور العين هي الفواكه هو قول باطل وليس له أساس في لغة القرآن والصحيح هو أن الحور نساء جميلات في الجنة يجزى بها الذين عفوا أنفسهم عن الفواحش، فالمعنى المناسب والصحيح والذي ﻻ لبس فيه هو جمال عين المرأة في شدة بياض الجسد ودقة الجلد وبضاضة البشرة وصفاء اللون، يقول اﻷزهري: ﻻ تسمى حوراء حتى تكون مع حور عينها بيضاء لون الجسد، ويؤكد ذلك أنها في حرف ابن مسعود جاءت بلفظة {بعيس عين} وكذا قرأ منصور بن المعتمر في سورة الدخان، والعيس هو البياض ومنه قيل للإبل البيض: عيس، ومفردها بعير أعيس وناقة عيساء، قال امروء القيس:
《يرعن عن صوتي إذا ما سمعنه ... كما ترعوي عيط إلى صوت أعيسا》. قال الكميث: (ودامت قدورك للساعيين... في المحل غرغرة واحورارا)، والغرغرة صوت الغليان، والاحورار بياض اﻹهالة والشحم(لسان العرب لابن منضور، باب:حور) ولك أن ترجع إلى قواميس اللغة العربية التي اتفقت على هذا المعنى فانظر:(الزاهر للأنباري، والصحاح للجوهري، وتاج العروس للزبيدي ، ولسان العرب لابن منضور وغيرها من المعاجم العربية) التي بينت معاني ألفاظ القرآن ودﻻﻻتها... (يتبع في الحلقة القادمة بحول الله).

✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي  

للنشر رحمكم الله


لمتابعة حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية




(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)

حديث الاثنين | الحلقة 138 (الرد على منكري حقيقة الحور الحور... "الجزء1"):

الاثنين، 13 يونيو 2016

حديث الإثنين | الحلقة 137(جدلية الحور العين):
حديث الإثنين | الحلقة 137(جدلية الحور العين):
ظهرت في الآونة الأخيرة أفكار تنادي بخلاف الفهم المعرف عن حقيقة(الحور العين)؛ فهي في رأيهم (الحداثي) ليست نساء في الجنة، وهؤلاء المحدثون رغم اتفاقهم على ذلك غير أنهم اختلفوا في تأويلها؛ فمنهم من يرى أن المقصود منها الفاكهة، ويرى آخرون أنها النفس البشرية؛ فأنت ونفسك زوجا حور عين، ومنهم من خفف الفهم قليلا فأقر بوجود الحور ولكنهم أولوها بصبيات (مرشدات سياحية)، وهم مع ذلك يستخدمون نفس الأدلة ولكن كل فريق يأولها على حسب الغاية التي يرمي إليها فيعبد الفهم ويلوي النصوص ﻷجل بلوغ مراميه، 

حديث الإثنين | الحلقة 137(جدلية الحور العين):


وإليكم بعضا من أدلتهم (ومناقشتها ثم الرد عليها في الحلقة القادمة):
1.قالوا: ﻻ بد من المساواة بين الرجل والمرأة فإن كان للرجل حور عين فلا بد للمرأة كذلك، فإن كانت الحور للرجال دون النساء فهذه عنصرية تنافي عدالة الله، حتى أنهم عنونوا مقالهم (الطريق إلى اﻹيمان بالله ومحبته). واستدلوا بقوله تعالى:{إن المتقين في مقام أمين، في جنات وعيون، يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين، كذلك وزوجناهم بحور عين، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين}الدخان، والشاهد:بأن لفظة(المتقين)تشمل الجنسين في الخطاب، كدلالة لفظة(المؤمنين) التي تشمل الرجال والنساء في كثير من الآيات من قوله تعالى{يا أيها الذي آمنوا}. وقالوا إن كلمة(يلبسون) كلمة جمع تشمل الجنسين لأنها تدل على الجمع السالم، فلم يقل (يلبسوا)للرجال، ولم يقل (يلبسن) للنساء. وكذلك القول في لفظة(متقابلين)... وعلى هذا التأسيس تكون النتيجة أن الحور العين هي ((الفاكهة)) ﻷنها تشمل الجنسين وبذلك تتحقق عدالة الله.

2. وأولوا كلمة (زوجناهم) بمعنى "الازدواجية" واختاروا هذا المعنى من معان كثيرة مثل(التشابه، والتبعية، والنكاح) بدليل قوله تعالى:{ يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير} فالتزويج هنا بمعنى الازدواجية التي تأتي لتلازم العمل كطبيب التخدير وطبيب الجراحة، وتزاوج الأرض مع القمر ﻹحداث الليل والنهار، وتزاوج النعل مع النعل وهكذا.
إذن الزواج بمعنى الاقتران بدليل عدم وجود مأذون، كما أن إثبات حرف الباء يؤكد ذلك فلم يقل(وزوجناهم حورا عينا) وإنما قال (بحور عين) فالباء تقتضي عدم النكاح كما في قوله تعالى:{فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} ولم يقل (زوجناك بها) فدلت على النكاح.

