تسربلت من أصابع جهلنا إلى أذهاننا أفكار وتصرفات عددناها حقيقة وهي محض خيال، لكنها من موقع الذكريات فكاهة و تسلية ففي طياتها نفث جمال، اعتصرت ذاكرتي لأبدي بعضها للمكرمين القرّاء، رجوت منهم العفو من العفوية امتثال:
1.عندما ينخلع ضرس لبنيّ، نركض به إلى نخلة فنرميه بحضنها ونقول:هاك ضرس حمار فهاتِ ضرس غزال، والمسكين يسب نفسه.
2.كنا إذا قفز أحد من فوق أحد، توسّل إليه ليقفز من فوقه مرة أخرى… لاعتقادنا أنه لن يكبر أكثر مما عليه.
3.إن أشار أحد بإصبعه نحو مقبرة، لا نتركه أبدا حتى يعض على إصبعه حتى الاحمرار لاعتقادنا أنه يموت إن لم يفعل ذلك.
4.كنا إذا نبحت كلاب ليلا جنب مقبرة… نظن أنه سيموت شخص باليوم التالي... فنترقب بوجل من عليه الدور، وكنا نخمن على قائمة المسنين، رحمهم الله.
5.إذا تعسّر بطن أحدنا، يوصى أن يسقف بحصاتين عند قضاء الحاجة ليسهل الخروج، والغريب أن البطن يستجيب.
6.كنا نأتي بالحصى الأصفر فنضربه حتى يطحن فنخلطه بالماء وندهن به أوجهنا وجباهنا لتصفر جمالا… ليت شعري ما يفيد ذلك والخشوم دغمات من الجزم.
7.كان أهلنا يحصنوننا عن اللعب بالنار، لقولهم: "من يلعب بالنار يبول في فراشه يوم يرقد".
8.وكانوا يربوننا على حفظ نعمة الأكل، بقصة يحكونها دوما أن امرأة مُسِخَتْ حجرا هي وطفلها بسبب استجمارها له بخبز، فكانت أكبر الكبائر إن رأينا كسرة خبز سقطت على الأرض فلا نهدأ حتى نأخذها ونأكلها مخافة نزول العذاب، وكنا نستغفر بخشوع وتلتوي الوجوه لتلك الكبيرة.
9.كانوا يوصوننا ألا نتفل على البقايا عند قضاء الحاجة الآدمية، فمن يفعل ذلك يظهر له حبيبان في لسانه وفمه، وكنا إن رأينا على أحدهم حبيبات نكركر بالضحك في صمت على أنه فعلها وقد عرفنا السرّ، أنزين يا جماعة الخير ما شرط أنه فعلها يمكن حبيبات مرض، لكن العقول دهجاء.
10.كان إذا انفلع -أي أصيب- أحدنا بحصاة على رأسه يهم صاحبه بالضغط على موقع الفلعة… حتى لا تحصل له بجمة( اي نتوءة)، والمسكين يصرخ من ألم الضغط أكثر من الفلعة نفسها.
11.كانت الأمهات لأجل أن تهنأ بالنوم باكرا ولتجافي إزعاج أولادها كانت تهتف في آذانهم قبل النوم : رقدوا قبل عن تجيكم جنيّة ترى بو تلقاه ناهض تشله معها. فتنام هي مرتاحة البال، لكن الولد طول الليل عيونة مبلجات مثل البجلي من الخوف وهو مغطى بالشاذر.
12.كان الناس عند ذبح الأضاحي يرمون ببعض الشحم على السقف، فتظل عالقة حتى حين، وإذا حضر معهم طفل كانوا يضربون صدره بالطحال بغتة، وأذكر إني كدت أموت صياحا من فجاعتها عليّ، واليوم أبكي استغرابا بغرابة تفسيرها، طقوس ما أنز الله بها من سلطان.
12.كان الناس عند ذبح الأضاحي يرمون ببعض الشحم على السقف، فتظل عالقة حتى حين، وإذا حضر معهم طفل كانوا يضربون صدره بالطحال بغتة، وأذكر إني كدت أموت صياحا من فجاعتها عليّ، واليوم أبكي استغرابا بغرابة تفسيرها، طقوس ما أنز الله بها من سلطان.
## ولله الحمد على تنويره وتبصيره ##
بقلم | أبو عبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي
للنشر رحمكم الله
0 coment�rios: