الاثنين، 9 فبراير 2015

الحلقة 70 (المبدأ والتطبيق):

أسعد الله صباحكم بكل الخير والسعادة،، نعود إليكم قراءنا الأعزاء وحلقتنا في عددها 70 تحمل عنوان (المبدأ والتطبيق) وهو امتداد للحلقة السابقة، ففي حديثنا السابق علمنا أن مجرد النطق بالشهادتين (الجملة) يلزمنا شرعا اﻹتيان بحقوق و واجبات تجاه من نطق بها ظاهرا دون التنقيب عما تختلجه اﻷلباب من صدق أو تدليس أو اتجاهات مذهبية أو طائفية أو غيرها، فالكل على السواء في وتيرة اﻹسلام  في حفظ الدم والعرض والمال. وهذا هو ما يجب تأسيسه في التعامل الدنيوي بيننا كمسلمين.

الحلقة 70 (المبدأ والتطبيق): حديث الإثنين
الحلقة 70 (المبدأ والتطبيق):
1. وقد أسس النبي صلى الله عليه وسلم هذه المبدأ في الحادثة التي قتل فيها أحد أصحابه رجلا في معركة وهو يلفظ الشهادة، وبررها الصحابي أن الرجل كان يذب بها عن قتله، فغضب النبي أيما غضب حتى احمر وجهه الشريف وكما قال: هل اطلعت على قلبه؟.
2. أما ما يخص اﻵخرة فإلى الله مرد العلم في الصدق من النفاق والصحة من الاجتهاد أو التدليس فهو لم يترك ﻷحد من مخلوقاته بقر البطون لكشف اﻷسرار وﻻ حتى أنبياءه وﻻ ملائكته {ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}.
3. وهنا يلزم النصح للمتساهلين في واجباتهم المتخاذلين عن مبادئهم المتجردين عن أخلاقهم بأنه عند العزيز الجبار ﻻ يكفي الاكتفاء بالنطق بالشهادتين دون اﻹعتقاد والتطبيق، فإنك إن طفقت مسحا على آي القرآن من الفاتحة إلى الناس ما وجدت اﻹيمان إلا مقرونا بالعمل الصالح فهما السماء واﻷرض في براح الكون. وسورة العصر خير دليل والكل يحفظها.
4. وﻻ يصح عدالة أن يجعل المجرم كالمدين والعاصي كالمستقيم في منزلة النعيم بمجرد النطق بالشهادتين في الميزان اﻷخروي الدقيق الرصين. فقد خصص الله رحمته للطائع دون العاصي بقوله:{وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف : 156].
5. إن العمل الصالح هو ثمرة اﻹيمان الخالص والإيمان الخالص هو جذع العمل الصالح وكلاهما شجرة الاستخلاف الذي شرف الله به عباده وهما الحصن الدنيوي واﻷخروي. 
بقلم/ أبوعبدالرحمن سامي بن محمد السيابي    
يمكنكم المشاركة في الموضوعات ﻻبداء رأيكم
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: