الاثنين، 27 أبريل 2015

حديث الإثنين | الحلقة 81 ( نماذج للرؤية ):

حديث الإثنين | الحلقة 81 ( نماذج للرؤية ):
إن الرؤية التي وضعها الرسول -صلى الله عليه وسلم- للإسلام ودعوته هي التي ما زال الدعاة والعلماء الأوفياء قائمون على تحقيقها وهي الواضحة في قوله: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر) الحديث رواه أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي والضياء عن تميم الداري.
حديث الإثنين | الحلقة 81 ( نماذج للرؤية ):
بينما تتبدل الأهداف الموصلة إليها من زمن إلى زمن ومن حال إلى حال كل على حسب ما يناسبه، بحسب ما يقدره و يرسمه القادة منهم.
 حديث الإثنين | الحلقة 81 ( نماذج للرؤية ):
إن تلك الرؤية هي التي جعلت من نبينا يحيي ليله حتى تتفطر قدماه تضرعا لله لكي يمده بقوة أولي العزم، وهي التي أنفق لها ربع قرن مما تبقى من عمره ، وهي التي صيرت يده مصنعا للرجال الذين سيصلون إليها وإن بعد موته بحيوية وإخلاص، لذلك قام أتباعه من بعده لأجل بلوغها وتحقيقها بكل وفاء، ولكن قد يأتي أتباع وما هم بأتباع؛ اتخذوا من مناصبهم القيادية مطية للفخر والتسلط، ولكنهم سرعان ما يتلاشون ببزوغ الشمس على خفافيش الليل فقد وعد الله في كتابه الحق لينصرن عباده الصالحين المجاهدين وقد فضلهم على القاعدين درجة عظيمة، ولكل جيل قادته و نحسبكم قادة هذه الأجيال بسمو مبادئكم و رقي خلقكم و زاد علمكم و تبصركم برؤية نبيكم، وكل منا على حسب مضماره وميدانه ومنبره ومنصبه يسعى لتحقيق الرؤية الخالدة تلك، بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن تواطأ فليس بعزيز على الله أن يبدله بخير منه، من لا يخاف في الله لومة لآئم. وإليكم المثال ليتضح المقال:
1. رؤية إحدى الجامعات العربية هي"الوصول إلى المستويات الأكاديمية العالمية في التعليم، من خلال مواكبة التقدم العلمي العالمي[وهذا هو الهدف]". 
2. رؤية المنتدى الاستراتيجي العربي: "الارتقاء بوضع المنطقة العربية وازدهارها من خلال القيام بلقاء جامع لكافة المهتمين بالمنطقة والمعنيين بها، وتفعيل أدوارهم في التنمية والحد من وجهات نظرهم [وهذا هو الهدف] ". 
3. رؤية إحدى شركات الخطوط الجوية: "أن تكون ناقلا جويا عالمي المستوى فائقة العناية بعملائها و موظفيها معا". 
4. رؤية افتراضية لأي مؤسسة دعوية: "إنشاء مجتمع ملتزما أخلاقيا نافعا لوطنه ودينه وأمته، من خلال برامج ثقافية و اجتماعية تتمثل في الأمسيات الثقافية والمحاضرات الإرشادية والمجلات التوعوية [وهذا هو الهدف] ، وتكون المراكز الصيفية جزءا هاما بأهدافها فهي الضامن الفعلي لهذه الرؤية من خلال تنشئة جيل واعد يحمل أمانة الاستقامة وتبليغها بالأدب الجم و رصانة العلم".
لا زال البعض لا يميز بين الهدف والرسالة فإن سألته ما هدفك من عملك فيجيب:  أدعو إلى الله.  
ولكنه يجهل أن الذي ذكره هو يدخل في مفهوم الرسالة لا الهدف؛ وبسبب الجهل بحقيقة الأهداف والرؤية للإسلام ودعوته نجد الكثير من الدعاة توقفوا في منتصف الطريق وتقاعدوا وتراجعوا واستقالوا في أدنى هزّة؛ لغياب المحفز الأكبر عن بصيرتهم وهو الرؤية المستقبلية.

أبوعبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله

الثلاثاء، 21 أبريل 2015

حديث الإثنين | الحلقة 80 (الرؤية):
حديث الإثنين | الحلقة 80 (الرؤية): 

حلقة مشوقة لأصحاب المشاريع الحرة، ومن أراد دخول هذا المضمار، متابعة شيّقة
.. بداية رجوت منك أيها القارئ العزيز الحذق أن تستقرئ معي رؤية رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهو يرسم لأمته رؤيتها الشاملة وهو يقول:(ليبلغن هذا الأمر [يقصد الإسلام ودعوته] ما بلغ الليل والنهار).

حديث الإثنين | الحلقة 80 (الرؤية):
> فمن ذلك يمكن تعريف الرؤية أنها:
"تصورات ذهنية لطموحات مستقبلية". أي أنها عمل ذهني يعتني بتحديد توجهك الحالي، و يكشف لك عما يجب أن يكون عليه حالك مستقبلا وحال مؤسستك، سواء مؤسستك التجارية الأخروية أو التجارية الدنيوية.
> وأما الأهداف فهي: (النتائج النهائية للأنشطة) فهي التي بتحققها تكون رؤيتك التي رسمتها ماثلة أمام عينيك، ومن ذلك كان يقول المصطفى-عليه الصلاة والسلام- :(الله أكبر، أوتيت مفاتيح فارس، الله أكبر أوتيت مفاتيح الروم)، فهي أهداف إذا ما تحققت تحققت الرؤية المستقبلية.
>الرسالة:
هي الغرض من وجودك أو الغرض من وجود مؤسستك.
إن الخطوة الأولى لوضع استراتيجة ناجحة لأي منظمة، هي أننا لا بد أن نحدد (نحن القائمون على المؤسسة) تحديدا دقيقا،
من نحن؟ وماذا نريد؟
وماذا يمكن أن نقدمه للآخرين؟
وكل ذلك نحدده بوضع رؤية مستقبلية ورسالة حالية وأهداف نصبوا إلى تحقيقها بجدارة.
* إن أمر وضع الرؤية ليس بالأمر الهين، ولا يمكن أن ترسم بريش همجية أو وسط ضوضائية، بل لا بد أن تصاغ بحنك الماهر و دراية المتفقه، و ذهنية الععتكف.

# وهاك خطوات تعينك لصياغة الرؤية:
 1.إدراك أهمية تصميم رؤية ورسالة وأهداف للمؤسسة.
2.التعرف على الأمور التي يجب على منظمتك فعلها وما يجب تجنبها.
3.اﻹجابة على الأسئلة الآتية:
- كيف تريد للمؤسسة أن تبدو بعد عشر سنوات من الآن؟ فلا بد أن تكون صورة المؤسسة بعد مدة مختلفة عن صورتها في بداية المشوار .
- وهل هذه الرؤية ممكنة وقابلة للتحقيق؟
- وهل هي مفهومة للأتباع(الأفراد)؟
- وهل تثير اهتمامك واهتمامهم وتشد مشاعركم وعقولكم نحو المؤسسة؟ ونحو تحقيقها بكل التزام وإخلاص وحماس؟.

ملاحظة/ لا بد أن تخالط الرؤية فكركم و مشاعركم وفق شريعتكم، ولا بد أن تنقش في القلوب وتكتب بينة واضحة مختصرة دقيقة أمام مدخل المؤسسة لتتذكر اتجاهك و لتدفعك دفعا للوصول إلى تحقيقها من خلال الأهداف بأجنحة الرسالة.
>> إن صياغة الرؤية عمل يختص به القائد الفعال ولا بأس إن أشرك أتباعه في قولبتها، بيد أنه يظل المحرك لهم نحو تحقيقها خصوصا وقت الملمات والشدائد، فبها يقوي عزائم إدارييه وأفراده عند الضعف ويحلق بهم عند القوة.
والله ولي التوفيق.

✒️بقلم: أبو عبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي
         للنشر رحمكم الله

الثلاثاء، 14 أبريل 2015

حديث الإثنين | الحلقة 79  (تمهيد للرؤية القيادية وأهدافها ورسالتها):
حديث الإثنين | الحلقة 79  (تمهيد للرؤية القيادية وأهدافها ورسالتها):

# بداية نُعرّج على تعريف القيادة الإسلامية:
و"هي عملية تحريك الناس نحو الهدف الدنيوي والأخروي، وفق قيم الشريعة الإسلامية".
>> وبما أنها عملية تحريك فهي بحاجة إلى >>
>مُحرِّك (قائد)
>ومحرَّك(أتباع)
>وطريقة(أركان ونظريات)
>وحدود (شرعية).
 وكل ذلك يعد من عناصر القيادة التي سنتدارسها في الحلقات القادمة.

حديث الإثنين | الحلقة 79  (تمهيد للرؤية القيادية وأهدافها ورسالتها):
¤ الحقيقة الكبدة أننا بتنا نذود عن أنفسنا الورود من النبع الصافي(  القرآن والسنة) لنرد العكر فتخلفنا في كل شيء و لم نعد نقود الأمة كما كنا.
كان الجندي المسلم يقول: "إننا ابتعثنا الله لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام" فكنا {خير أمة أخرجت للناس}.
# اﻷسباب:
 ضعف الأداء القيادي والذي هو من ضعف معرفتنا بربنا جل جلاله وبنهج رسوله، وضعف معرفتنا بهويتنا ورؤيتنا وأهدافنا، فأضحت الكراسي القيادية شاغرة عن رجالها، فامتطاها الفاسق بدل الطائع والبليد بدل الفطن،
** سُؤِلَ عمر الفاروق يوما: أتوشك القوة أن تخرب وهي عامرة؟ فأجاب: إذا علا فجّارها على أبرارها.
# العلاج:
إن لهذه الأمة خيرا عظيما لم تُستغل مقدراته ولن نكون رياديين ما لم نستعد مكنوناته من الإسلام وتشريعاته و مبادئه وقرآنه وسنته و نموذجيته النبوية والصاحبية الذين أخرج الله بهم الناس من الظلمات إلى النور.
>وبداية الطريق هو <الاستشعار> بثقل الأمانة التي أبت السماوات والأرض والجبال أن تحملها فحملها الإنسان، يقول الفاروق مستشعرا أعباء الأمانة: "أقول ما أستطيع أن  أملي وما  أستطيع أن أرقد، وإني أفتتح السورة فما أدري في أولها أو في آخرها…  من همي بالناس منذ أن جاءني هذا الخبر[ خبر توليه الحكم]" ، ولذلك فبغياب الاستشعار هرعنا نحو المناصب والزعامات نتنازعها، وتطاولنا من أجلها حتى أزهقت في ذلك الأرواح، ونهش الأخ لحم أخيه، وانتهك عرضه بسوء و داسه بنعال الغرور والتكبر.
>إخوة الدين:
إن القيادة ليست كعكة يتمتع بها القائد، وليست تلذذا بعبارات الثناء ولا بطرا ولا تكبرا ، وإنما مسؤولية شاملة عن الأولاد و الزوجة و الموظفين والجنود و الطلبة والإدارة والمؤسسة والدولة والأمة،  وهي تحريك نحو الأهداف باحترام و ثقة وعلم و قيم ودين وهي عارية من الغش والنفاق والتدليس والفساد والجهل، فإن اتبع القائد لمنفعة أو لقهر فهو سائق لا قائد .
فلنتدارس القيادة الإسلامية جيدا ولنسأل الله التوفيق والسداد.
بقلم | أبوعبدالرحمن سامي بن محمد السيابي. 
للنشر رحمكم الله

الاثنين، 13 أبريل 2015

حديث الإثنين | الحلقة 78 (حال الأمة):
حديث الإثنين | الحلقة 78 (حال الأمة):
باتت حياة الكثير من المسلمين اليوم بلا أهداف ولا رؤية بل بلا رسالة، فينتهي طموحهم عند :( بناء بيت وشراء سيارة و زوجة وأطفال).
تفشي عدم الإحساس بالواجب الذي لأجله خلقنا فتولد من ذلك خواء روحي سلب القيم الأخلاقية وأبدلها بحب الماديات والتي منها البذخ والاقتراض.
حديث الإثنين | الحلقة 78 ( حال الأمة ):
إن الحياة بلا أهداف تكون متخبطة الممشى، عشوائية الحال، محدودة المآل؛ ومن ذاك تتزايد البطالة عند الشباب مع استنكافهم عن العمل الحر، بل نجد العامل والموظف عاطل عن العمل أو مواصلة الدراسة بعد دوامه لخواء الروح من الطموح. 
فاتجهت اتجاهات يائسة عند البعض للمتعة الجسدية تعويضا عن النقص كالخمر والمخدرات والزنى ثم ما لبثت إلا أن تطورت نحو الدعاية العلنية حالهم كحال آل فرعون الذين تطوروا سلبا حتى صاروا أئمة في الكفر{وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون}.
وللأسف نجد إفلاسا كبيرا عند (بعض) دعاة الخير من معرفة (الرؤية والأهداف) ، فهم يتكئون على حسن النوايا والبركة، ولم يكن هذا الدين لينشأ إلا على بصيرة من أمره ولم يكن الله ليعبد على جهل سبحانه.
نسينا جميعا أننا {خير أمة أخرجت للناس} ونسينا أن تجارب أسلافنا بلغت ما بلغت إليه من فتوح وانتصارات عن طريق الصرح المحكم المعد إعدادا محسوبا ومنظما بصيغة الرسالة والأهداف والرؤية المستقبلية للحياة وللدعوة وللآخرة فجعلهم الله تعالى أئمة بذاك (قادة) للخير: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) [سورة اﻷنبياء : 73] .
لأجل ما تشهده الأمة من تمزق وإحباط وقساوة أعدائها عليها  كان من المنطقي في الحلقات الآتية التنبيش والتفتيش عن ملفاتنا المقبرة التي يقبع بها كنزنا الدفين الذي به تبعث مكانتنا الريادية من خلال التعرف على القيادة الإسلامية الفعالة ولنبدأ بالمصطلحات الإتية (الرؤية والأهداف والرسالة) بحول الله وتوفيقه.
 بقلم: أبوعبدالرحمن سامي بن محمد السيابي.
للنشر رحمكم الله
حديث الإثنين | الحلقة 77 ( بائعة الكحل ):
حديث الإثنين | الحلقة 77 ( بائعة الكحل ):
سرى الغلام في غطش الفجر بسيارة ممتصة الشدغين، يوصل صاحبه بعد وردية الليل إلى منزله القاطن عند قرية تلقب "بالمندسة" في جزيرة ...                          
والمندسة اسم على مسمى ، جدرانها العرشان واﻷلواح الخشبية وهي عن الألوان عارية، وسقوفها الصفائح المعدنية (التشينكو) وأسوارها مجاذيف ترمل على أمواج الرمل المرة بين ربوات صخرية، يتشارك مع حياة قاطنيها شويهات هزيلة ﻻ تطعم إﻻ الكراتين والقراطيس من الشوارع والقمامات لضنك المرعى، فكفت واستكفت.   
حديث الإثنين | الحلقة 77 ( بائعة الكحل ):
أوصل الغلام صاحبه وقفى بطريق يظنه طريق العودة وما هو بالعودة وكم من تائه ظن العود مأمونا. فإذا بسيارته الهزيلة ترمي به في صرة المندسة، وإذا بإطاراتها تندس في تربتها. خرج الغلام يتفقد حال سيارته الرابضة، يفكر ويقدر كيف المخرج؟ والزمن يشفط قنينة دقائقه بإنبوب الدوام، فقرر الحفر لتنفيس شهيق العجلات من كربها، وهو في معمعة الحفر منكب تحت السيارة فإذا بعجوز تخرج من خدرها تنوف عن الستين تخرد بنظراتها غموض الحال، وتشفر بمداركها ما وقع أمام عشها هل هي جرم سماوي غشيها والناس نيام؟ أم الطبق الطائر حل بمضاربها؟ أم ...، ثم بدأت تطوف حول السيارة بحثا عن خرخشة حفر وفي شوطها الثاني أو الثالث تكفرت بقدم الغلام المنكب أسفل السيارة، نعم أخيراً وجدته وكأنها وجدت لقمة الحياة، لكن الغلام منهك في الحفرة ﻻ يعيرها اهتماما، فجثمت بركبتيها عند حفرته وأمسكت بيدها النحيفة المرتعشة إخدعي الغلام (الاخدعان عضلتا الرقبة من الخلف موصلتان بالكدفين و الرأس) وأدخلت رأسها عند رأسه حتى كاد ينفطر استغرابا وقالت في فحيح اللهف وأنفاس الغلام على لهيب الفنس: " ولدي إذا حد من هلك يردون يشترون كحال خبرهم أن أمك عايشة تبيع كحال أصلي" وأشارت إلى نفسها.
آآه هنالك استرجع الغلام بالونة أنفاسه الطائرة وأجابها بابتسامة الناجي: "إن شاء الله الوالدة عايشة بخبرهم"...
نعم استغلت بائعة الكحال سياق اﻷقدار لتعقد سفقتها التجارية مع الغلام وﻻ يهم الحال فالحياة كما تعلمون فرص وجب أن تستغل لتُنال.               
حاول الغلام أن يخرج السيارة ولكنه باء بالفشل فالتربة تبتلع العجلات كلما تحركت، فانتابته فكرة استخدام الألواح ليسد بها شهية الرمال الجوعى ورمق الوقت العطش، فأشارت بائعة الكحل لزبونها الجديد إلى ألواح مثبتة على عيايص سور، فقام بإخراجها فإذا بشيخ مسن يصرخ عليه من داخل الحوش :هآآآي إيش تعمل ابيتي"، آآآه رمته صاحبة الكحل في مأزق آخر فقد ظن أن السور سورها و اﻷلواح، فتدارك اﻷمر بالاعتذار واسترخى غضب الشيخ ب"المناشدة"(عادة عربية أصيلة عند العمانيين وهي من شعائر النخوة والنصرة)وطلب منه اﻷلوح إعارةً حتى يخرج السيارة ويعيدها، فوافق.
وجاء الفرج - بفضل الله - إذ مرّ بالغلام ثلاثة عمال آسيويون يبحثون عن البحر. نعم نعم يبحثون عن البحر وهم في جزيرة ينضح حولها البحر، فأجابهم: اذهبوا أي اتجاه وتلقون البحر. ولكنه فطن أنهم يقصدون "الجتي" مرسى العبارات، فعقد صفقته المأمولة بأن يوصلهم نظير مساعدته بدفع السيارة، فوافقوا. وبعد أن هيأ اﻷمور ركب السيارة و فرمل الغيار للوراء (فالدفع للخلف أذرب لطراز "اﻷكس أل"، واﻷمام "للدفريشن")، ولكن رغم استخدام جميع اﻷسباب من تنفيس التراب من خلف السيارة ووضع الأخشاب خلف اﻹطارات و دفع العمال السيارة من أمامها…  رغم ذلك كله لم تتحرك السيارة للوراء، فنظر الغلام متعجبا إلى اﻷمام و ازداد تعجبه أنه لم يجد العمال، فأين ذهبوا؟، 
فنظر حوله فوجدهم ....................................................................... خلف السيارة يدفعون بالعكس من الوراء إلى اﻷمام، فعلم ساعتها أن المندسة أيضا تدس العقول. فنزل يتشيم تركيزهم : يا جماعة الخير يا صديق يا وقت الضيق يا أصحاب المعالي و الفخامة شغلكم الشاغل دفع السيارة للوراء ﻻ للأمام. نعم انحلت عقد المأزق - بفضل الله - و ودعت الوالدة عايشة مقاليد الحظوظ أن يأتي لها الغلام بتسويق يوصل كحلها إلى ما وراء البحار و يصدّر تجارتها إلى العالمية ولعله يشق لها "طريق الحرير"، و(لكنني) ودعتها أﻻ أعود حتى يلج الجمل في سم الخياط. وكم من ظواهر اتفقت ضمائرها أﻻ تتفق.
بقلم: أبوعبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

الحلقة 76 (عيد الخلود):
الحلقة 76 (عيد الخلود): إن عيد اﻷم ليس موسمًا ينتهي بانتهاء تقوصه وإنما هو عيد متجدد، وأكله دائم، فيوم عيدها هو تلك اللحظة التي يبر بها أوﻻدها.
اﻷمومة ملحمة أدبية ﻻ يجف عن رسمها ريش اﻷدباء، فيلتقي في مسرحها مدائح المتنبي و بديعيات أبي تمام ونشوة أبي نواس و تهجد البحتري، ونوائح الخنساء وخضرمة حسان، ونونية أبي مسلم، على شاطئ النيل في أمسية بدرية اﻷنوار هادئة اﻷغوار، تتفتق تحت قدميها كروم الجنان و تسترسل من ثنايا ضحكتها أطياف الحنان. إنها الصبح بتنفسه والليل بعسعسه من إشراق وبشر واطمئنان، يظل ظلها على رأس
الحلقة 76 (عيد الخلود):
ولدها وإن طالت به السنون واﻷعمار. 
إن زفرة من زفراتها ﻻ يطال غُرْمَه طيرُ السماء وﻻ حيتانُ الماء، فسبحان من أودع في قلبها على ذراريها حِلْم إبراهيم ورحمة محمد -عليهما صلوات الله وسلامه- ، وسبحان من رفع كرسي شأنها إلى جوار كرسي قدسية عبادته {وقضى ربك أﻻ تعبدوا إﻻ إياه وبالوالدين إحسانا}. 
شقي ذلك المتنطع عن شم يدها وكنس مفرشها، أو عصى عليه أن يطمئنها إذا غاب و يأويها إذا حل ويسامرها بقلب الصحبة وملقى المعانق المشتاق.
ﻻ تطلب المودة الصادقة من رفقاء تتقلب قلوبها كقلي القد على زيت القديد، إن حبها لم تكن له أكوان فتستوعبه وﻻ جنان فتمثله، 
نصيحة//
إن أقل شيء تبر به والدتك أن تؤدي فرائضك لتطمئنها على سلامة خاتمتك ثم لتدعوا لها بعد كل فرض بالرحمة والمغفرة والجنة{وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}، ويعجبني أؤلئك المتصدقون عنها صدقة جارية .
ولم ينتظروا حتى توافيهم المنيّة للتصدق لهم ؟،
فعشرة ريالات من راتبك تضعها -من أجلهما- في بناء مسجد أو مدرسة قرآن قليلٌ ولكنّ فيه الكثير.
بقلـــم | أبي عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
راجعه | أبوحميد عبدالله الحجري
اقتني نسختك  | كتاب أمة الإسلام إلى أين مسيراً ومصيراً
كتاب | أمة الإسلام إلى أين مسراً ومصيراً
كتاب | أمة الإسلام إلى أين مسراً ومصيراً
كتاب | أمة الإسلام إلى أين مسراً ومصيراً
لسماحة الشيخ | أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسطنة عُمان، تقع في (76 صفحة)،
رسالة عالمية، رسالة ربانية، رسالة من رحل أحب دينه ووطنه وأمته، رسالة من القلب إلى القلب، رسالة من أخ محب إلى إخوته في العقيدة..




كتاب | أمة الإسلام إلى أين مسراً ومصيراً
رسالة صادقة من القلب وجهها سماحة الشيخ أحمد الخليلي ندائه إلى الأمة الإسلامية جمعا، تضمن ندائه إلى الوحدة والألفه ولم الشمل، لأننا أمة نتوحد في أشياء كثيرة، أهما نؤمن برب واحد  ونتجه إلى قبلة واحدة..

كتاب | أمة الإسلام إلى أين مسراً ومصيراً
رسالة غرفة معينها من القرآن الكريم والسنة المطهرة، حملت مشاعل الوحدة بين جنبيها، لنصرة هذا الدين، وتأكد حرمة الدم المسلم خاصة والإنسان على وجه العموم..

كتاب | أمة الإسلام إلى أين مسراً ومصيراً
 رسالة تضمنت خطة الإنقاذ للموقف الذي تعيشه هذه الأمة التي اختارها الله تعالى لتكون أمة خاتمة لرسالة ومنبراً له..


هذا فيديو يتحدث عن هذه الرسالة العظيمة لسماحة الشيخ | أحمد بن حمد الخليلي