3.واختاروا لمعنى كلمة (الحور) الفاكهة والنخل والرمان، فكلمة "حور" بمعنى الرجوع من قوله تعالى{إنه ظن أن لن يحور} وهو المجرم الذي استلم كتابه خلف ظهره فظن أن العذاب لن يرجع ويعود إليه.
فلو طبق هذا المعنى على الفاكهة فهو مناسب ﻷنها دائمة العودة ولن تنضب ويوافق ذلك قوله تعالى:{كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل}.

4.وعندهم كلمة (عين) بمعنى عين الماء فالفواكه تتجدد كما لو كانت عينا تسيل بالماء.
5.وأولوا معنى (الخيام) من {مقصورات في الخيام} بمعنى قشرة الفاكهة التي تحفظها من الضياع، فتبدوا في أكمامها تلك كاللؤلؤ المكنون.

6.ومعنى (لم يطمثهن) لم يلمسهن أي الثمر الذي لم يلمسه أحد من قبل.

7. ومعنى (أترابا) الصنو المتماثل في العمر و النشأة فثمار كل نوع تتطابق بالشكل والطعم. وبذلك خلصوا إلى الآتي:
1.القول بأن الحور هي نساء للرجال فيه عنصرية، تتنافى مع عدالة الله.
2.الحور هي الفواكه المتجددة فتشمل الرجل والمرأة وهذه هي العدالة.
3.وهذه الفواكه لم يلمسها أحد وهي كاللؤلؤ والمرجان والياقوت.
أعزائي القراء في الحلقة القادمة يكون النقاش و الرد بحول الله وإلى ذلك الموعد أترككم تتمتعون بالحور العين على مائدة الإفطار والأسحار.

✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي  

للنشر رحمكم الله


لمتابعة حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية




(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)
 

الاثنين، 6 يونيو 2016

حديث الإثنين | الحلقة 136 (التحفيز الأخروي):

في أول اختبار نوعي واجهه أول من اهتدى بدين الحق (محمد وصحبه) كان في غزوة بدر الخالدة، وفيها امتنّ الرب على ناصري دينه بجنة عرضها السماوات والأرض لمن نال فيها الشهادة، وكان أحدهم يقول متعجبا (بخ بخ)، وقد بشره النبي بنيلها، فبدأت المعركة وهو لم ينه تميراته، فقال: ما بيني وبين الجنة سوى هذه التميرات. فرماها، ودخل ساحة الجهاد حتى نال ما بُشر به. والجنة هي الحافز الأكبر من الله تعالى و قد أخبرنا ببعض تفاصيلها المعفزة، منها انتزاع أمراض القلوب لتعيش النفس طاهرة من غلها ساكنة مطمئنة، ومنها تنوع الثمار و وفرتها وديمومتها، ومنها الحور العين، وتلك بعض معالمها، غير أن ما خفي أكثر ذلك لقوله تعالى: {وما تدري نفس ما أخفي لها من قرّة أعين}، فلفظة (ما) تدل على عموم شاسع. 

حديث الإثنين | الحلقة 136 (التحفيز الأخروي):

حديث الإثنين | الحلقة 136(التحفيز الأخروي)
ويؤنسنا بذلك تقرير نبينا: (فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) فالدائرة كبيرة لتضم ما رأيت، ثم لتكبر بما سمعت مما رأآه غيرك، ثم لتنطلق مطلقة لتفوق الخيال، فتخيل ما شئت ففي الجنة أكثر من فضاء خيالك الطلق. ولكن باتت بعض هذه التحفيزات مشوبة بتدليس بعض المتفيقهين، وقد أخضعوا النصوص الظاهرة المعنى لتناسب توجهاتهم المشوشة، وأطلقوا شباكهم على ساحة الحور العين ليخرجوها من بِركة الفهم الصريح ليزجوا بها في بركة الماء العكر، حتى أصبح لهم أتباع يؤمنون بفكرهم ويخضعون لتوجهاتهم وينتصرون لها ويزمرون لها. وقد طلب مني شخص قريب إلى القلب أن أعجم هذا اللبس المشوش في حلقاتكم الاثنينية، وعليه ستكون الحلقات القادمة لتبيين أقوالهم وكشف ملابساتهم، ولتثبيت الفهم الصحيح لدى أذهانكم الصفية. 

✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي  

للنشر رحمكم الله


لمتابعة حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية




(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)