الاثنين، 25 يوليو 2016

حديث الاثنين | الحلقة 142 (يوسف العزيز-٢-)

حديث الاثنين | الحلقة 142 (يوسف العزيز-٢-)إن أول رسالة نستلمها من سيرة يوسف -عليه السﻻم- هي التربية، والتربية هي الكاهل على رقبة كل مربي، لكنها تكون يسيرة إذا كانت منجمة على حسب المواقف واستغﻻل منافذها لغرس يرقاتها فتتعهد رويدا لتصير معالما يهتدى بها في الظلم، والتربية ﻻ تنحصر في الجانب المادي من توفير المأكل والمشرب والكسوة والمأوى، وإنما تشمل النفس والعقل، وبما أنك ﻻ ترضى أن يأكل ولدك أكﻻ يسمم صحته فأيضا ﻻ ترضى أن يستلم معلومة تردي بخلقه أو تشين دينه أو تحيد من تعلمه.

حديث الاثنين | الحلقة 142 (يوسف العزيز-٢-)

ومن مصارحة يوسف ﻷبيه عن رؤياه {وإذ قال يوسف ﻷبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} يتبين مدى التربية التي قام بها اﻷب لابنه، حتى بلغت المكاشفة بالخصوصيات، وهذه المكاشفة نعهدها بين الصديق والصديق، ولم نعهدها بين اﻷب والابن لجهلنا بدروس التربية، فنحن نمنح أصدقاءنا من التعامل ما ﻻ نمنحه أولادنا رغم أن أوﻻدنا أحق منهم بها، فلم ﻻ يكون تعاملنا مع أوﻻدنا بنفس ما نتعامل به مع أصدقاءنا؟ 
طبعا مع الحفاظ على هيبة اﻷبوة ﻷجل تفادي الوقوع في المنزلق والدنيا كما تعلمون مشربكة بالفتن. أليس الابن مع أبيه والبنت مع أمها أحق بالصداقة والخلة؟ فبها تضمن سﻻمة المستقبل ونقاوة الدين وأصالة اﻷخﻻق للأولاد في زمن تخالطت فيه اﻷمور إذ ﻻ يميز فيها بين الحليم و الظليم.

✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي  

للنشر رحمكم الله


لمتابعة حلقات #حديث_الإثنين على مدونة #الأبجدية




(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: