الاثنين، 2 يونيو 2014

الحلقة 36: ( إدارة القدس لمن؟):

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله صباحكم بكل خير..
قبل بضع سنوات زار رئيس دولة غربية دولة عربية، وكلا الدولتين أم في موقعها.
كان خطابه أن إدارة القدس تكون مشتركة بين النصارى واليهود والمسلمين، طبعا انتصب الحضور قياما مهتفين لقراره كما تنتصب الضحية لحبل شانقها.
حديثنا اليوم في حديث الإثنين في الحلقة 36، أذكره في ذكرى اﻹسراء، وﻻ أريد تكرار ما يكرره مشايخنا الدعاة كل عام (جزاهم الله عنا خيرا)، وإنما أحاول جاهدا الكشف عما لم يكشف.
إن حبل الإسراء امتد بنبينا الكريم ليتصافح عقدية بين راحتي الحرم المكي والحرم القدسي، وهذا الترابط إما يشده المسلمون بعده فينصروا أو يرخونه فيخذلوا.
ولقد مهد فداؤه نفسي عقال تحريره بجيش أسامة وهو على فراش موته لم يفضه، ثم انطلق لواؤه بأمر خليفته الصديق مستهينا بلومة المليمين المحبطين، ليكتمل مشهد الفتح على يد فاروق الإسلام.
نعم فتحت اﻷسوار المؤصدة ﻷرحم الفاتحين فإنه أبدا لم تسلب قطعة من أموال ساكنيه ولم يغتصب عرضا ولم يخدش حياء ولم تسكب قطرة دم ظلما أو ماء هدرا، بل صون ذلك كان على ذمة الفاتحين، وهكذا صينت الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والدينية وجعلت ختما من خليفتنا رحمه الله.
ولم تزل تلك اﻷسوار شاهدة على مذبحة الصليبيين الذين قال مؤرخهم: "لقد أسرف قومنا في القتل" والقتل بنفسه إسراف، ثم تابع" ... رأيت جثثا تعوم على الدماء ... لتخطيها ترهق حتى تصل لمكان قريب" فلقد قتلوا عشرات اﻵلاف في مدة وجيزة من اﻷبرياء أطفال ونساء وشيوخ حتى بلغ دمهم للركب.
وتلك اﻷسوار شاهدة ليوم دخول الصهاينة وعصابتهم الهجانة خفاشة الدماء التي ما خرجت من قرية إﻻ دخلت أخرى مخلفة وراءها عواء الموت لكل معترض لطريقها حتى هجرت على طبول رعبها قرى وبلدان قبل أن يطأها إرهابهم، ورئيس تلك العصابة انتخب أول رئيس ﻹسرائيل المحتلة.
وأما الفتح اﻹسلامي كان على النقيض من جرم هاتين الطائفتين المفسدتين، وإن كانتا تتعذران بالمقدسات فما أرهقت المقدسات إﻻ بهما فجرذان اليهود اليوم تحفر تحت المسجد اﻷقصى وﻻ يسمحون إﻻ للشيوخ للصلاة فيه، و رعاع النصرانية باﻷمس دنسوه حضيرة للبقر والخنازير، أما المسلمون فأكرموه كما يكرمون الكعبة بل حصنوا كنيسة القيامة من الهدم، فهاك الفاروق رفض أن يصلي بها عندما أدركته الصلاة ناظرا لمستقبلها أن يحولها الناس مسجدا بعده، فكانوا حريصين على حفظ المقدسات حتى من عداوة أنفسهم إذا وجدت.
إذن بشهادة تلك اﻷسوار المبارك ما حولها أن إدارة القدس وقيادته ما حوله ﻻ تكون إلا للمسلمين فحسب وأخص هنا التقيين منهم أولي الشفقة والرحمة المحمدية، وليس الفسقة الذين باتوا وباﻻ على قومهم فكيف على غيرهم.  اللهم أكرمنا بتحرير مسجدك اﻷقصى وحرر أنفسنا من مغبتها.

بقلم: أبوعبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: